«مرسى» فى القصر.. نوادر وحكايات!! (1)

مواضيع مفضلة

google-site-verification=D5w-oSMToT0i2p5C9gLSCRSvTOC8w9yn6b38v_QI38Y google.com, pub-6771521127778549 , DIRECT, f08c47fec0942fa0

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

كل الحب وكل الامنيات الطيبه لكل العالم مع الامل من المزيد من المحبه واحترام الراي الحر واختلاف الثقافات مع الاحترام الكامل للاديان وعدم الخوض في ما حرم الله وان نحترم الاخر وان نحاول ان نصحح عيوبه مع الاحترام الكامل للحريه في الوصف والتعبير والتبادل المعلوماتي الله خلقنا من المحبه والواجب ان نرد المحبه بكل الحب في الاحترام الكامل للرسل والانبياء والاديان والتشريع السماوي*All the love and all good wishes to all the world,

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات

من أنا

صورتي
انا الفارس والشاعر والاديب في بلادي وبلادك*** انا يا سيدتي من حارب جلادي وجلادك

جديد المدونه

الاثنين، 23 ديسمبر 2013

«مرسى» فى القصر.. نوادر وحكايات!! (1)

«مرسى» فى القصر.. نوادر وحكايات!! (1) *قال له ضابط : مبروك يا سيادة الرئيس.رد مرسى غير مصدق: معاكم القرار؟ *قال الضابط: قرار إيه يافندم؟قال مرسى: حاجة تثبت يعنى. *برنامج مرسى للطعام : يومان سمك وإستاكوزا وجمبرىويوم حمام ويوم بط والباقى فراخ ولحمة *طعاماً بـ14 مليون جنيه فى عام واحد وميزانية الطعام فى زمن «مبارك» لم تزد على 300 ألف سنوياً *كان القصر الرئاسى مهتماً بوجبات الغداء لمرسي وأعوانه أكثر من اهتمامه بأى شىء آخر. *كانت «الفتّة» حاضرة فى المشهد، *«خليك زى ما انت فى الأكل، اصرف براحتك» * «ده نظام قديم بقى، لا يا خويا، شيلوا القرف ده وهاتوا لى سجاد من النساجون *أمر منذ اليوم الأول بتسليم أبنائه وزوجته سيارتى «مرسيدس» أو «بى. إم. دبليو» لكل منهم، * يوم الجمعة، 7 ديسمبر، طلب محمد مرسى «لبشتين قصب» *كل صباح على أن يسأل عن وجبة الغداء قبل أى شىء آخر * طلب أن يأتوا إليه بكيس من «البقسماط» لأنه بيحب يسقّى فى الشاى صباحاً. *نظر إلى المصور التليفزيونى، وقال له: «صوّر كويس يا ابنى» *قال له أحدهم: «سيادتك عاوز عصير قصب؟». رد عليه مرسى بعنف: «انت مابتفهمش يا جدع انت؟ باقولك لبشتين قصب، علشان نمصها أنا والأولاد». *كان من ضمن الضيوف الدائمين على وجبة الفتّة الأسبوعية، والتى تحولت بعد ذلك إلى يومية فى أغلب الأحيان؛ طارق الزمر وعاصم عبدالماجد والشيخ محمد عبدالمقصود والشيخ الحوينى وصفوت حجازى وصفوت عبدالغنى، وغيرهم من المشايخ الذين كانوا يترددون على القصر الرئاسى. *عمر أهدى خطيبته سيارة من سيارات رئاسة الجمهورية «فولفو 2011» أتوماتيك ----------------------- تتناول الحلقة الأولى من نوادر مرسى وحكاياته داخل القصر تفاصيل النَّهَم للطعام وقيمة الأموال التى كانت تُصرف.. وأنواع الطعام التى كانت تقدم، وإلى أين كانت تذهب. ويقارن الكاتب بين المبالغ السنوية التى كانت مرصودة للرئاسة فى حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والتى لم تتعدَّ 300 ألف جنيه فى العام قيمة الطعام المقدم، بينما بلغت فى عام واحد فى حكم محمد مرسى نحو 14 مليون جنيه. وإضافة إلى ذلك يتناول الكاتب العديد من الوقائع الأخرى التى تكشف كذب الشعارات والادعاءات التى كان يتبناها مرسى وجماعته قبيل الوصول إلى سدة الحكم. الرابع والعشرون من يونيو 2012 كانت الساعة قد قاربت الرابعة، العالم يحبس أنفاسه، المصريون تسمّروا أمام شاشات التلفاز، ينتظرون الخبر الذى سيقلب الأوضاع رأساً على عقب، بعد قليل يعلن المستشار فاروق سلطان بيانه، لقد أصبح محمد مرسى رئيساً للجمهورية. سادت حالة من الصدمة والذهول، لا أحد يصدق، ولا حتى مرسى نفسه.. دخل إليه عدد من ضباط الحرس الجمهورى، كان يجلس فى شقته مرتدياً الجلباب وحوله مجموعة من أصدقائه المقربين فى جماعة الإخوان، شاهد الضباط بقايا من أكلة «الفتّة» فى صينية كبيرة على الأرض، وقف محمد مرسى يستقبل ضيوفه الجدد، وراح يحتضنهم الواحد تلو الآخر ويقول لهم: «أهلاً يا وش الخير.. اتفضلوا نجيب غدا». قال له ضابط كبير: مبروك يا سيادة الرئيس. رد مرسى غير مصدق: معاكم القرار؟ قال الضابط: قرار إيه يافندم؟ قال مرسى: حاجة تثبت يعنى. رد الضابط: لقد أُبلغنا رسمياً.. وجئنا لتأمينك. قال مرسى: طيب اتفضلوا.. اشربوا الشاى، وأنا حالبس هدومى. ارتدى مرسى ملابسه على عجل، هاتفه لا يتوقف عن الرنين، كان متلعثماً فى الردود، جاءه اتصال من مرشد الجماعة، هبّ محمد مرسى واقفاً، قال بصوت عال أمام الحاضرين: «البركة فيك يا فضيلة المرشد، صبرنا كتير، وربنا كرمنا أكبر كرم، يُعزُّ من يشاء ويُذل من يشاء»، ثم ظل يردد كلمة حاضر أمام رجال الحرس وأصدقائه لعدة مرات: نظر مرسى إلى ضباط الحرس، وقال: «كلمولى التليفزيون يا جماعة، عاوز أروح أقول كلمة، أشكر فيها الناس، من لا يشكر الناس لا يشكر الله».. بعد قليل كان محمد مرسى يطل من شاشة التليفزيون، لقد بدا متلعثماً، إنه لا يصدق، راح يوجه الشكر، ويعلن عن بداية عهد جديد. «مرسى» وجماعته تناولوا طعاماً بـ14 مليون جنيه فى عام واحد وميزانية الطعام فى زمن «مبارك» لم تزد على 300 ألف سنوياً توجه إلى المجلس العسكرى، التقى المشير، ثم عدداً من أعضاء المجلس العسكرى، ألقى خطبة عصماء، كان الهدف هو كسب ودّهم، قال لهم: «كلكم فى عيونى.. حتبقوا معززين مكرمين، أنا لن أنسى لكم دوركم، ربنا يقدرنى وأرد الجميل، أنتم ولاد أصول، رجّالة، تعهدتم وأوفيتم»، نظر إلى المشير طنطاوى وقال: «أما أنت يا سيادة المشير، فأنا مُش حانساك، حتبقى معانا على رأس الجيش، ادعوا ربنا يوفقنا». عندما توجه مرسى إلى القصر الجمهورى، كان ضباط الحرس فى حالة حيرة، الرجل لم يقسم اليمين بعد، لقد طلب من المشير طنطاوى الإذن بأن يذهب إلى مقر القصر الجمهورى فى الاتحادية، حتى يشاهد مكتب الرئيس عن قرب ويطمئن عليه، مضت السيارات بمحمد مرسى إلى بوابة الاتحادية رقم «4»، عيناه زائغتان، ويبدو فى حالة توهان شديدة، الحرس الجمهورى يؤدى له التحية، راح يشير بكلتا يديه من السيارة. مرسي وقيادات التيارات الإسلامية أثناء تناول إحدي الوجبات في القصر "صورة أرشيفية" قام أحد ضباط الحرس بفتح باب السيارة التى كان يركبها الرئيس، ظل مرسى متردداً فى النزول من السيارة، أحد الضباط قال له بصوت عال: «اتفضل يافندم»، مرسى يحاول لملمة أطرافه، نزل من السيارة وتوجه إلى الباب الرئيسى للقصر، بدأ فى صعود السلم، كاد يقع، لولا أنه تدارك ذلك فى اللحظة الأخيرة. بمجرد صعوده سأل: «فين مكتبى؟ طلعونى على المكتب فوراً»، أسرع مرسى الخطى فى الطرقة، صعد إلى الدور الثانى، أدخلوه إلى مكتب الرئيس، تحسس المكتب بيديه، نظر إلى المصور التليفزيونى، وقال له: «صوّر كويس يا ابنى»، جلس على المكتب غير مصدق، ثم وقف مرة أخرى وتحسس المكتب بكلتا يديه، ثم استدار رافعاً يديه يؤدى التحية للجمهور، مع أنه لم يكن أمامه سوى حائط صد، يبدو أنه تخيل المشهد، وراح يبعث بالتحية والابتسامة البلهاء عبر شاشة التلفاز. قال محمد مرسى لقائد الحرس: «عاوزكم تلففونى فى القصر شوية، عاوز اتفرّج يا أخى»، لم يكن مرسى يعرف الفارق بين قائد الحرس ورئيس الديوان، توقف أمام سجادة ثمينة (8 متر X 8 متر)، السجادة موروثة من أيام الملك. قال الرئيس بصوت عال: «إيه السجاد ده؟ ازاى تحطوا سجادة قديمة بالشكل ده للرئيس، ده قرف، إيه، إنتو ابتديتوا تشتغلولى؟ كل السجاد القديم ده تشيلوه، أنا عاوز سجاد من النساجون الشرقيون». سادت حالة من الصمت والذهول وسط الحاضرين، قال أحدهم: بس دى سجادة قديمة وتمنها حوالى 3 مليون دولار يا سيادة الرئيس، دى سجادة «جيلان». قال مرسى: «إيه يا خويا سجادة إيه، بتقول بـ3 مليون دولار.. ازاى؟!». فوجئ المسئول الرئاسى بالسؤال، ارتبك، وقال له: «دى موروثة من أيام الملك». قال مرسى: «ده نظام قديم بقى، لا يا خويا، شيلوا القرف ده وهاتوا لى سجاد من النساجون الشرقيون.. عاوز بكرة آجى مالاقيش ولا سجادة قديمة»، نظر إلى الحاضرين.. وقال: «وكمان عاوزكم تغيّروا المكتب اللى كان بيقعد عليه اللى ما يتسماش، أنا أقعد على مكتب واحد قاتل وحرامى ومحبوس»!! لم يكن مرسى قد أدى القسم حتى هذا الوقت، إلا أنه وقبل أن يغادر القصر فى هذا المساء، قال لمن حوله من كبار رجال الحرس والديوان: «خلوا بالكم أنا كلمتى واحدة، اللى قلته يتنفّذ فوراً، واللى مُش عاجبه الكلام مايورّنيش وشه، أنا باقول الكلمة مرّة واحدة، أما الدلع بتاع النظام السابق انسوه»!! ■■■ مضى الرئيس فى وقت متأخر من هذا المساء، قرر أن يتوجه إلى شقته فى التجمع الخامس، إنه يريد أن يحتفل مع زوجته والأولاد، مضى الموكب الرئاسى، وفى الطريق توقف مرسى أمام محل سوبر ماركت يعرفه جيداً، طلب أن يأتوا إليه بكيس من «البقسماط» لأنه بيحب يسقّى فى الشاى صباحاً. أصيب رجل الحرس بذهول، الموكب ارتبك، لم يصدقوا وهم يرون الرئيس ينزل من الموكب لشراء كيس من البقسماط، كان الأمر مبالغاً فيه، كأنه أراد أن يقول للجميع: «أنا ابن بلد، وباشترى أكلى بنفسى»، تحرك الموكب بعد حالة الارتباك، وصل إلى المنزل، تم إغلاق شوارع مؤدية إلى العمارة التى كان يقطن فيها، وقف مرسى أمام المنزل لبعض الوقت، نظر إلى بلكونات العمارات المجاورة، وكأنه أراد أن يقول للجميع: «إيه رأيكم بقى!!». صعد إلى شقته، أبلغه قائد فريق الحرس المصاحب له أنه سيتم إخلاء بعض شقق العمارة ويخصص له دورين، بينما الدور الثالث سيخصص لرجال الحرس، أومأ مرسى برأسه راضياً. أمام الباب نظر إلى من اصطحبوه، وقال على فكرة: «أنا باصلى الفجر حاضر، إوعى يكون حد فيكم مابيصليش.. أقطع رقبته»!! فى فجر هذا اليوم، ارتدى محمد مرسى جلبابه الأبيض، وطاقية صُنعت من نفس القماش، ارتدى البُلغة، وأمسك بالسبحة، وقبيل أذان الفجر بقليل خرج بموكبه ليؤدى صلاة الفجر، ثم يعود لينام، لقد كان على موعد جديد مع القصر الرئاسى!! فى الحادية عشرة صباحاً وصل محمد مرسى مجدداً إلى قصر الاتحادية، طلب من ابن شقيقته أسعد الشيخة أن يجمع له كبار الموظفين بالقصر، ليعقد معهم اجتماعاً، وبالفعل فى الموعد المحدد حضروا جميعاً.. دخل عليهم محمد مرسى فى الصالة الملحقة بمكتب الرئيس، رحب بالحاضرين، نظر إليهم الواحد تلو الآخر، كأنه يريد أن يكتشف نواياهم، بدأ حديثه بالقول: «أهلاً بيكم، أنا عاوزكم تطّمنوا تماماً، أنا مش حامشيكم.. لكن يا أحباب، أنا شغلى من 8 صباحاً إلى 12 مساء، اللى عاجبه أهلاً وسهلاً واللى مش عاجبه يمشى، أنا راجل جد وأحب الرجالة اللى تشتغل، عهد التكية انتهى، أنا ماعنديش هزار، شغل يعنى شغل»، ثم نظر إلى الحاضرين وقال بلهجة حاسمة: «حد فيكم مش عاجبه الكلام؟».. صمت الحاضرون وبدوا وكأنهم موافقون على كلام مرسى. كان إلى جواره فى هذا الوقت د. أحمد عبدالعاطى، الذى عيّنه مديراً لمكتبه، وأسعد الشيخة، ابن أخته الذى عينه نائباً لرئيس ديوان رئيس الجمهورية، وأيضاً د. خالد القزاز، وهو رجل أعمال يبلغ وزنه نحو 160 كيلوجراماً. كانت مهمة خالد القزاز فى البداية هى تنظيم وجبات الأكل وأنواعه، هكذا عهد إليه مرسى، لقد دعا المسئولين عن المطبخ إلى اجتماع معه، وقال: «أنا حاعمل جدول الأكل وانتم عليكم التنفيذ، واللى مش موجود عندكم هاتوه من مطاعم خارج القصر، بس تكون مضمونة»!! حدد خالد القزاز جدول الأكل على الوجه الآتى: - يومان سمك وإستاكوزا وجمبرى. - يوم حمام. - يوم بط. - والباقى فراخ ولحمة. وعندما سُئل القزاز عن الكميات، قال: «هاتوا براحتكم، أنا عايز وجبات لحوالى 200 فرد أو أكتر». اندهش رجال المطبخ، وراحوا يقارنون هذا السفه بأيام مبارك، الذى كان يقتصر فقط على وجبات محدودة لأهل منزله، لم يكن أمامهم من خيار، قال لهم خالد القزاز: «أنا لىّ أكلى الخاص فطار وغدا وعشاء، إنما المهم دلوقتى الرئيس عاوز جمبرى من النوع الكبير، وعاوز كمان إستاكوزا، تكون مقشرة»!!. كان خالد القزاز يأتى مبكراً كل صباح. وضعوا له مائدة فى غرفته. منذ الصباح المبكر تُملأ المائدة بكميات من الفطير المشلتت وعسل وباتيه وكرواسون، ولا تُرفع المائدة إلا وقت أن يحل موعد الغداء، وكان لخالد القزاز سفرجى مستمر إلى جواره، مهمته كلما أكل القزاز شيئاً يأتى له بالبديل، وهكذا تظل المائدة عامرة بالأكل حتى موعد الغداء. كان القزاز شرهاً فى الأكل، ولا يتوقف عن المضغ، وكذلك كان رئيسه محمد مرسى. كان البرنامج اليومى للرئيس: الحضور إلى القصر الرئاسى فى الصباح المبكر، ثم يتناول الإفطار فى أغلب الأحيان، ثم يلتقى الضيوف والمسئولين، ثم يؤمّ المصلين فى صلاة الظهر داخل المسجد الرئاسى، ثم يواصل لقاءاته، ثم يتناول وجبة الغداء، ويؤدى صلاة العصر، ويأخذ «الأنسولين»، ويخلد إلى النوم، ويصحو فى المساء، وبعد أن يصحو يتابع الأوضاع مع مساعديه، ثم يؤدى صلاتى المغرب والعشاء، ويتناول وجبة العشاء، ثم يغادر إلى منزله فى العاشرة أو الحادية عشرة مساء. كان القصر الرئاسى مهتماً بوجبات الغداء للرئيس وأعوانه أكثر من اهتمامه بأى شىء آخر. وكانت «الفتّة» حاضرة فى المشهد، كان الرئيس يدعو بين الحين والآخر السلفيين وقيادات الجماعة الإسلامية ومساعديه من قيادات الإخوان ومن مكتب الإرشاد إلى وجبة فتّة أسبوعية، كانوا يفترشون فى صالونات الرئاسة، ويأتون بالصوانى المحشوة بالفتة والخرفان، يجلسون على الأرض بمن فيهم الرئيس، ويبدأون فى تناول وجبة الأكل، التى تستمر لفترة طويلة، حيث يبدعون فى «فصفصة» الخرفان والإوز والجديان، ويلقون باللبن الرايب عليها، وإلى جوار الفتّة كان الحمام الذى كان يجرى التهامه بطريقة غريبة، وبسرعة رهيبة وبكميات هائلة. قُدمت الفواتير إلى نائب رئيس الديوان أسعد الشيخة بقيمة مليون و250 ألف جنيه قيمة المأكولات المقدمة، لم يكترث الشيخة لهذا المبلغ، وعندما سأل أحد المسئولين عن المطبخ: «هوّ مبارك كان بيصرف كام على الأكل؟»، قيل له إن الوجبات كنت محدودة وقيمتها لم تتعدَّ 300 ألف جنيه فى العام. قال بدهشة: «فى العام ولّا فى الشهر؟». قيل له: «بل طيلة العام.. لأنه لا يقدم وجبات إلا للضيوف الذين يكون من المقرر أن يعزمهم على الغداء أو العشاء، وهى فى كل الأحوال حالات نادرة، وغير ذلك كان يتناول هو وأسرته وجبات داخل منزله محدودة العدد، محدودة التكاليف». قال أسعد الشيخة: «طبعاً، يسرقوا البلد ويعملوا نفسهم شرفاء»!!، ثم نظر إلى المسئول عن المطبخ وقال له: «خليك زى ما انت فى الأكل، اصرف براحتك». كانت الوجبات تأتى لنحو 160 شخصاً من الإخوان وحلفائهم الذين قام الرئيس بتعيينهم فى القصر الرئاسى، وكانت بقية الوجبات تذهب إلى الأهل فى الشرقية بسيارات خاصة، وبعضها يذهب إلى مبنى مكتب الإرشاد بالمقطم ومقر حزب الحرية والعدالة فى لاظوغلى بشكل يكاد يكون يومياً. كان الرئيس يحرص فى كل صباح على أن يسأل عن وجبة الغداء قبل أى شىء آخر. ثم إنه كان قد أصدر تعليماته للمسئول عن المطبخ بأن يعد صندوقاً يومياً من المأكولات للدكتورة باكينام الشرقاوى، مساعدة الرئيس، لتصطحبه معها إلى منزلها بعد أن اشتكت إليه من أن عملها إلى جواره يحرمها من القدرة على «طبخ» الأكل لزوجها، وظلت باكينام تصطحب معها هذا الصندوق يومياً حتى آخر يوم لها فى القصر الجمهورى. أما نائبه المستشار محمود مكى فقد طلب الرئيس أن يخصص له جناح فى فندق «تريومف» المجاور للقصر الرئاسى، له ولأسرته، كلّف الدولة خلال إقامته هو وأسرته فيه لمدة لا تزيد على أربعة أشهر ما قيمته 2 مليون جنيه، وعندما طلب أحد المسئولين برئاسة الديوان من الرئيس أن يخصص للنائب فيلا من فيلات الرئاسة لأن ذلك سيكون أقل كلفة قال له الرئيس: «وهو انت حتدفع من جيبك؟ يا أخى اسكت وخليك فى حالك»!! لقد كان من ضمن الضيوف الدائمين على وجبة الفتّة الأسبوعية، والتى تحولت بعد ذلك إلى يومية فى أغلب الأحيان؛ طارق الزمر وعاصم عبدالماجد والشيخ محمد عبدالمقصود والشيخ الحوينى وصفوت حجازى وصفوت عبدالغنى، وغيرهم من المشايخ الذين كانوا يترددون على القصر الرئاسى. لقد كانت التعليمات تصدر من مدير مكتب الرئيس أحمد عبدالعاطى إلى المسئولين بالقصر بأن يُسمح لسيارات بعينها بالدخول إلى القصر دون تفتيش ودون معرفة من فيها، مجرد أرقام للسيارات فقط كانت تُعطى لبوابات القصر، فيُفتح لها الباب واسعاً، بل إن بعض ركاب هذه السيارات كانوا يدخلون إلى القصر ويخرجون منه ملثمين ولا أحد يعرف أسماءهم أو هويتهم.. كانوا يلتقون بالرئيس ومعه أحمد عبدالعاطى وأسعد الشيخة وعصام الحداد ورفاعة الطهطاوى، يغلقون على أنفسهم الأبواب، ثم يتناولون «الفتّة» ويخرجون دون أن يتعرف أحد على بعضهم. لقد رصد الجهاز المركزى للمحاسبات ما قيمته تسعة آلاف جنيه يومياً للمأكولات بالقصر الرئاسى، إلا أن الحسابات الحقيقية التى تم التوصل إليها فى أعقاب سقوط محمد مرسى تقول: «إن مجمل ما تم صرفه على المأكولات، فى العام الذى حكم فيه الإخوان مصر بلغت داخل القصر الرئاسى ما قيمته 14 مليون جنيه بمعدل مليون و250 ألف جنيه شهرياً». لقد احتار رجال القصر فى وصف حالة النَّهم التى يمتاز بها مرسى ورجاله وحلفاؤه للأكل بأنواعه المختلفة، ووقفوا مندهشين أمام الكميات الضخمة التى كانوا يلتهمونها، حتى ظن البعض أن ذلك يشكل قاسماً مشتركاً بين كل هؤلاء. كانت الأحاديث داخل القصر تدور همساً، كان الموظفون والطباخون يتندّرون على كميات الأكل التى راحت تتدفق، لتصل إلى بطون رجالات الإخوان وأعوانهم داخل القصر الرئاسى دون غيرهم، لقد كانوا يعاملون موظفى القصر على أنهم جواسيس للنظام السابق، لا يجوز معاشرتهم أو إشراكهم فى وجبات الغداء التى كانت روائحها تنتشر فى شتى أنحاء المكان. وكانت أشد المشاهد إثارة للتقزز هى تلك التى تحدث أثناء تناول الطعام، حيث كانوا يرفضون استخدام الشوك والسكاكين، ويهجمون على الأكل بطريقة تثير الغثيان، وكان بعض من بقايا الفتّة يظل عالقاً بالذقون إلى ما بعد انتهاء وجبات الأكل. تحولت صالات القصر الرئاسى، خاصة الصالة الملحقة بمكتب الرئيس، إلى صالات كريهة من رائحة الطعام، وأصبح العاملون بالقصر يعانون أشد المعاناة يومياً فى إزالة آثار تلك الروائح ومخلفات الطعام على سجاد صالات القصر. أصبحت مطاعم الرئاسة تعمل على مدار الساعة، وظل الطباخون يعملون بجد واجتهاد، وتحول العنوان الرئيسى لقصر الاتحادية يومياً إلى: «ماذا سنأكل اليوم؟!». وعندما وقعت أحداث الاتحادية فى أيام 4، و5، و6 ديسمبر نُصح الرئيس بالتوجه إلى قصر القبة، حيث المكان أكثر أماناً، كما أن عمق القصر سيحول دون سماعه لأصوات وهتافات المتظاهرين على عكس قصر الاتحادية. اصطحب محمد مرسى معه زوجته وأولاده وأحفاده وغادر إلى قصر القبة بمنطقة حدائق القبة، استقل هو وزوجته بالجناح الملكى فى القصر، أما أولاده وأحفاده فقد خُصص لهم الدور الثانى كاملاً. وفى يوم الجمعة، 7 ديسمبر، طلب محمد مرسى «لبشتين قصب»، أبدى مسئولو القصر دهشتهم. طلب «مرسى» من قائد الحرس أن «يتفرج» على القصر.. وتهكم على السجادة «جيلان» وطلب أخرى من «النساجون الشرقيون» قال له أحدهم: «سيادتك عاوز عصير قصب؟». رد عليه مرسى بعنف: «انت مابتفهمش يا جدع انت؟ باقولك لبشتين قصب، علشان نمصها أنا والأولاد». كان شيئاً غريباً وغير طبيعى، صدرت التعليمات بتكليف بعض المسئولين بالقصر بأن يسرعوا فى إحضار «لبشتى القصب»، وبالفعل جىء باللبشة ودخلت إلى بلكونة الجناح الملكى، وجاء مرسى بالزوجة والأحفاد ليبدأوا فى التهام «لبشة القصب» ويلقوا بالفضلات فى سلة مهملات وُضعت لهم خصيصاً بالبلكونة، وكان ذلك مثار استياء موظفى القصر، الذين قارنوا كيف كان يحافظ الرؤساء السابقون على هذا الجناح الملكى الذى كان يحوى كنوزاً أثرية، وكيف كان مرسى يهين المكان بالعبث فى محتوياته وتحويله إلى قاعة طعام ومصّ القصب. وفى أثناء عيد الأضحى المبارك «الأخير» كان محمد مرسى وزوجته وأبناؤه «أسامة وشيماء وعمرو وعبدالله» يقيمون فى دار الحرس الجمهورى المجاور لقصر الاتحادية، طلب محمد مرسى أن يأتوا إليه بـ6 أفخاذ من الخراف، ظن مسئولو المطبخ أن هناك ضيوفاً سيزورون الرئيس، ولكن كانت دهشتهم كبيرة وهم يرون أن الأفخاذ الستة هى فقط للرئيس وأولاده الأربعة، وكان ذلك شيئاً مذهلاً، فقد أكلوا حتى الثمالة. كان أبناؤه يأتون بأصحابهم وأصدقائهم معهم إلى دار الحرس الجمهورى، يأكلون ويشربون بشراهة، ثم يركبون الخيول والسيارات الرئاسية ويعبثون بها بطريقة مثيرة للاستياء. وكان أبناؤه يتجولون فى القصور الرئاسية فى رأس التين ورأس الحكمة فى مرسى مطروح والقناطر الخيرية وغيرها. وكانت زوجته تعزم صاحباتها فى قصر «الحرملك» بالمنتزه فى الإسكندرية، على أشهى المأكولات والأسماك التى كانت تأتيهن بكميات هائلة. وفى إحدى المرات، وبحضور عدد من نساء الإخوان، راحت أم أحمد تسخر من أثاث القصر وتقول إنه قديم ولا بد من تجديده، وتسخر من اللوحات الأثرية وتقول: «همه الجماعة دول كانوا بيعبدوا الشيطان ولا إيه؟»، وهى تشير إلى لوحات مضت عليها عقود طويلة من الزمن. وكانت أم أحمد تسخر من حنفيات القصر ذات المقابض الذهبية والأثرية وتقول أمام صديقتها: «هذا تخلف، أنا حاشيله كله». وكان عمر، نجل الرئيس، مغرماً باستراحة الرئاسة فى القناطر الخيرية، وكان يذهب لاصطياد السمك فى هذه المنطقة، ويظل حتى وقت متأخر من الليل دون أن يصطاد شيئاً يُعتد به، مع أن هذه المنطقة مكتظة بالأسماك بسبب منع الصيد فيها، وبعد ثلاثة أيام قضاها عمر فى هذه الاستراحة لم يتمكن من صيد كميات معقولة من الأسماك، فطلب من بعض موظفى الاستراحة أن يشتروا كمية من الأسماك ويملأوا له «الآيس بوكس» بالسمك حتى يذهب إلى خطيبته ويقدم لها هذه الأسماك التى سيقول لها إنه اصطادها بمهارة من نهر النيل. وبالفعل جاءوا إليه بكميات السمك المطلوبة وقدمها إلى خطيبته الطالبة فى كلية الطب. كان عمر قد أهدى خطيبته سيارة من سيارات رئاسة الجمهورية «فولفو 2011» أتوماتيك، غير أن خطيبته اصطدمت بالسيارة فتحطمت، فقام عمر بتسليمها محطمة إلى مؤسسة الرئاسة واستبدلها بسيارة أخرى أهداها إلى خطيبته. وكان الرئيس قد أمر منذ اليوم الأول بتسليم أبنائه وزوجته سيارتى «مرسيدس» أو «بى. إم. دبليو» لكل منهم، وهذه السيارات كانت مخصصة بالأساس لضيوف الرئاسة، بل إن الأمر امتد إلى المستشارين وكبار الموظفين الإخوان بل وبعض قيادات مكتب الإرشاد، الذين تحولت إمكانات القصر الرئاسى لصالحهم ولصالح مطالبهم الخاصة.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف