"الداهية و الهلفوت"

مواضيع مفضلة

google-site-verification=D5w-oSMToT0i2p5C9gLSCRSvTOC8w9yn6b38v_QI38Y google.com, pub-6771521127778549 , DIRECT, f08c47fec0942fa0

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

كل الحب وكل الامنيات الطيبه لكل العالم مع الامل من المزيد من المحبه واحترام الراي الحر واختلاف الثقافات مع الاحترام الكامل للاديان وعدم الخوض في ما حرم الله وان نحترم الاخر وان نحاول ان نصحح عيوبه مع الاحترام الكامل للحريه في الوصف والتعبير والتبادل المعلوماتي الله خلقنا من المحبه والواجب ان نرد المحبه بكل الحب في الاحترام الكامل للرسل والانبياء والاديان والتشريع السماوي*All the love and all good wishes to all the world,

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات

من أنا

صورتي
انا الفارس والشاعر والاديب في بلادي وبلادك*** انا يا سيدتي من حارب جلادي وجلادك

جديد المدونه

السبت، 2 نوفمبر 2013

"الداهية و الهلفوت"

**"الداهية و الهلفوت" الحلقة السادسة .. «الليالى الطويلة».. أحلام وكوابيس مرسى والسيسى فى 4 أيام .. المعزول رفض الاستفتاء على بقائه فى الحكم لأنه كان يعرف أن مكانه إما على رأس السلطة أو فى قاع السجن **ضبط40 شخصًا بينهم فلسطينيين بشمال سيناء **والجيش يدمر أكبر نفق لتهريب الوقود لغزة ------------------------------------- ◄ مرسى حاول خداع السيسى.. أخبره بأن خطاب 26 يونيو فيه كل ما طلبه.. ووكالة الأناضول تنشر تصريحا: لا تنازلات للمعارضة والطوارئ فى انتظار 30 يونيو ◄ الجماعة استعانت بالشاطر لتهديد السيسى فى مكتبه.. والسؤال: لماذا لم يأمر وزير الدفاع بالقبض على خيرت بعد أن هدد بإعلان الحرب على الجيش؟ ◄ السيسى قرر منح الرئيس مهلة 7 أيام بعد أن وصلت إهانات الإخوان إلى الجيش.. فلم يتحمل القادة وصف البلتاجى للجيش بأنه جيش النكسة ◄ لماذا فشل محمد مرسى فى اختراق تحالف السيسى مع وزير الداخلية.. وهل قدّم محمد إبراهيم استقالته ليلة 30 يونيو بعد أن تجاوز المعزول فى الحديث معه؟ ◄ فى مؤتمر نصرة سوريا ردد محمد عبد المقصود دعاء وصف فيه معارضى مرسى أنهم كفار وسط ترديد المعزول للدعاء ◄ هل كتب هيكل بيان مهلة الـ48 ساعة الأخيرة.. ولماذا حرص على التقاط صورة خاصة مع السيسى أمام قبر عبدالناصر؟ ان شباب «تمرد» ينطلقون فى الشوارع والميادين يسارعون الزمن من أجل الحصول على صك عزل مرسى عبر ملايين التوقيعات على الاستمارة السحرية التى خرجت لجماعة الإخوان من قلب الجحيم الذى صنعوه هم بأيديهم. وكان رجال حركة «تجرد»- الحركة التى أسسها نفاقا القيادى الإرهابى عاصم عبدالماجد- وفى حالة منحطة من المكايدة السياسية يحاولون تشويه حركة الشباب والسخرية من التوقيعات التى يجمعونها، ويزايدون عليهم بأنهم جمعوا توقيعات أكثر منهم، رغم أننا لم نر لهم نشاطا لا فى شارع ولا فى ميدان. وقتها كانت قيادات جماعة الإخوان عبر وسائل الإعلام تتحدث بتفاؤل عن الغد المشرق، والبرلمان الذى سيأتى ليحسم حالة النزاع التى يشهدها الشارع، فالمصريون سيقولون كلمتهم ويختارون الجماعة وحلفاءها، وسيكون هذا الرد البليغ حجرا فى فم كل من يشكك فى شرعية الرئيس، أما ما يردده كارهو المشروع الإسلامى عن تغيير الحكومة وتعديل مواد الدستور المختلف عليها وإنهاء مهزلة النائب العام، فهى أمور تافهة سرعان ما سينفض عنها من يطالبون بها. وقتها أيضا - وفى حالة تعكس الخوف الشديد من غضب الشعب وفوران الشارع- كان عدد من قيادات الجماعة يخففون من وطأة ما سيحدث، عصام العريان مثلا- أحد الذين كانوا يفهمون سياسة داخل الجماعة رغم انحطاطه بعد وصول الإخوان إلى السلطة- قال إن شيئا لن يحدث، عدة آلاف سيخرجون فى مظاهرات، وفى نهاية اليوم سيعودون إلى منازلهم، وبعدها تلتفت الجماعة إلى شؤونها. وعندما تمد الخيط على استقامته ستجد حلفاء الجماعة يقومون بواجبهم فى ترهيب الخصوم وبث الرعب فى قلوبهم، فصفوت حجازى يهدد من يرش الرئيس بالماء أن يرشه هو بالدم، وطارق الزمر يهدد بسحق من يتظاهر أو يخرج يوم 30 يونيو، وعاصم عبدالماجد يعد الجيوش ليواجه أعداء الله والرئيس.. وكل هذا مسجل ومذاع على الملأ، دون خوف ولا خشية، فهؤلاء رجال الرئيس فمن يقدر عليهم. فى هذه الأيام العصيبة- أتحدث تحديدا عن الفترة من 23 يونيو إلى 3 يوليو 2013- كان الشعب يرقب ما يحدث بخوف وقلق.. كان هناك حلم كبير أن ينزاح كابوس الإخوان، لكنها كانت أحلاما مهددة.. لم يكن أحد يثق فى شىء.. كان السؤال الذى سيطر على أذهان الخائفين: هل يمكن أن يفعلها الشعب المصرى مرة ثانية؟ أين كان الجيش من كل هذا؟ ما الذى كان الفريق السيسى تحديدا يفعله خلال هذه الفترة التى بدأت بصدام ناعم مع الرئيس محمد مرسى سرعان ما تحول إلى صدام صريح، عنوانه قائد جيش ينحاز إلى رغبة شعبه ويزيح رئيسا حتى اللحظة الأخيرة يتمسك بشرعيته التى كانت قد تآكلت بالفعل؟.. ما الذى يفكر فيه وهو يعرف أن أخطر اختبار فى انتظاره، فإذا ما خرج الشعب سيكون عليه الاختيار.. ولن تكون لديه رفاهية التريث، فهو إما مع الشعب وإما مع الإخوان.. فالحسم لابد أن يكون سريعا. كل ما صرح به السيسى قبل أن نصل إلى محطة 30 يونيو كان يشير إلى أنه سيكون فى الضفة التى سيقف عليها الشعب، لكن أعتقد أنه كثيرا ما دعا ربه فى صلواته وخلواته: «اللهم لا تدخلنا فى تجربة ونجنا من الشرير»، فلا هو ولا مصر كلها كانت فى حاجة إلى مزيد من العنف والفوضى والتخريب، لأن الاختيار كان إما المصالحة بين النظام والقوى السياسية والشعب، أو إزاحة النظام كله، وهو نظام كان السيسى يعرف أنه لن يستسلم بسهولة، لأن مرسى ومن وراءه لم يكن لديهم إلا تصور واحد، فهم إما فى السلطة أو فى السجن.. وكان الإخوان وحلفاؤهم قد قرروا ألا يعودوا إلى السجون مرة أخرى. أعرف أن الفترة التى تحدد مرحلة الصراع بين السيسى ومرسى قصيرة، لكن ما حدث فيها جعل منها محطات عديدة، أعتقد أن الوقوف على كل منها يمكن أن يساعدنا ليس فى معرفة ما جرى ولكن فى استيعابه وفهمه أيضا. محاولة إنقاذ فى 7 أيام فى 23 يونيو قرر الفريق السيسى أن يكون واضحا ومباشرا، ينهى مرحلة النصائح السرية والاجتماعات الخاصة التى تجمعه بمحمد مرسى، ويجعل الشعب طرفا فيما يدور بين الرئيس ووزير دفاعه.. شعر أنه لا بد أن يجيب على سؤال الشارع: أين السيسى؟ كان وزير الدفاع يحضر الندوة التثقيفية الخامسة التى نظمتها القوات المسلحة بمسرح الجلاء.. تحدث لمن حضروا الندوة، وهناك قال إن القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى، إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى. رسالة السيسى كانت واضحة، فهو كما قال إن القوات المسلحة على وعى كامل بما يدور فى الشأن العام الداخلى، دون المشاركة أو التدخل، لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام، وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم. كان السيسى يعرف أن هناك من سينتقد إشارته إلى استعداد الجيش للتدخل فى العراك السياسى القائم، ولذلك دفع بما يبرر موقفه، مشيرا إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية ومنذ توليها المسؤولية فى أغسطس الماضى أصرت على أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسى، وتفرغت تماما لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها، وما تم من إنجازات فى هذا الشأن خلال الأشهر الثمانية السابقة يمثل قفزة هائلة، لكن حالة الانقسام داخل المجتمع واستمرارها خطر على الدولة المصرية، ولابد من التوافق بين الجميع، لأنه يخطئ من يعتقد أن هذه الحالة فى صالح المجتمع، ولكنها تضر به وتهدد الأمن القومى المصرى. كانت هذه رسالة عامة. الآن تبدأ الرسائل الخاصة، قال السيسى: يخطئ من يعتقد أننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية، ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد فى صراع تصعب السيطرة عليه. وقال أيضا: إرادة الشعب المصرى هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة ونحن مسؤولون مسؤولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن أن نسمح بالتعدى على إرادة الشعب، فليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين، والموت أشرف من أن يمس أحد من شعب مصر فى وجود جيشه. وقال فى رسالة ثالثة: الإساءة المتكررة للجيش وقياداته هى إساءة للوطنية المصرية، والشعب المصرى بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه، ولن تقف القوات المسلحة صامتة بعد الآن على أى إساءة قادمة توجه للجيش، وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومى المصرى. بعد الرسائل جاءت ساعة الحسم. فقد دعا السيسى الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، وقال نصا: لدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله. لم يغضب محمد مرسى من مهلة الأسبوع التى منحها السيسى للجميع من أجل التوافق والمصالحة، بل أثنى عليها، وأغلب الظن أنه اعتبر نفسه فوق الجميع، وأن المقصود بالدعوة هو القوى السياسية التى يجب أن تتحاور وتصل إلى صيغة تفاهم، فهو حتى اللحظة الأخيرة كان مقتنعا بأنه على صواب والجميع على خطأ، وعليه فهو ليس معنيا بما قاله السيسى، بل الآخرون هم المعنيون بذلك وحدهم. لم تكن دعوة الفريق السيسى صماء، لقد وصلت إلى محمد مرسى قائمة من المطالب التى تريدها قوى المعارضة، وكان سقف هذه المطالب الاستفتاء عليه هو شخصيا، ولست مع من يقول- وهى مصادر مقربة مما حدث- إن مرسى كان متفهما لما فعله السيسى، وكان موافقا على مهلة الأسبوع دون اعتراض، فقد كان الرجل عاجزا، بدليل أنه أخبر السيسى تخوفه من رد فعل الجماعة على مهلة الأسبوع، وانزعج بشدة من تصرفات الجماعة حيال المهلة، لكنه فى النهاية قبلها ولم يعلق على المطالب بشىء.. ربما لأنه كان ينتظر الرد ليأتيه من مكتب الإرشاد. أصدق الفريق السيسى عندما قال: ان دعوته للتوافق فى أسبوع يمكن أن يحدث فيه الكثير مجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله، لكن لا أستطيع تجاهل أن الكلمات كانت غاضبة واللجهة كانت حاسمة والنبرات كانت متلاحقة، لأن الإهانة التى طالت الشعب من جماعة الإخوان بدأت فى الاقتراب من القوات المسلحة أيضا.. لقد أدركت الجماعة أن الجيش لن يكون معها أبدا، ولذلك أرادت أن تشن عليه هجمات استباقية علها تضعف من همته أو ترهب من يقودونه. كانت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها قد دعوا إلى مليونية حاشدة وضعوا لها عنوانا مضحكا وهو «لا للعنف».. وعلى منصتها وقف محمد البلتاجى- الرجل الذى أورد نفسه وجماعته موارد التهلكة- ليهاجم الجيش المصرى ويصفه بأنه جيش النكسة، فى إشارة إلى ما حدث فى 5 يونيو، وهو ما لم يمرره قادة الجيش الذين غضبوا غضبة لم يستطيعوا كتمانها.. ولذلك كانت إشارة السيسى إلى الإساءات المتكررة للجيش فى بيان المهلة أمرا لافتا للانتباه. قبل هذه المليونية كانت الجماعة قد ارتكبت حماقة من أكبر حماقاتها- وهى كثيرة ومتشعبة- فى المؤتمر الذى أسمته نصرة سوريا. حضر مرسى فى حشد من أتباعه وأنصاره، وقد بدا الحشد محاولة لإرهاب الخصوم، أملا فى أن يتراجعوا عن المواجهة فى 30 يونيو، دعك مما قاله محمد مرسى فى خطابه الطويل والممل والسخيف، والإجراءات السياسية التى أعلنها فيما يخص سوريا، وهى إجراءات كانت تغازل الموقف الأمريكى من الأزمة وترمى بنفسها تحت قدميه، ولكننى أتوقف فقط عند الدعاء الذى ردده الشيخ محمد عبدالمقصود فى نهاية كلمته، وهى الكلمة التى حظيت بأكبر قدر من التصفيق من الحاضرين. قال عبدالمقصود فى دعائه: أسأل الله- عز وجل- أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يجعل يوم الثلاثين من يونيو يوم عز للإسلام والمسلمين، وكسر شوكة الكفار والمنافقين، اللهم رد كيدهم فى نحورهم، واجعل تدميرهم فى تدبيرهم، اللهم إنا نجعلك فى نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب.. اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم انصر دينك وعبادك الصالحين واجعلنا منهم يا رب العالمين. تصفيق أنصار محمد مرسى كان طبيعيا جدا، فهم ما جاءوا إلى استاد القاهرة، حيث عقد المؤتمر، إلا من أجل هذا الهدف، إرهاب من يعارضون رئيسهم، لكن المصيبة أن مرسى الذى كان يعتبر نفسه رئيسا لكل المصريين، كان يؤمن على دعاء عبدالمقصود على الشعب المصرى فى معظمه ووصفه بالكفر والنفاق، وهى المرة الأولى تقريبا التى تجد فيها رئيسا يدعو على شعبه. كان هذا المؤتمر يوم 16 يونيو، وفيه اجتهد شيوخ السلفية فى التعريض بالشيعة، بل طالب أحدهم أن يطهر مرسى مصر من هؤلاء الأنجاس، وكان طبيعيا أن يحدث التحريض أثره، ففى 24 يونيو وبعد ساعات فقط من مهلة الأيام السبعة التى منحها السيسى للجميع، كانت مجموعة من المواطنين بتدبير واضح وتحريض محكم من الإخوان المسلمين يقتلون ويسحلون أربعة من الشيعة فى قرية أبو مسلم بمركز أبو النمرس بالجيزة، ومن بينهم القيادى الشيعى الكبير الشيخ حسن شحاتة. كان الهدف من المجزرة واضحا، فالإخوان ومن يقفون وراءهم يريدون أن يرى الجميع مصير من يتجرأ ويخرج على الخط المرسوم، ليس لدى الجماعة إلا القتل والسحل لكل من يعترض طريقهم، وكأن جثث هؤلاء الشيعة القتلى لم تكن إلا قربانا قدمته الجماعة على مذبح السلطة حتى يخشى الجميع الاقتراب من حماها.. وحتى يفكر من يحشدون لـ30 يونيو أن مصيرهم لن يختلف عن هذا المصير بل سيكون أشد. هذه الأعمال الإجرامية جعلت السيسى يدرك أن المعركة تجاوزت مرحلة المواجهة فيها بين الشعب والجماعة.. وهى مواجهة يقف فيها الجيش على الحياد، حتى إذا ما رأى خطورة على الأمن القومى المصرى فيسارع بالتدخل حتى لا تنهار الدولة، ولكن المواجهة أصبحت بين الجيش والشعب فى جهة وجماعة الإخوان وحلفائها فى الجهة الأخرى، فقد وحدت الجماعة بين الجيش والشعب فى الهدف والاتجاه والقرار.. والمصير أيضا. كان بيان «السبعة أيام» هو نقطة البداية فى الثورة، فالسيسى- وهذا ما لم يستوعبه مرسى- وضع جدول الثورة بإعلانه عن مهلة الأيام السبعة، لأنه كان يعرف جيدا أن الجماعة لن تستجيب، بل ستظل على عنادها وغرورها وتكبرها. ظهور اللاعب الرئيسى فى مكتب السيسى كان لابد أن يرد محمد مرسى على مهلة الجيش، أدركت الجماعة أنها أصبحت فى صراع واضح مع القوات المسلحة، هى التى تقف فى المواجهة وليس الشعب فقط، حاول الإخوان أن يلعبوا باللاعب الرئيسى.. فظهر خيرت الشاطر فى محاولة أخيرة للإنقاذ. فى 25 يونيو 2013 التقى الفريق السيسى بالمهندس خيرت الشاطر فى مكتبه بوزارة الدفاع، وكان حاضرا معهما الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق ورئيس حزب الحرية والعدالة.. لم يكن للكتاتنى دور فى الاجتماع، فالمواجهة كانت بين الشاطر رأس الجماعة ومحركها ومدبر أمورها، وبين رأس الجيش والشعب معا.. وربما كان وجود الكتاتنى لصنع غطاء سياسى للقاء، فهو رئيس حزب الجماعة السياسى أما خيرت فلم يكن له منصب سياسى لا فى الحزب ولا فى الدولة يجعله يذهب للتفاوض أو التشاور أو الاتفاق مع وزير الدفاع على أى شىء. لم يقدر الشاطر قوة خصمه، تعامل معه بالطريقة التى يجيدها، وليس بالطريقة التى يجب أن يتبعها فى حضور قائد جيش قوى ومدير جهاز مخابرات سابق متمكن من عمله.. تحدث الشاطر بوضوح عن رد فعل الجماعة إذا ما أدت مظاهرات 30 يونيو إلى عزل مرسى. كان الشاطر يعرف جيدا أن المظاهرات وحدها حتى لو استمرت طويلا لن تكون قادرة على عزل الرئيس إلا إذا تدخل الجيش لمساندتها، وقال فيها كلمته الأخيرة، ولذلك فإننى لست مع الذين يميلون إلى أن الشاطر ذهب يهدد الشعب، ويقول إن هناك جانبا من الجماعات الإسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليه.. وهذه الجماعات موجودة فى سيناء والوادى ومستعدون فى أى وقت لإطلاق النار. كان التهديد واضحا للجيش المصرى وفى حضور قائده.. الشاطر قصد تماما ما نطق به، فالجماعات الإسلامية التى احتضنها فى سيناء وغيرها لم تكن لها مهمة إلا الانتظار للحظة المناسبة، ولم تكن هذه اللحظة إلا محاولة إزاحة مرسى عن عرشها.. ولا أدرى كيف صبر السيسى على الرجل الذى هو فعليا بلا صفة سياسية وهو يهدد ويتوعد، بل كيف لم يأمر بالقبض عليه بعد تهديده الصريح للجيش المصرى بالاستهداف والتصفية؟ كان السيسى حتى هذه اللحظة يدير الأمر بهدوء، ورغم أنه انفعل على خيرت الشاطر- كما قال هو فى حواره مع ياسر رزق فى المصرى اليوم- وقال له: إنتم عايزين يا تحكمونا يا تموتونا- فإنه حافظ على انفعالاته، لقد أراد للمشكلة حلا، لكن الجماعة تصر على التعقيد. خرج الشاطر من مكتب السيسى فى وزارة الدفاع وهو يدرك تماما أن مهمته فشلت، ذهب يهدد فوجد غضبا عارما فى مواجهته، لقد تعود الشاطر على لغة وتصرفات العصابات الإجرامية، وتجاهل تماما أنه أمام جيش منظم وقوى وأن التعامل معه لابد أن يكون بحساب.. وقد يكون الشاطر صمت بعدها لأنه أدرك أن وجود مرسى فى السلطة انتهى تماما، وربما يكون قرأ فى عيون السيسى وقتها هذا المعنى.. فتأكد أن قضاء الله وقع وقدره على وشك التنفيذ ولا فائدة من شىء. فشل اللاعب الرئيسى فى الجماعة فظهر الاستبن فى محاولة أخيرة للإنقاذ.. صباح الأربعاء 26 يونيو جلس السيسى مع محمد مرسى ساعتين كاملتين.. لم يقرأ الخطاب الذى سيلقيه المعزول، اكتفى بأن سمع منه وعنه، قال له مرسى: إن كل ما تريده سنفعله. صباح يوم الخطاب حدث ما يمكننا اعتباره مؤشرات خداع فى موقف محمد مرسى، وأن ما قاله للفريق السيسى لم يكن إلا محاولة لكسب الوقت.. وأنه لم يكن ينتوى مطلقا أن يستجيب لما قاله، فقد كانت لديه أجندته التى قرر ألا يغيرها أحد. فى هذا اليوم كتبت الدكتورة باكينام الشرقاوى مساعد الرئيس للشئون السياسية على حسابها الخاص بـ«تويتر»: الخطاب الذى سيلقيه الرئيس اليوم سيقدم فيه كشف حساب للشعب عن حصاد عام منذ توليه. وضعت باكينام نقطة وراء كلامها فى إشارة إلى أن الخطاب سيكون إيجابيا، فهى المسؤولة عن الصياغة السياسية لما يقوله الرئيس، ولابد أن لديها معلومات جعلتها تتأكد أن الأزمة ستنفرج، لكن ما نشرته وكالة الأناضول فى نفس اليوم وربما فى نفس التوقيت كان مختلفا تماما. وكالة الأناضول - التى كنا نتعامل معها على أنها الوكالة الرسمية لنظام محمد مرسى وليس وكالة أنباء الشرق الأوسط - نقلت عن مصدر رئاسى مقرب من الرئيس - أخفت اسمه بالطبع- أن الخطاب ستكون فيه رسائل قوية وحاسمة، وأن مرسى سيجدد دعوته للحوار مع قيادات المعارضة دون أن يقدم لهم تنازلات من أى نوع.. كما أنه سيلمح بإمكانية فرض الطوارئ فى حالة تدهور الأوضاع عقب مظاهرات 30 يونيو.. وأنه سيكشف المؤامرة التى تخطط لها المعارضة بالاشتراك مع رموز الحزب الوطنى لإسقاط الدولة. كانت هذه التصريحات- كل ما جاء فيها تحقق ولم يخرج عنه الخطاب الذى سمعه الجميع- منشورة تقريبا فى الوقت الذى كان يجتمع فيه السيسى مع محمد مرسى فى قصر الاتحادية، لكن وزير الدفاع مد حبال الصبر حتى تكتمل الصورة، ليكتمل القرار، وكان أن خرج مرسى ليستعدى الجميع ويخوض فى أعراض الناس ويذكر مواطنين بالاسم فى حالة تؤكد أنه على بعد خطوة واحدة من الانهيار التام.. وساعتها لم يجد السيسى إلا الصمت، فقد أدرك فى هذه اللحظة أن مرسى انتهى.. وأن ما تبقى منه هو إجراءات الدفن التى حتما ستنتهى سريعا. 3 - حلف السيسى ووزير الداخلية من بين الأسباب التى دعمت التوتر بين السيسى ومحمد مرسى، علاقة وزير الدفاع بوزير الداخلية، أحمد جمال الدين، وهو الوزير الذى خرج من منصبه بعد أن رفض ما طلبه منه مرسى من فض اعتصام الاتحادية بالقوة. كان السيسى يدرك أن الأمن لا يمكن أن يتم إلا بالتعاون الجاد بين الجيش والشرطة، وأن الداخلية التى فقدت كثيرا من قدرتها فى الشارع، واهتزت صورتها بعد ثورة يناير، تحتاج لمن يجبر كسرها ويعيد العلاقة بينها وبين الشعب لتكون هادئة ومستقرة. ولا ينسى الإخوان المسلمين الصورة الشهيرة التى جمعت بين السيسى وأحمد جمال الدين وهما فى لقاء مشترك، وكل منهما يمسك بيد الآخر، فى إشارة واضحة إلى أن الداخلية ستكون داعمة للجيش فى أى موقف يأخذه، ورغم أن محمد إبراهيم الذى دخل الوزارة بعد أحمد جمال الدين كان متهما طول الوقت بأنه يعمل من أجل محمد مرسى فقط، وأنه يعيد الداخلية إلى ما كانت عليه فى عصر مبارك من حماية النظام على حساب الشعب، فإن الفريق السيسى اقترب من محمد إبراهيم، ويمكن أن نقول إنه احتواه بشكل كامل، وللمصادفة فهناك صورة من اجتماع بينهما، يمسك كل منهما بيد الآخر، فى إشارة إلى أن الجيش والشرطة إيد واحدة، وهو ما كان يزعج محمد مرسى، فقد كان يخطط دائما لأن يكون هناك فصل بين الداخلية والجيش، بحيث يكون ولاء كل جهاز منهما له هو شخصيا، دون تعاون أو تنسيق، لكى يقوم بهذا التنسيق وحده. فى ليلة 30 يونيو.. عندما كانت أعصاب مصر كلها مشدودة ومتوترة، سارت شائعة عن مشاجرة عنيفة جرت فى قصر الاتحادية بين محمد مرسى ووزير داخليته محمد إبراهيم، كان مرسى عنيفا وهو يصدر أوامره لإبراهيم بأن يحمى مقرات جماعة الإخوان المسلمين ومقرات حزب الحرية والعدالة، لأن المظاهرات التى ستخرج تستهدف بالأساس هذه المقرات، إلا أن وزير الداخلية رفض وقال له إنه لو وفر حماية لمقرات حزب الحرية والعدالة، فسيكون عليه أن يوفر الحماية نفسها للأحزاب الأخرى، ثم إنه سيكون عليه عبء تأمين المظاهرات، ولن تكون هناك فرصة لتأمين كل مقرات الإخوان فى الجماعة والحزب. يومها تردد أن وزير الداخلية تقدم باستقالته بعد أن تجاوز محمد مرسى فى الحديث معه، إلا أن مصدراً بوزارة الداخلية أكد لى أن الوزير لم يتقدم باستقالته يومها. سألته عن المشادة التى حدثت بين الوزير والرئيس، فلم يحسم الأمر بشىء، لم يؤكد ولم ينف وترك أمر المواجهة العنيفة بين مرسى وإبراهيم لمزيد من الإضافات والحذف والشائعات. لم يكن محمد إبراهيم يستطيع أن يخرج عن حالة الإجماع التى بدت عليها الداخلية قبل أيام من ثورة يونيو، كان جهاز الشرطة على قلب رجل واحد فى مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، التى كانت بالفعل قد تجاوزت كل الحدود فى التعامل مع كل مؤسسات الدولة.. وهذا هو المهم، لم يكن لوزير الداخلية أن يخرج من التحالف مع الفريق السيسى، وهو تحالف أعلن مبكرا جدا أنه سيحمى الشعب ولن يسمح بالاعتداء عليه مهما كانت العقبات أو الخسائر. نجا محمد إبراهيم بهذا الموقف - سواء كان خبر المشاجرة مع مرسى صحيحا أو فيه بعض المبالغات - من انتقام الشعب ومطاردته، فقد اعتبره كثيرون يد الإخوان الباطشة فى مواجهة خصومها، لكنه فى اللحظة الأخيرة، وتحديدا فى اللحظة التى سبقت غلق باب التوبة أعلن انحيازه التام للشعب ضد سلطة فقدت كل شرعيتها. أطول ليلة فى التاريخ من بين ما استوقفنى كثيرا فى العلاقة التى ربطت بين محمد مرسى والفريق السيسى، كانت لحظات تأمل فى ليلة 30 يونيو، كيف قضى كل منهما هذه الليلة، إنها كانت فعلا وقولا أطول ليلة فى حياة كل منهما. مرسى فى مأزق.. فهل يفعلها الشعب ويخرج بالملايين يطالب بعزله وإخراجه من قصر الرئاسة؟ والسيسى فى مأزق.. هل يتخاذل الشعب ولا يخرج من أجل المطالبة بحقوقه وحريته؟ كانت العلاقة بين مؤسسة الجيش ومؤسسة الرئاسة قد وصلت إلى بداية المنحدر.. لم تكن هناك عودة، كان السيسى يعرف جيدا أن الشعب لو تخاذل، فإن مرسى سيدير آلة الانتقام من الجميع، سينكل بكل من وقف فى طريقه.. وستخرج الجماعة ومن ورائها حلفاؤها ليفرضوا سطوتهم على الجميع وبلا رحمة. تحدث السيسى عن يوم 30 يونيو، لكنه لم يتحدث عن الليلة التى سبقت العاصفة، قال إنه شاهد يوم 30 يونيو كل ما جرى، وكان يتوقع حشودا أكثر، لكن ما حدث كان هائلا ونقطة فارقة فى تاريخ مصر. كانت التقارير التى وردت للأجهزة الأمنية السيادية تشير إلى أن جماعة الإخوان، ومن وراءها سيحاولون منع مظاهرات 30 يونيو بالقوة.. وهو ما كان مصدر قلق للجميع وليس الفريق السيسى فقط.. قلق يجعل النوم يخاصمه تماما.. فقد كان المستقبل كله معلقا بساعات قليلة مقبلة. يحتفظ السيسى فى خزانة أسراره بتفاصيل هذه الليلة.. لم يفصح عن الأحلام التى زارته فى منامه، ولم يقترب من الكوابيس التى هاجمته، كان الرجل قد قرر أن يواجه مصيره وليكن بعدها ما يكون. لم يتحدث السيسى مع محمد مرسى خلال يوم 30 يونيو.. ترك المشهد يتشكل على مهل، لم يحاول التأثير عليه أو يلفت نظره إلى الحشود التى نزلت إلى الشوارع، وهو ما يجعله ملزما بأن يستجيب لمطالب الشعب، ربما لأنه أدرك بنزول كل هذه الملايين أن كل المطالب التى أرسلها لمرسى قبل ذلك ووصل سقفها إلى الاستفتاء الشعبى على الرئيس، لم تعد صالحة للتجاوب مع المشهد المهيب، فلم يخرج المصريون ليطالبوا من مرسى شيئا، بل خرجوا لينهوا عصره تماما. فى اليوم التالى 1 يوليو تحدث السيسى مع مرسى، وكانت المفاجأة أن الرجل لم يصله المشهد، تجاهل كل التقارير التى وصلته عن الملايين التى نزلت، واعتمد رواية حزب الحرية والعدالة وقناة مصر 25، حيث قدر أعداد الجماهير التى نزلت إلى الشوارع بـ 120 ألفا فقط. كان السيسى يعرف أن محمد مرسى سيتجاهل الأعداد التى نزلت ضده فى 30 يونيو، لكنه لم يكن يتصور أن يتعامل الرجل بكل هذه الغفلة مع الأمر، ولذلك فقد قامت القوات المسلحة بتصوير المظاهرات فى مختلف أنحاء الجمهورية، وقدمتها لمحمد مرسى الذى ظل على رأيه تماما، ولم يتراجع عنه، فقد كان ما يقوله له الإخوان هو الأصدق بالنسبة له، أصدق حتى من عينيه بعد أن رأى الحشود بنفسه. لم يكن أمام السيسى إلا الخطوة الأخيرة، لقد استنفد كل الأوراق التى معه، انتهت مهلة الأسبوع دون أن يتقدم محمد مرسى فى اتجاه المصالحة قيد أنملة، الشعب نزل وبملايين لم يكن يتوقعها أحد.. لم يبق إلا القرار الذى انتظره الشعب، والذى تحدث عنه السيسى.. لكن المفاجأة أنه لم يفعلها مباشرة. بيان آخر وأخير منح محمد مرسى 48 ساعة، لم يكن البيان مفاجأة لمرسى، اطلع عليه، وأخبره السيسى بمحتواه، وهنا وصل الغضب الرئاسى إلى ذروته، شعر مرسى بأن السيسى يلوى ذراعه، ويجبره على أن يأخذ قرارا بعينه. لقد أخذ السيسى من هذه الواقعة دليلا على أنه لم يسع إلى الانقلاب على الرئيس، فقد ظل حتى اللحظة الأخيرة يمد يده بالخير، ثم إن من يقوم بانقلاب لا يتحدث، ولا يخبر من سينقلب عليه بما سيقوم به. لكن حتى مهلة الثمانية والأربعين ساعة أضاعها محمد مرسى، وقبل أن يمضى الرجل جعل المصريين يعيشون ليلة سوداء، فقد أطل مرسى مساء 2 يوليو فى خطاب إلى الشعب، مثل فى حد ذاته فضيحة متكاملة الإركان، وكان كافيا بمفرده كمبرر للإطاحة به. كان مرسى فى خطاب 2 يوليو فاقدا لأى اتزان من أى نوع.. بدا كمجنون يوشك على الغرق، لم تكن على لسانه إلا كلمة واحدة وهى الشرعية - التى كانت بالفعل قد فقدت أى معنى لها - أخذ يهدد ويتوعد، وجزم المتشائمون أن هذا الحديث لم يكن إلا عبارة عن شفرة لأنصار مصر بأن يتحركوا، وكانت كلمة السر فى التحرك هى «إننى أفدى الشرعية بدمى». لكن لم تمض إلا ساعات قليلة وكان الفريق السيسى ينهى كل شىء، وينحاز تماما إلى الشعب، لينهى بذلك علاقته مع محمد مرسى، فقد كان آخر مرة قد تحدث معه فيها يوم 2 يوليو، قبل أن يلقى مرسى كلمته، فقد منحه فرصة أخيرة عله يعدل عما فى رأسه، وعله يقدم حلا للخروج من الأزمة، لم يتفق السيسى مع مرسى على شىء يخص خطاب 2 يوليو، تركه يقول ما لديه، فقد كان يعلم أن الأمر انتهى تماما، وبالفعل فى 3 يوليو 2013 أنهى السيسى بكلمات قليلة عصر محمد مرسى، لتنتهى بذلك كوابيس أربعة أيام جمعت بين السيسى ومرسى فى قارب واحد.. قارب قرر السيسى أن يتركه لمرسى ليغرق به وحده. وهنا تعود الصورة من جديد، لقد كانت الليلة التى سبقت 3 يوليو أقل وطأة، لأن السيسى كان على ثقة فى أن الشعب سيكمل ثورته، ولن يتخلى عنه فى اليوم الذى قرر فيه الاستجابة لمطالبه كلها مرة واحدة، لكن هذا لا يمنعنى من تصور حال الرجل فى هذه الليلة التى كان يعرف أنها الليلة الأخيرة فى نظام مرسى، وأن مصر بعد ساعات ستدخل عصرا جديدا. ليلة أخرى أعتقد أنها كانت صعبة على السيسى، هى ليلة 26 يوليو، اليوم الذى دعا فيه المصريون إلى النزول لتفويضه لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل، رغم أنه كان يحتاج إلى التفويض أكثر ليقول للعالم: إن ما قام ثورة وليس انقلابا. قبلها كانت هناك اتصالات مع العديد من القوى السياسية للتنسيق فيما بينها للنزول يوم الجمعة 26 يوليو، إلا أن هذه القوى لم تتحمس. قال أحد رموز القوى السياسية: لا نستطيع أن نطلب من الناس أن تنزل فى مليونيات متعاقبة، إننا لا نريد أن نستهلك الجماهير فى فعاليات كثيرة لأن الناس تعبت. تجاهل السيسى ما قالته القوى السياسية، وقرر أن يدعو الناس بنفسه للنزول، يومها كان مطمئنا أن المصريين لن يخذلوه، لكنه عاش كابوسا أن يختفى الناس وأن يكون ما قاله السياسيون حقيقيا، لأنه كان يومها يراهن على تاريخه ومستقبله كله. رائحة هيكل فى كلمات السيسى بعد الثورة تحدث السيسى مرات محددة.. لم يفصح فيها عن كل شىء، قال ثم ترك الآخرين يبحثون خلف كلماته.. لقد ظل الصدام بين مرسى والسيسى ناعما حتى يوم 2 يوليو، أى أن الصدام العنيف بينهما لم يستمر إلا لساعات قليلة، هى الساعات التى قرر فيها السيسى الاجتماع بالقوى السياسية المختلفة وعلى رأسها حركة تمرد، ليصدر القرار الذى خرج به الشعب وكان فى حاجة لمن يتبناه ويبلوره ويذيعه. حرص السيسى على الإشارة إلى قرار عزل مرسى والانحياز للثورة، كان قرارا مصريا لم يتدخل فيه أحد، ثم إنه لم يستشر أو يستأذن من أحد قبل أن يفعل ما فعل، لكن كانت هناك محاولة للسطو على الثورة من الداخل، وهى المحاولة التى يمكن أن نفهمها على ضوء علاقة السيسى بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. لكن لماذا هيكل؟ هنا أعود بكم إلى نص البيان الذى أذاعته القوات المسلحة ومنحت فيه القوى السياسية 48 ساعة لإنهاء الخلاف والتوافق على المصلحة الوطنية. فى هذا البيان وردت جملة كان هذا نصها: «لقد رأى الجميع حركة الشعب المصرى، وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام، ومن المحتم أن يتلقى الشعب ردا على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرا من المسؤولية فى هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن». وفيه أيضا جاءت جملة هذا نصها: إن الشعب المصرى الكريم لم يجد من يرفق به أو يحنو عليه، وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد إلزاما أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله. لفتت صياغة هذه الجمل من يتابعون هيكل إلى أنه بالتأكيد من كتبها هو الذى صاغ البيان الذى يضع به الجيش الكلمة الأخيرة فى عصر مرسى.. ورغم أن لغة الخطاب لا تخرج فى قليل أو كثير عن لغة السيسى نفسه، وهو الذى أشرف على صياغة البيان فى صورته النهائية، فإن هناك من أراد أن يختطف البيان إلى هيكل. لقد كانت هناك رغبة فى اختطاف السيسى إلى ناحية الناصريين وليس ناحية عبدالناصر فقط، وبذلك تكون الثورة التى أطاحت بالإخوان لها نكهة ناصرية تحمل طابع الانتقام من الرئيس الذى خرج أول ما خرج ليقول: الستينيات وما أدراك ما الستينيات. تعرف هيكل على السيسى بشكل طبيعى. يقول مصطفى بكرى فى كتابه، «الجيش والإخوان»: عندما التقيت اللواء السيسى للمرة الأولى فى المجلس العسكرى ونقلت إليه وجهة نظر الأستاذ هيكل فيه، ابتسم بهدوء وراح يثنى على الأستاذ وعلى مواقفه، وكان هيكل يرى فى السيسى نموذجا لقائد عسكرى منضبط، ولديه رؤية وعمق ثقافى وقدرة على تحليل الوقائع والأحداث بشكل أثار إعجابه. وعندما التقى هيكل بالسيسى اكتشف أنه قرأ كل ما كتبه، وهو ما جعله يزداد إعجابا به. هناك من حاول أن يرسم ملامح لعلاقة عميقة بين السيسى وهيكل، لا أنفى أن هناك اتصالات ومقابلات يمكن أن نقول عليها عديدة، لكن هذا ليس معناه أن هيكل كان من بين من صاغوا الشكل النهائى للثورة، أو أنها صناعة ناصرية بمباركة كاهنها الأعظم. لقد كان هيكل فى حاجة إلى السيسى أكثر من حاجة السيسى إليه. كان الكاتب قد زلت قدماه أمام قصر الاتحادية، عندما دخله ليلتقى بمرسى بعد أيام قليلة من مذبحة الاتحادية، وهى المذبحة التى استهان بشهدائها على الهواء وهو يتحدث مع لميس الحديدى.. وقد دفع ثمن ذلك غاليا، فقد هاجمه المقربون منه والذين يعرفون أنه مثل الآلهة لا يقبل النقد فقط، ولكنه لا يتصور أن هناك من ينقده من الأساس. كانت الصورة لدى هيكل مشوشة إلى حد كبير، لكن لقاءاته بالسيسى وربما بعض مكالماتهما معا، جعلته يعود إلى رشده وصوابه إذا جاز التعبير.. ويبدو أن هيكل أدرك قيمة الرجل ودوره فى التاريخ فحرص على أن يلتقط صورة معه، صورة منشورة ربما لم تكن هناك فرصة لالتقاطها فى لقاءاتهما الخاصة، ولذلك ذهب إلى قبر عبدالناصر فى ذكرى رحيله 28 سبتمبر الماضى، بعد أن انقطع ولسنوات طويلة عن زيارة قبر عبدالناصر فى هذه المناسبة، لكنه ذهب لأنه عرف أن السيسى هناك، وساعتها ستكون الصورة أكثر من معبرة، فهى ستكون فى حمى عبدالناصر الرجل الذى منح هيكل مجده، ومع الرجل الذى أعاد لهيكل توازنه السياسى قبل أن تنزلق قدماه فى أوحال الإخوان.. وأعتقد أن هذه قصة طويلة تستحق أن تروى.. وأعتقد أكثر أن أوان روايتها قد آن. المقابلة التى لن تتم أبدا بعد 3 يوليو وعندما أصبح محمد مرسى متحفظا عليه ثم سجينا على ذمة قضايا، كان قد طلب مقابلة الفريق السيسى أكثر من مرة، لكن فى كل مرة كان الفريق يرفض وبشكل قاطع المقابلة، فهو يعرف أن العلاقة بينهما انتهت تماما.. لا مجال فيها للنقاش، ثم إنه لم يعد يمتلك شيئا يمكن أن يقدمه لمرسى يساهم فى إنقاذه، لأنه بالفعل كان قد قدم له كل الفرص الواحدة وراء الأخرى دون أن يستغلها رئيس كان فى حاجة إلى قوة شعبه وليس إلى قوة جماعته. مرسى قرر ألا يتحدث فى المحكمة - هذا إذا حضرها - لكن أعتقد أن جماعة الإخوان التى توجهه حتى وهو سجين ومتهم بالخيانة والقتل إذا سمحت له بأن يتحدث، فإنه لن يتورع عن طلب الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليكون شاهدا فى محاكمته. أغلب الظن أن مرسى لن يطلب من السيسى نفى الاتهامات عنه، لكنه سيطالبه فقط بأن يثبت رأيه فيه.. أن يقول لمن يحاكمونه إنه كان طيبا أكثر من اللازم، وإنه ترك نفسه لجماعته حتى صرعته، والآن تتركه يواجه مصيره وحده. حتى لو حدث هذا حتى لو طلب مرسى شهادة السيسى، فإن الفريق الذى وضع رأسه على كفيه فى لحظة مواجهته لمرسى ونظامه، لن يستجيب. فقد طوى الرجل ورقة الإخوان إلى الأبد، ولم يعد مرسى بالنسبة له إلا ذكرى.. مجرد ذكرى. الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة الداهية والهلفوت.. الحلقة الثانية.. تقارير مخابرات الإخوان عن عبدالفتاح السيسى.. «الجماعة» قامت بتسويق «السيسى» لأعضائها بأن مواقفه تختلف عن أعضاء المجلس العسكرى وأنه ملتزم وصريح الداهية والهلفوت.. الحلقة الثالثة.. مرسى يبحث عن ولاء السيسى الشخصى برأس طنطاوى الطائر.. السيسى قال لمرسى بعد تكليفه: الجيش لن يكون إلا تحت قيادتك أنت بحكم الشرعية التى منحها لك الشعب الداهية والهلفوت الحلقة الرابعة .. الشاطر استخدم ميليشياته الإلكترونية لنشر شائعة عزل مرسى لوزير الدفاع لقياس رد الفعل بالجيش..والسيسى طلب من الشاطر الإبقاء على ياسر رزق بالأخبارفرد: ليس منا ولن يكون "الداهية و الهلفوت" الحلقة الخامسة ..«متستعجلوش»...كلمة سر السيسى فى عملية إسقاط مرسى.. المخابرات الحربية أعدت تقدير موقف للمعزول فى بداية إبريل 2013 أكدت له فيه أن نظامه يمكن أن ينهار خلال 3 أشهر فقط ألقت قوات الأمن القبض على 40 شخصًا بينهم فلسطينيين خلال حملة أمنية في محافظة شمال سيناء. وقال مصدر أمني مسئول لوكالة الأنباء الالمانية (د. ب. أ) اليوم السبت، إن مباحث مديرية أمن شمال سيناء، تمكنت خلال حملة أمنية من إلقاء القبض على شخص متهم بحرق منشآت شرطية، كما ألقت القبض على متسللين فلسطينيين دخلا الأراضي المصرية عبر الأنفاق. وأضاف المصدر أن الحملة الأمنية أسفرت عن إلقاء القبض علي 37 هاربًا من تنفيذ أحكام قضائية. ---------------------------------------------- استمرارًا للعمليات الامنية التي تنفذها عناصر القوات المسلحة والشرطة في سيناء، تمكنت عناصر الجيش الثاني الميداني وقوات حرس حدود والمهندسين العسكريين في ساعة مبكرة من صباح اليوم من اكتشاف وتدمير أكبر شبكة لتهريب الوقود عبر الحدود مع قطاع غزة بمنطقة البراهمه برفح. تضم الشبكة تضم 7 بيارات رئيسية تحتوي علي 30 طن سولار منها 4 بيارات خراسانية و 3 بلاستيكية تستخدم في تخزين السولار وتهريبه من خلال شبكة خراطيم لنقل الوقود بإجمالي 70 خطا رئيسيا وتبادليا. وقال مصدر عسكرى مسئول: إنه تم اكتشاف وتدمير نفقين لتهريب الأفراد والبضائع اسفل منزلين برفح والذان يعدان من الأنفاق الرئيسية لشبكات التهريب عبر الحدود، وضبط مخزن سري يضم 77 جوالا من نبات البانجو المخدر بإجمالي 2000 كيلو جرام داخل إحدي المزارع بالعريش. كما أسفرت الجهود الأمنية التي تقوم بها عناصر القوات المسلحة وحرس الحدود علي المعابر والمنافذ الحدودية والمجري الملاحي لقناة السويس عن ضبط 60 مصريا وسوريين خلال محاولة للهجرة غير الشرعية شرق مدينة دمياط، وضبط 4 من العناصر الإجرامية عثر بحوزتهم كميات من مخدر الحشيش والأفيون والبانجو وأشرطة الترامادول المخدرة عند نقطة تفتيش أمني بمعدية القنطرة شرق، وضبط 29 جوالا كبير الحجم عثر بداخلها على 738 لفافة كبيرة لنبات البانجو المخدر تزن 1476 كجم في مخزن سري شمال مدينة الزعفرانة، وضبط عربة محملة بـ 1050 قاروصة سجائر مسرطنة في المنطقة شمال شرق مدينة سيوه.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف