بهذه العبارة يمكن إيجاز خلاصات الكتاب الذي صدر منذ أيام قليلة، بالتعاون بين مركز سابان بمهد بروكينجز ومجلس العلاقات الخارجية، تحت عنوان: "إستعادة التوازن.. إستراتيجية شرق أوسطية للرئيس القادم"، حيث يقدم مجموعة من كبار الخبراء والمحللين الأمريكيين لقضايا الشرق الأوسط حزمة من السياسات غير الحزبية، تعد بمثابة خريطة طريق تقدم توصيات لإدارة أوباما من أجل معالجة الملفات الشائكة بالمنطقة.
ويحصر معدو الكتاب هذه التحديات الجوهرية التي يجب التعامل معها في سياق إستراتيجية متكاملة في ست تحديات، هي: (برنامج إيران النووي، ومعالجة الوضع في العراق، والصراع العربي الإسرائيلي، وإدارة ملف الانتشار النووي بالمنطقة، وإحداث الإصلاح السياسي والتنمية والاقتصادية والاجتماعية، ومكافحة الإرهاب).
اقرأ في هذا الموضوع:
* وقت التجديد الدبلوماسي.. إستراتيجية شاملة
* أولا: البحث عن مخرج من المستنقع العراقي
* ثانيا: إيران ومعضلة الخيارات الصعبة
* ثالثا: إدارة الانتشار النووي في المنطقة
* رابعا: العرب وإسرائيل.. البحث عن السلام المفقود
* خامسا: اقتراب جديد للإصلاح في الشرق الأوسط
* سادسا: لنحارب الإرهاب بمساعدتهم
وقت التجديد الدبلوماسي.. إستراتيجية شاملة
يأتي الفصل الأول تحت عنوان "وقت التجديد الدبلوماسي: نحو إستراتيجية أمريكية جديدة فى الشرق"، وأعده كل من من ريتشارد هاس ومارتن إنديك. ويعتبر هذا الفصل بمثابة الخيط الناظم لكل أجزاء هذه الدراسة، وينطلق من أن منطقة الشرق الأوسط تمثل سلسلة من التحديات للرئيس الجديد باراك أوباما.
هذه التحديات تتطلب الانتباه الشديد من جانب الإدارة الجديدة، فإيران يبدو من الواضح أنها تنوي أو هي بالفعل قد تخطت العتبة النووية. وهناك الوضع الهش فى العراق الذي يستنزف القوة المسلحة الأمريكية. وهناك الحكومات الضعيفة في لبنان وفلسطين في ظل قوة متصاعدة للميليشيات المسلحة، والمتمثلة في حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين. وهناك أيضا تراجع الأمل في إنجاز اتفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وعلاوة على ذلك، ثمة تراجع في نفوذ وتأثير الولايات المتحدة بسبب السياسات الخاطئة التي اتبعت خلال الفترة الماضية. ومن ثم فإن هذه التحديات تفرض على الرئيس الجديد أن يبادر بطرح مجموعة من السياسات التي من خلالها يستطيع التعامل معها بفاعلية، وبما يخدم الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.
وفي هذا الإطار يشير هذا الفصل إلى أن على الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما أن يعيد ترتيب أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث لا يجب أن يستمر العراق هو القضية الرئيسية كما في الأعوام الستة الماضية. فأوباما يمكن بصورة تدريجية تخفيف الوجود العسكري الأمريكي في العراق، ونقل المسئوليات الأمنية هناك إلى العراقيين، ولكن عليه في نفس الوقت أن يأخذ في الحسبان أن الوضع هناك ما يزال هشا للغاية، لذلك فإن عملية الانسحاب يجب أن تتم بحذر شديد حتى لا يتم تقويض ما تم من إنجازات كلفت الولايات المتحدة الكثير خلال العامين الماضيين. ويمكن تحقيق هذا من خلال الاتفاقية الأمنية التي ستحدد الوضع القانوني للقوات الأمريكية في العراق خلال الفترة القادمة.
إن عدم الاستقرار الناتج عن الانسحاب السريع من العراق، كما تشير الدراسة، يمكن أن يقوض جهود الرئيس القادم في التعامل مع قضايا أخرى مرتبطة بالقضية العراقية، مثل الدور الإيراني في العراق، ووجود تنظيم القاعدة هناك. كما أن الانسحاب البطيء سوف يبقي القوات الأمريكية مرتبطة بمهام في العراق، الأمر الذي لا يمكن الرئيس من القيام بمهمات أخرى، وعلى رأسها الجهود الدبلوماسية للتعامل مع القصية الإيرانية، ولذلك فالرئيس الجديد في أشد ما يكون إلى سياسة أكثر توازنا في التعامل مع هذا الأمر.
وفي كل الأحوال يجب ألا يتم تفسير دعوة الرئيس إلى الانسحاب من العراق على أنها دعوة لانسحاب الولايات من المنطقة، فالشرق الأوسط الكبير يمثل مصلحة حيوية للولايات المتحدة ولعقود طويلة قادمة. ويعود ذلك لعدة عوامل منها: الموقع الجيوإستراتيجي والطاقة والقدرات التمويلية التي تملكها دوله وإسرائيل، بالإضافة إلى قضايا الإرهاب ونزع التسلح. ومن ثم فانسحاب الدور الأمريكى منها سوف يقوض كل هذه المصالح والقضايا الحيوية.
وعلى الرئيس أن يركز جهوده للتعامل مع القضية الإيرانية لأن الوقت يمر، وإيران تسير على طريق إنجاز برنامجها النووي، لذلك فإن عليه أن ينخرط بصورة مباشرة في التعامل مع الحكومة الإيرانية دون أي شروط مسبقة، وذلك بالتوازي مع تطبيق مجموعة من السياسات التي تضمن منع إيران من امتلاك القدرة على إنتاج السلاح النوويز وفي سبيل تحقيق ذلك لابد من حشد التأييد الدولي خلف الجهود الأمريكية لتحقيق هذا الهدف.
أما بخصوص العمل العسكري ضد إيران، سواء من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، فإن ذلك يبدو خيارا غير جذاب بالنظر للمخاطر الكبيرة التي يتضمنها وتكاليفه الكبيرة. وبالرغم من ذلك، فإن هذا الخيار يجب ألا يتم استبعاده كلية، بل يجب مناقشته جيدا من منظور النتائج التي يمكن أن يحققها والمخاطر التى يمكن أن تنجم عن ظهور إيران نووية.
ولأن إسرائيل هي أكثر الدول تضرراً من امتلاك إيران للسلاح النووي، وهي الأكثر تفكيرًا في توجيه ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، فإن على الرئيس أن يجعل إسرائيل أكثر قبولا للتعاطي الدبلوماسي مع هذه القضية، وهذا لن يتأتى إلا بتدعيم قدرة الردع الإسرائيلية، وتزويد إسرائيل بكل الإمكانيات التي تمكنها من الدفاع عن نفسها.
أما الأولوية الثانية للرئيس الجديد، فهي العمل على التوصل إلى اتفاقية سلام بين الإسرائيليين وجيرانها العرب خاصة سوريا، والتي ترتبط في الوقت الحالي بعلاقات تحالفية مع إيران وحزب الله وحركة حماس، حيث تبدو سوريا في الوقت الحالى أكثر قبولا لمثل هذه الاتفاقية، كما أن الخلافات بين الجانبين يمكن التغلب عليها. وبذلك يمكن تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة وتقليل الدعم الخارجي الذي يحصل عليه حزب الله، مما يمهد الطريق لاستقرار الأوضاع في لبنان.
أيضا على الرئيس أوباما أن يبذل قصارى جهده للتوفيق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا ليس بالأمر السهل، فهناك الكثير من العوامل المعوقة لمثل هذا المسعى، فمن ناحية أولى ثمة حاجة إلى تفعيل الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام، تؤسس على حل قيام دولتين متجاورتين، وهو أمر ما يزال قائما ويمكن الوصول إليه. ولكن هناك على الجانب الآخر الانقسامات في الجانب الفلسطيني، فضلا عن أن قدرة القيادة الفلسطينية على السيطرة على المناطق التي انسحبت منها إسرائيل ما تزال محل علامات استفهام كثيرة، وهذه ظروف لا يمكن أن تساعد على استمرار أي اتفاق للسلام. ولكن لا يجب أن يكون ذلك سبب في التراجع الذي سيكون ضارا للغاية بل يجب أن يكون دافعا لبذل مزيد من الجهود الدبلوماسية.
ويلفت هذا الفصل النظر إلى أن الشيء المشترك بين هذه المبادرات في التعامل مع القضية الإيرانية والصراع العربي الإسرائيلي هو إعادة التأكيد على الدبلوماسية، باعتبارها أحد أهم أدوات السياسة الخارجية الأمريكية. وفي هذا السياق سوف تحتاج الولايات المتحدة إلى دعم بقية القوى الدولية مثل أوروبا وروسيا والصين، والحلفاء الإقليميين في المنطقة مثل إسرائيل ومصر وتركيا والسعودية، علما بأن التشاور مع هذه القوى يحتاج إلى وقت ومزيد من المثابرة.
ولم يغفل هذا الفصل موضوع الإصلاح في الشرق الأوسط والدور الأمريكي في هذا السياق، حيث يؤكد على أن ما يجري على أرض الواقع في المنطقة يفرض أيضا البحث عن اقتراب جديد للتعامل مع موضوعات الإصلاح هناك.
ولا يكمن الحل في التركيز على الانتخابات، خصوصا إذا كانت هذه الانتخابات سوف تعطي الفرصة للميليشيات المسلحة لخوضها وإمكانية أن تحسم نتائجها لصالحها. ولكن جوهر الإصلاح يكمن في عملية تحول ديمقراطي تدرجية تطورية، تركز على بناء قدرات المجتمع المدني وتفتح المجال السياسي للتنافس وتطوير قدرات المؤسسات المستقلة، بما فيها الأحزاب ووسائل الإعلام والقضاء، على أن يأتي هذا بالتوازي مع تشجيع اقتصاديات السوق في هذه الدول.
ويختتم هذا الفصل بأنه على الرئيس أن يعي جيدا أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط الكبير سوف تظل مقيدة، طالما ظلت هذه السياسة معتمدة بصورة كبيرة على مصادر الطاقة القادمة من دول الإقليم، ومن ثم الحساسية المفرطة لكل ما يجري هناك، وبالتالي فعلى الرئيس أن يبقي على الدور الأمريكي في هذه المنطقة الحيوية من العالم، ولكن فى نفس الوقت عليه أن يقلل من حساسية هذا الدور للتغيرات والأحداث التي تجري هناك.
أولا: البحث عن مخرج من المستنقع العراقي
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان "تطوير إستراتيجية للتعامل مع الوضع في العراق"، وأعده كل من ستيفن بايدل ومايكل هانلول وكينث بولاك.
ويؤكد هؤلاء على أنه على مدار الأعوام الخمسة الماضية أضحت الحرب العراقية أكثر الموضوعات التي خلقت مناخا من الاستقطاب والانقسام في الساحة الأمريكية في التاريخ الحديث، فهي من أكثر القضايا الجوهرية التي يختلف عليها الديمقراطيون والجمهوريون في كل ما يتعلق بها، سواءً من حيث الأسباب التي دعت إلى شن هذه الحرب قبل خمس سنوات، أو مدى تأثير هذه الحرب على القوات الأمريكية في الوقت الحالي، وكيف ستخرج القوات الأمريكية من هناك وتوقيتات هذا الخروج في المستقبل؟.
إن كل هذه الأمور سيطرت على مجريات الحملة الانتخابية الرئاسية وطغت عليها المواقف الفكرية والأيديولوجية. ولكن مع انتهاء الانتخابات، فإن الأمور الواقعية المهمة المتعلقة بالوضع في العراق هي التي يجب أن تكون محل تفكير. وهناك الكثير من يقول في الوقت الحالي بإمكانية تخفيض عدد القوات الأمريكية العاملة في العراق بصورة كبيرة، دون أن يعني ذلك أى مظهر من مظاهر الفشل. ولكن بسبب التطورات التي حدثت على الأرض هناك على مدار العامين الماضيين، فهناك الكثير من المؤشرات الإيجابية التي تشير إلى إمكانية استتباب الأوضاع هناك.
ومع ذلك، فإنه لابد من عدم المبالغة في تقييم هذه التطورات الإيجابية، فالتحديات في العراق ما تزال قائمة وتتغير طبيعتها مع مرور الوقت، لذلك فهناك مجموعة جديدة من المشاكل والتحديات سوف تكون الأهم خلال المرحلة القادمة، وهذه بدورها تتطلب من الولايات المتحدة وحلفائها العراقيين اتباع مجموعة من الإستراتيجيات والتكتيكات الجديدة التي تمكنهم من مواجهتها.
ويؤكد الكتاب الثلاثة على أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الحرب في العراق انتهت، ومن ثم فإن أي خفض في القوات الأمريكية يجب أن يتم بصورة تدرجية بالتوازي مع ما ستفضي إليه نتائج الانتخابات التي ستجري في العراق سواء على المستوى القومي أو المحلي. وفي هذه الحالة ومع بداية عام 2010 فإن الرئيس باراك أوباما سيكون قادرا على البدء في عمليات سحب القوات الأمريكية من العراق دون المخاطرة بتهديد الاستقرار في العراق أو منطقة الخليج.
ولكن في نفس الوقت يجب ألا تترك الولايات المتحدة العراق دون أن تساعده في بناء قوته العسكرية التي تمكنه من حفظ التوازن داخليا وخارجيا، ولذا فإن خروج القوات الأمريكية دون تنفيذ هذه المهمة سوف يكون أكثر ضررا من عمليات الانسحاب التدريجي المصحوبة ببناء القدرة العراقية.
وتتطلب هذه الإستراتيجية عاما أو عامين من العمل الشاق من جانب القوات الأمريكية في العراق، خصوصا في الوقت الذي ترغب فيه الولايات المتحدة في زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان. وبالطبع يشكل ذلك عبئا كبيرا على هذه القوات، ولكن المخاطرة بإمكانية خسارة حرب هامة وحيوية للمصالح الأمريكية في المنطقة لا يجب أن تجعل الاهتمام بسلامة وصحة القوات الأمريكية هي المحرك الرئيسي للإستراتيجية الأمريكية المستقبلية في العراق.
ويقترح الكتاب الثلاثة إستراتيجية لخفض القوات الأمريكية ترتبط بالظروف على أرض الواقع ومحكومة بأفق زمنى متدرج، على أن يؤخذ في الحسبان أن القوات الأمريكية الرئيسة سوف تخرج من العراق بحلول عام 2011، وذلك دون تقديم التزام أمريكي مشروط وغير مقيد أيضا بإطار زمني.
وهذه الإستراتيجية الجديدة تتوافق مع مجريات الأمور على الساحة العراقية، فرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي –ولأسباب حزبية سياسية- يطالب القوات الأمريكية بالخروج من العراق، وهو في ذات الوقت يبالغ في تقدير القدرة العسكرية للقوات العراقية، لكن قدرته الفعلية على تأمين العراق دون مساعدة ملحوظة من القوات الأمريكية تبقى قدرة محدودة للغاية، والقادة الميدانين للقوات العراقية يؤكدون أيضا على هذه الحقيقة. لذلك فهناك على أرض الواقع الكثير من الفرص للوجود الأمريكي فى العراق بعيدا عن المواقف اللفظية المعلنة للسياسيين العراقيين.
ثانيا: إيران ومعضلة الخيارات الصعبة
أما الفصل الثالث، فقد جاء تحت عنوان "طريقة للتعايش: نحو سياسة أمريكية جديدة تجاه إيران"، وأعد هذا الفصل كل من سوزان مالوني وراي تاكي.
ويبدأ الكاتبان بالتأكيد على أن الرئيس الأمريكي الجديد، كما كان الحال مع الرؤساء الخمس الذين سبقوه، سوف يكون مضطرا للتعامل مع الهواجس الأمريكية تجاه إيران والمتعلقة بطموحاتها النووية ودورها في مساندة الحركات الإرهابية وعدم الاستقرار الإقليمي ونظامها الديكتاتوري الذي يقهر مواطنيه.
ويؤكد الكاتبان على أنه نتيجة للأحداث التي شهدتها الساحة الإقليمية في الفترة الماضية، فقد اكتسبت إيران وسائل كثيرة للمساهمة في تلك المعضلة الأمنية التي يشهدها الشرق الأوسط، مما خلق إدراكا بأن هذه المعضلات الكثيرة لا يمكن أن يتم حلها دون مساعدة منها.
وتشير الدراسة إلى أن الكثيرين يعتقدون أن الطريق السهل بالنسبة للرئيس الأمريكي الجديد للتعامل مع إيران هي إستراتيجية العصا والجزرة، هذه الإستراتيجية التي فشلت تماما على مدار الفترة الماضية، الأمر الذي يحتم إعادة النظر فيها، وإطلاق مبادرة دبلوماسية جديدة وشاملة تضمن مشاركة كافة حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في التعامل مع إيران.
ويطرح هذا الفصل عددا من الأدوات والإستراتجيات للتعامل مع إيران، والتي من أهمها:-
أولا: اعتماد دبلوماسية متعددة القنوات تربط غالبية القضايا المهمة مع بعضها البعض، ومن هذه القضايا إعادة العلاقات الدبلوماسية معها والقضية النووية والأمن في منطقة الخليج والعراق وغيرها من الموضوعات الإقليمية الأخرى المنغمس فيها الطرفان.
ثانيا: تعيين منسق خاص للشئون الإيرانية في وزارة الخارجية، وتكون مهمته الأساسية تنسيق الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الولايات المتحدة للتعامل مع إيران.
ثالثا: تطبيع العلاقات بين الجانبين على الأقل في المستويات الدنيا، الأمر الذى يمكن الولايات المتحدة من الاحتكاك المباشر مع المسئولين الإيرانيين، ويحقق فهما أوضح وأفضل لديناميات عمل النظام السياسى الإيرانى، فالمسئولون الأمريكيون ممنوعين من الاتصال المباشر بنظرائهم الإيرانيين، وهو ما حد من قدرة الولايات المتحدة على الفهم الدقيق للسلوك الإيراني.
رابعا: معاملة الدولة الإيرانية باعتبارها فاعلا واحدا مركزيا، لأنه من المؤكد أن أي سياسة جديدة سوف تتبعها إيران تجاه المصالح الحيوية للولايات المتحدة لن تكون ممكنة التنفيذ بدون موافقة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
خامسا: التعرف على الوسطاء والفاعلين المؤثرين الذين يمكنهم القيام بمد الجسور بين الإدارة الأمريكية الجديدة والدائرة المقربة من كل من المرشد الأعلى والرئيس الإيراني.
سادسا: تشجيع برامج التبادل والتفاهم بين الشعبين الإيراني والأمريكي.
سابعا: يجب التأكيد على أن عملية انخراط مع إيران سوف تكون عملية ممتدة وخاضعة للكثير من التغيرات، خصوصا على مستوى الداخل الإيراني وعلى مستوى الجوار الإقليمي لها. ولذلك فإن على الإدارة الجديدة التعامل الحذر مع مجموعة الأزمات التي قد تحدث في المستقبل، من خلال النقاشات الجادة داخل الولايات المتحدة، فضلا عن التعامل مع هواجس حلفائها في المنطقة.
ثالثا: إدارة الانتشار النووي في المنطقة
واستكمالا لكيفية التعامل مع إيران، يأتي الفصل الرابع تحت عنوان "إدارة مسألة الانتشار النووي في الشرق الأوسط"، وأعده روس رايدل وجراي سامور.
وينطلق الكاتبان في هذا الفصل من أن جهود الولايات المتحدة في منع البرنامج النووي الإيراني قد فشلت، وأن إيران أمامها – ولأسباب فنية بحتة- بين عامين وثلاثة أعوام لتكون قادرة على الوصول إلى مرحلة التخصيب الذي يمكنها من إنتاج المواد اللازمة للأسلحة النووية، ولذلك فإن على إدارة الرئيس باراك أوباما صياغة اقتراب دبلوماسي جديد لمنع إيران من امتلاك القدرات النووية.
هذا الاقتراب –في جزء منه- يجب أن يبدأ من التأكيد على ضرورة عقد مفاوضات مباشرة وغير مشروطة بين الجانبين حول مجموعة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى المحادثات التي تقوم بها القوى الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) وغيرها من القوى الدولية الأخرى خصوصا روسيا والصين والأمم المتحدة.
ولضمان فاعلية هذه المفاوضات، لابد من أن تسعى الولايات المتحدة إلى الوصول إلى اتفاق مع هذه القوى حول وجوب دعم عقوبات اقتصادية وسياسية أكثر تشددا ضد إيران، لو أنها رفضت الانصياع لمطالب هذه القوى بشأن برنامجها النووي، وبهذه الإستراتيجية يمكن أن تنجح الولايات المتحدة في إقناع النظام الإيرانى بضرورة تحجيم نفوذه النووي.
وفي حالة فشل هذه الإستراتيجية الدبلوماسية الجديدة، فإن الولايات المتحدة سوف تواجه بخيار صعب، فهي من الممكن أن تقبل إيران كدولة قادرة على امتلاك التكنولوجيا النووية، ولكن على الولايات المتحدة أن تحاول بشتى الطرق منع إيران من الحصول على المواد النووية التي يمكن أن تستخدمها في صنع السلاح النووي.
وفي حالة فشل هذا، فإن على الولايات المتحدة أن تردع القدرات النووية الإيرانية وتمنع الدول الأخرى في المنطقة من تطوير قدرات نووية، أو أن تقرر الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مع أن هذا الخيار الأخير ليست مؤكدة فرص نجاحه في تحقيق أهدافه، ويمكن أن يكون له العديد من التأثيرات السلبية على الاستقرار الإقليمي.
ومما يزيد من هذه المعضلة إسرائيل التي تشعر بتهديد لوجودها نتيجة امتلاك إيران للقدرات النووية، ولكن مكاسب الخيار العسكري، سواءً من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل، يبدو أنها لا تستحق الخسائر الكبيرة التي سوف تحدث في حالة القيام به. وفي نفس الوقت، فإنه بدون طرح هذا الخيار وبقوة على الطاولة، فإن إيران لا يمكن أن تقدم تنازلات تذكر فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وبالتالي فإن إدارة الرئيس أوباما عليها أن تظهر الجهوزية لاستخدام الخيار العسكري في التعامل مع إيران في حال رفضها الحلول الدبلوماسية.
ومن أجل أن تكون الإدارة الأمريكية جاهزة للتعامل مع هذه الخيارات الصعبة مهما كانت، عليها أن تبدأ مناقشة هادئة خصوصا مع دول الخليج، حول أن امتلاك إيران للسلاح النووي سوف يكون ذا عواقب وخيمة، لأنها في مثل هذه الحالة سوف تتعامل بعنجهية مع خصومها، كما أن امتلاكها للسلاح النووي سوف يطلق سباقا إقليميا للتسلح النووي، والذى يبدو معه أن أيا من الدول العربية ليست قادرة على الدخول فيه قبل عقد من الزمن.
ومن ثم يؤكد الكاتبان على أن الدبلوماسية الأمريكية قادرة على خلق جبهة مناوئة لامتلاك إيران للسلاح النووي، ولكنها سوف تقع في معضلة التعامل مع الترسانة النووية الإسرائيلية. وفي حالة فشل كلا الخيارين، الدبلوماسي أو العسكري، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها إلا مد مظلتها النووية لتشمل كل أو بعض دول المنطقة من أجل ردع القوة النووية الإيرانية والحفاظ على حالة التوازن في المنطقة.
رابعا: العرب وإسرائيل.. البحث عن السلام المفقود
وجاء الفصل الخامس تحت عنوان "التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي"، وأعده كل من ستيفن كوك وشبلي تلحمي.
وينطلق هذا الفصل من أنه بعد سبع سنوات من توقف عملية التسوية، يحتاج الصراع العربي الإسرائيلي إلى أن يكون أولوية مهمة لدى الرئيس الجديد، فما حدث في الفترة الأخيرة في الأراضى الفلسطينية والإسرائيلية جعلت حل إقامة دولتين صعب على الأقل في المدى القريب.
ويؤكد الكاتبان على أن الفشل في التوصل إلى اتفاقية سلام بين الجانبين سوف يقوض من سياسات الإدارة الأمريكية الأخرى في الشرق الأوسط، ليس فقط لأن هذا الصراع يمثل القضية المركزية لدى إسرائيل وجيرانها، ولكن أيضا لأن هذه القضية هي العدسة التي من خلالها يرى العرب السياسات الأمريكية في المنطقة، كما أن الفشل سوف يخلق أيضا مجموعة من التحديات الإستراتيجية والأخلاقية للولايات المتحدة، ولذلك فالحاجة إلى دبلوماسية سلام أمريكية دائمة ونشطة هي أمر هام للغاية في هذا التوقيت.
ويقول الكاتبان إن أجندة أوباما الشرق أوسطية سوف تكون مزدحمة للغاية، بين الحرب على العراق والبرنامج النووي الإيرانى والحرب على تنظيم القاعدة والحفاظ على إمدادات الطاقة... وكل هذه القضايا تجعل من الصعب بالنسبة للإدارة الجديدة التركيز على الصراع العربي الإسرائيلي لأن تكلفة مثل هذا الصراع غير ملموسة إلا على المدى البعيد.
وفي هذا السياق، فإن الدبلوماسية العربية والإسرائيلية هامتين للغاية، فالسياسة الأمريكية لا يمكن أن تنجح إلا إذا كانت جزءا من مجموعة من المبادرات الإقليمية التي تسعى إلى معالجة هذا الصراع.
وهنا يجب أن يطلق الرئيس الجديد دبلوماسية متعددة القنوات لتحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وتربط الصراع العربي الإسرائيلي بمجمل الأجندة الإقليمية والدولية للولايات المتحدة. فحل هذا الصراع مصلحة حيوية للولايات المتحدة، وهذا ليس معناه أن هذا الحل سوف يسهل مهمة الولايات المتحدة في قضايا المنطقة الأخرى.
ومع ذلك، فمن الخطأ التقليل بأي حال من الأحوال من أهمية إيجاد حل لهذا الصراع الممتد، فهو قضية مركزية لإسرائيل والفلسطينيين وسوريا ولبنان، كما أنه ما يزال قضية مهمة لمصر والأردن، الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين عقدتا اتفاق سلام مع إسرائيل، ويمكن أن ينخرطا أكثر في الصراع إذا فشل حل الدولتين.
وتنبع أهمية هذا الصراع بالنسبة للولايات المتحدة من أنه هو السبب الأول لغضب الرأي العام العربي من سياسات الولايات المتحدة، كما أنه السبب في ظهور الميليشيات المسلحة والعنف، علاوة على أنه المصدر الأساسي للنفوذ الإيراني في البلاد العربية. ومن ثم فإن النظم العربية الموالية للولايات المتحدة تواجه الكثير من الضغوط الخارجية في لحظة تصاعد درجة حدة الصراع. وطالما استطاعت هذه النظم التسلطية كبح هذا الغضب وهذه الضغوط عن طرق القمع، فإن الفجوة بين هذه الحكومات وشعوبها تستمر في التزايد، وهذا الأمر بدوره يعتبر السبب الأساسي في تقوية نفوذ الميليشيات والحركات المسلحة في الشارع العربي، والتي تمثل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
إذن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سوف يغير البيئة الإقليمية للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، حيث سيفتح أمامها الكثير من الفرص لعقد تحالفات جديدة، بالإضافة إلى تحويل الرأي العام العربى ليكون ضد تنظيم القاعدة وما يقوم به من هجمات.
ويسجل هذا الفصل عددا من الخطوات التي لابد لإدارة أوباما أن تخطوها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وتتلخص في::-
أولا: أن الإدارة الجديدة يجب أن تتيقن من أن عملية السلام غير ممكنة طالما ظل الانقسام في الجانب الفلسطيني قائما، وطالما غاب وقف شامل للنار بين الطرفين، فهذا الانقسام في الجانب الفلسطيني سوف يتسع نطاقه إذا لم تعقد الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في موعدها المقرر في يناير 2009، وإذا لم تعترف حركة حماس بشرعية مؤسسة الرئاسة القائمة.
ومن ثم فإن نجاح سياسة واشنطن يكمن في قدرتها على التعاون مع حلفائها الإقليميين من أجل الوصول إلى اتفاق قوي لوقف إطلاق النار بين الطرفين بموافقة قوية من حركة حماس، وفي نفس الوقت ضرورة حشد التعاون الإقليمي من أجل منع تدفق السلاح إلى الأراضي الفلسطينية.
ثانيا: يجب الاعتراف بأن حركة حماس تتمتع بقاعدة شعبية مهمة بين الفلسطينيين، وأنها ستظل عاملا مقوضا لجهود السلام طالما بقيت خارج الحكومة الفلسطينية. وبالرغم من أنه ليس هناك ضمانة بأن الحركة سوف تلعب دورًا بناءً في محادثات السلام، فإن على واشنطن أن تشجع عملية المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وبذلك يتم تقويض حجج الإسلاميين التي يعتمدون عليها في رفض عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وفي هذه الحالة لن يكون أمام حماس سوى القبول بعملية السلام التي تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه، أو تخسر القاعدة الشعبية التي تستند عليها.
ثالثا: تشجيع كل من مصر والسعودية وغيرهم من الفاعلين العرب على الضغط على حركة حماس من أجل القبول بوقف إطلاق النار، علاوة على إقناع قادة الحركة بقبول مبادرة السلام العربية، خصوصا مع إظهار قادة إسرائيل اهتماما بها.
رابعا: حث إسرائيل على تنفيذ التزاماتها المتعلقة بوقف أي إنشاءات جديدة في مستوطناتها، خصوصا تلك الموجودة في الضفة الغربية والقدس، ويجب حث إسرائيل على إعطاء الفلسطينيين حرية الانتقال في الضفة الغربية والسماح بمرور البضائع.
خامسا: تعيين مبعوث للسلام ترتكز مهمته على تنشيط الجهود الدافعة إلى عقد اتفاقية سلام بين الجانبين، مع العلم بأن دور هذا المبعوث لن يكون بديلا عن دور وزير الخارجية ودور الرئيس المباشر في هذه العملية.
سادسا: تقوية القوات الفلسطينية لتكون قادرة على ضبط الأمن في الضفة الغربية وتمهيد الطرق لإيجاد قوات أمن فلسطينية تحت قيادة موحدة بعد التوصل إلى اتفاقية السلام مباشرة.
سابعا: دعم الوساطة التركية في المفاوضات بين الإسرائيليين والسوريين والانخراط الأمريكي المباشر في هذه العملية، حيث أظهر الطرفان رغبة في دور أمريكي قوي ومباشر في هذه المفاوضات، ويجب أن تعمل واشنطن في نفس الوقت على إعادة سفيرها إلى دمشق.
ثامنا: تشجيع استمرار حكومة الوحدة الوطنية في لبنان ودفعها إلى المشاركة في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
تاسعا: تنشيط مسارين للسياسة الأمريكية، يقوم الأول على معالجة موضوعات التعاون الاقتصادي في فترة ما بعد التوصل إلى الاتفاقية، ويقوم الثاني على معالجة القضايا الأمنية الإقليمية.
عاشرا: وضع خطة لإرسال قوات دولية إلى الضفة الغربية في الفترة التي تعقب عقد اتفاقية السلام مباشرة، فهذه القوات سوف تقوم بدور حيوي في مرحلة تنفيذ الاتفاقية.
خامسا: اقتراب جديد للإصلاح في الشرق الأوسط
وحمل الفصل السادس عنوان "التنمية الاقتصادية والسياسية في الشرق الأوسط: إدارة التغيير وبناء نوع جديد من الشراكة"، وأعد هذا الفصل إسوبيل كولمان وتامارا كوفمان.
ينطلق هذا الفصل من أن التعاون بين العرب والولايات المتحدة سوف يكون أحد التحديات المهمة خلال الأعوام القادمة. ولكي يكون هذا التعاون فعالا لابد من التغلب على المشكلات التي حدثت خلال الأعوام الثماني الماضية، سيما وأن هذه المشكلات ليست نابعة فقط من الاختلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين من الدول العربية حول موضوعات الحرب على العراق والسياسات الأمريكية في الحرب على الإرهاب وإهمالها للصراع العربي الإسرائيلي، ولكن أيضا من المحاولات غير المنتظمة التي قامت بها إدارة بوش الابن لتشجيع ودعم الديمقراطية في العالم العربي. فالعلاقات الوثيقة مع بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر قد تدهورت بسبب أجندة الحريات وحقوق الإنسان التي طرحتها إدارة بوش في تعاملها مع هذه الدول.
ويؤكد الكاتبان على أن الولايات المتحدة لم يعد لديها القدرة على الاختيار بين تشجيع التحول الديمقراطي وسياسات التحرر الاقتصادي في المنطقة من جهة، والحفاظ على الوضع القائم من جهة أخرى. فإقليم الشرق الأوسط في الوقت الحالي يمر بمرحلة تحول، وعلى واشنطن أن تساعد حلفائها الرئيسيين خصوصا مصر والسعودية على تحول سلس ومرن على عدة مستويات:-
الأول: التحول من اقتصاديات شبه مغلقة إلى أخرى قادرة على المنافسة على المستوى العالمي،
والثانى: التحول من نظم سياسية تقمع شعوبها إلى نظم أكثر انفتاحا وتقبل التنوع داخلها،
والثالث: التحول من القيادات التي أصابتها الشيخوخة إلى الجيل الجديد الذى قد يقدم رؤية أكثر تنويرية.
إن مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل تكمن في تشجيع النظم السلطوية في الشرق الأوسط على القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية، تعمل على إعطاء الأمل للأجيال الجديدة في المستقبل، وتدفع لرفض الرؤى الظلامية التي تطرحها القوى الراديكالية في المنطقة.
ويحتاج تنفيذ هذه الرؤية الأمريكية للإصلاح في الشرق الأوسط إلى سياسة أكثر توازنا، وإعادة ترتيب أولويات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصا بعد التناقضات التي شهدتها إدارة بوش في السياسات التي طرحتها في هذا الإطار وبين ما قامت به من إجراءات على أرض الواقع. فالتأييد الأمريكي للديمقراطية من خلال دعم الانتخابات أفضى إلى نتائج غير ليبرالية بوصول قوى معادية لأمريكا وللديمقراطية إلى السلطة، الأمر الذي أضعف كثيرا من إمكانية حدوث أية تغيرات ثقافية واجتماعية، والتي تعتبر بدورها السبيل الوحيد لبناء تقدم ديمقراطي حقيقي.
ومن ثم فإن على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تعي جيدا أن هناك بعض التناقضات والاختلافات بين تشجيع عمليات التحول الديمقراطي من جهة، وبين تأمين الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة من جهة أخرى، وعليها أن تعيد تقييم علاقاتها مع كل من مصر والسعودية، من أجل أن تضع سياساتها المتعلقة بالإصلاح السياسا والاقتصادي في سياق متسق مع الأهداف الإستراتيجية لها، ويجب أن تتم هذه العملية بسرعة وقبل أن يحدث أي تغير محتمل في القيادات في كل من البلدين.
سادسا: لنحارب الإرهاب بمساعدتهم
أما الفصل السابع، فقد جاء تحت عنوان "مكافحة الإرهاب وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، وأعد هذا الفصل كل من دانيال بايمان وستيفن سايمون.
وينطلق هذا الفصل من أن الرئيس باراك أوباما يجب أن يجعل من مكافحة الإرهاب جزءا من سياسته في الشرق الأوسط، وليست المحرك الاساسي لهذه السياسة. ويؤكد الكاتبان على أن الاتجاهات الراديكالية التي تدعم التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط سوف تجعل من الصعب بالنسبة للإدارة الجديدة دفع عمليات الإصلاح السياسي.
من ثم يجب النظر إلى سياسة مكافحة الإرهاب في سياق السياسات والمصالح الأخرى للولايات المتحدة، فجهود مكافحة الإرهاب لا تتم في فراغ، وإنما في سياق مصالح وسياسات أخرى للولايات المتحدة.
ويمكن لإدارة أوباما أن تقلل من خطر الهجمات الإرهابية من خلال تطبيق السياسات التالية:-
أولا: تقوية القدرات المحلية لمواجهة الإرهاب، فهذه المواجهة تتم بصورة أفضل إذا تمت عن طريق حكومات الدول في المنطقة، ولكن على الولايات المتحدة أن تدعم القدرات الأمنية والمالية والمخابراتية لهذه الدول،
ثانيا: مساعدة حكومات الدول على وقف الممارسات الراديكالية، فالعديد من الدول مثل السعودية حاولت تطوير مجموعة من الوسائل لمكافحة الراديكالية وصعود الجماعات المسلحة، ولكن العديد من هذه البرامج والوسائل ما تزال في بداياتها الأولى، ولذلك فعلى الولايات المتحدة أن تطبق أكثر الوسائل نجاحا في هذا السياق،
ثالثا: محاولة تجنب أن تظهر الحرب على الإرهاب كما لو كانت حربا ضد الإسلام، فعلى الرئيس الجديد التأكيد على أن الولايات المتحدة تحارب مجموعات مسلحة صغيرة لا تمثل بأي حال من الأحوال التيار الرئيسي في الدين الإسلامي،
رابعا: التأكد من عدم تحول اللاجئين العراقيين في الأردن وسوريا إلى مصدر لظهور حركات مسلحة جديدة. ويتم ذلك من خلال مجموعة من البرامج التي تساعد هؤلاء وتوفر لهم الحياة الكريمة،
خامسا: لو أن الولايات المتحدة قررت الانسحاب من العراق، فإن عليها أن تظل محتفظة بنفوذ
عسكري ومخابراتي في هذا البلد بما يمكنها من إعاقة نشاط تنظيم القاعدة في العراق،
سادسا: استمرار دعم قوات الصحوة العراقية والضغط على الحكومة العراقية من أجل مزيد من الدمج للطائفة السنية في القوات التي تكافح فيه تنظيم القاعدة،
سابعا: مواجهة حركة حماس وحزب الله عن طريق دعم المؤسسات الأمنية في الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، ودون الدخول في مواجهة مباشرة مع هذه الحركات،
ثامنا: زيادة الدعم المقدم لبرامج تقوية دور القانون والسلطة القضائية وقوات الأمن والبوليس وغيرها من مؤسسات الحكم في هذه الدول أمر هام في مواجهة الجماعات الإرهابية.
شارك في إعداد هذا الكتاب مجموعة من المحللين والخبراء الأمريكيين بكل من: مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز للأبحاث، هم: (ريتشارد هاس، مارتن إنديك، كينيث بولاك، سوزان مالوني، بروس رايدل، دانيال بايمان، تامارا كوفمان، وشبلي تلحمي)، ومجلس العلاقات الخارجية، هم: (ستيفن بايدل، مايكل هانلول، جاري سيمور، إسوبيل كولمان، ستيفن كوك، ستيفن سيمون، وراي تاكي).
*الملخص التنفيذي لكتاب: " إعادة التوازن.. إستراتيجية شرق أوسطية للرئيس القادم
Restoring the Balance: A Middle East Strategy for the Next President"، والصادر بالتعاون بين مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز للأبحاث ومجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ديسمبر 2008.
President of the forty-fourth of the United States of America Barack Obama faces six fundamental challenges in the Middle East, it must be dealt with through an integrated strategy, in order to preserve the vital interests and Alistratejiy to America in that region the hottest in the world. "
With these words can be summarized abstracts book which was released a few days ago, the cooperation between the Saban Center at the Cradle of Brookings and the Council on Foreign Relations, under the title: "restore the balance .. strategic Middle East for the next President," which provides a group of senior experts and analysts Americans on Middle East issues a package of non-partisan policy, serves as a roadmap to make recommendations for the Obama administration to address the thorniest issues in the region.
And limits the authors of the book that the fundamental challenges that must be dealt with in the context of an integrated strategy in six challenges are: (Iran's nuclear program, and to address the situation in Iraq, the Arab-Israeli conflict, and file management of nuclear proliferation in the region, and the creation of political reform, development and economic and social development, and counter-terrorism) .
Read in this topic:
* The time of renewal diplomatic .. A comprehensive strategy
* First: Find a way out of the Iraqi quagmire
* II: Iran and the dilemma of difficult choices
Third: The management of nuclear proliferation in the region
* IV: The Arabs and Israel .. Search for The Missing Peace
* Fifth: a new approach to reform in the Middle East
* Sixth: to fight terrorism by helping them
The time of renewal diplomatic .. A comprehensive strategy
Comes the first chapter under the title "the time of renewal diplomat: towards a new U.S. strategy in the Middle," and prepared by Richard Haass and Martin Indyk. This chapter is a thread for each governing parts of this study, and stems from the Middle East represents a series of challenges for the new president Barack Obama.
These challenges require close attention by the new administration, Iran seems clear that they intend to or are already surpassed the nuclear threshold. A fragile situation in Iraq that is draining the U.S. armed force. There are fragile governments in Lebanon and Palestine in light of the growing power of armed militias, and of Hezbollah in Lebanon and Hamas in Palestine. There is also a decline in the hope of achieving peace agreement between Palestinians and Israelis.
Furthermore, there is a decline in the influence and impact the United States because of the wrong policies pursued during the last period. Thus, these challenges imposed on the new president to initiate a set of policies which can deal with them effectively, and to serve the strategic objectives of the United States in the region.
In this context, this chapter is to indicate that the new U.S. president Barack Obama to rearrange the priorities of U.S. foreign policy in the Middle East, where Iraq must continue to be the main issue, as in the past six years. Obama can gradually reduce the U.S. military presence in Iraq, and the transfer of security responsibilities there to the Iraqis, but at the same time take into account that the situation there remains extremely fragile, so the process of withdrawal should be done very carefully so as not to undermine what has been achievements cost the United States much in the last two years. This can be achieved through the security agreement that will determine the legal status of U.S. forces in Iraq during the coming period.
The instability resulting from rapid withdrawal from Iraq, as the study indicates, can undermine the efforts of the next president in dealing with other issues related to the Iraqi issue, such as the Iranian role in Iraq, and the presence of Al Qaeda there. Withdrawal would also slow will keep American forces tied up in Iraq, which does not enable the President to do other tasks, especially the diplomatic efforts to deal with the remote Iranian, and therefore new President in the worst thing to a more balanced policy in dealing with this matter.
In any case, should not be interpreted to invite the President to withdraw from Iraq as a call for U.S. withdrawal from the region, the Middle East represents a significant vital interest of the United States and decades to come. This is due to several factors, including: geo-strategic and energy and financing capacity owned by a State and Israel, in addition to issues of terrorism and disarmament. And then withdrawal of the U.S. role which will undermine all of these interests and vital issues.
The President should focus its efforts to deal with the Iranian issue as time passes, Iran is moving on through the completion of its nuclear program, so it should engage directly in dealing with the government of Iran without any preconditions, in parallel with the application of a set of policies to ensure that preventing Iran from the capability to produce weapons Alnowiz In order to achieve this must mobilize international support behind the American efforts to achieve this goal.
As for military action against Iran, whether by the United States or Israel if diplomatic efforts failed, it appeared unattractive option, given the high risk and costs contained in the large. Although, this option should not be ruled out completely, but should be discussed from the perspective of good results that can be achieved and risks that could result in the emergence of a nuclear Iran.
Because Israel is the most affected by the Iran's possessing nuclear weapons, which are the most thoughtful in a preemptive strike against Iranian nuclear facilities, the President would make Israel more attractive to use diplomacy with this issue, and this will only be possible to strengthen the ability of Israeli deterrence, and to provide Israel with possibilities that enable it to defend itself.
The second priority for the new president, is working to reach a peace agreement between Israel and its Arab neighbors, particularly Syria, which are connected at the moment relations alliance between Iran, Hezbollah and Hamas, as it appears to Syria at this moment, more accepting of such an agreement, and that the differences between the two sides can overcome them. And thus limit Iran's influence in the region and reduce the external support received by the Hezbollah, paving the way for stabilizing the situation in Lebanon.
Also President Obama should make every effort to reconcile the Palestinians and the Israelis, this is not easy, there are many limiting factors for such an endeavor, one hand there is a need to activate diplomatic efforts to reach a peace agreement, set up to resolve the two neighboring states, which is still standing and can be reached. But on the other side there are divisions on the Palestinian side, as well as the ability of the Palestinian leadership to control the areas vacated by Israel is still the place many question marks, and these conditions can help the sustainability of any peace agreement. But it must not be the reason for the decline, which will be very harmful, but must be an incentive to make further diplomatic efforts.
This chapter draws attention to the thing that is common to these initiatives in dealing with the issue of Iran and the Arab-Israeli conflict is the re-emphasis on diplomacy, as one of the most important instruments of U.S. foreign policy. In this context the United States will need to support the rest of the world powers such as Europe, Russia and China, and regional allies in the region such as Israel, Egypt, Turkey, Saudi Arabia, noting that consultation with these forces need more time and perseverance.
This chapter has not overlooked the issue of reform in the Middle East and the U.S. role in this context, which stresses that what is happening on the ground in the region also imposes the search for a new approach to deal with reform issues there.
The solution lies not in focusing on the elections, especially if these elections will give the opportunity for armed militias to fight and the possibility of inconclusive in its favor. But the essence of reform is in the process of democratic transition gradual evolutionary, focusing on building the capacity of civil society and open political space for competition and develop the capacity of independent institutions, including political parties and the media and the judiciary, that comes in parallel with the promotion of market economies in these countries.
The chapter concludes that the president should well aware that U.S. policy toward the Greater Middle East will continue to be bound, as long as this policy is based largely on the sources of energy coming from the countries of the region, and then over-sensitivity to everything going on there, and therefore the Chair to remain the U.S. role in this vital region of the world, but at the same time it reduces the sensitivity of the role of changes and events that take place there.
First: Find a way out of the Iraqi quagmire
The second chapter titled "Developing a strategy to deal with the situation in Iraq," prepared by Stephen Baidl Hanlol and Michael and Kenneth Pollack.
And stresses of those people on that over the past five years has become the Iraq war over issues that have created a climate of polarization and division in the American arena in modern history, is one of the most fundamental issues that divide the Democrats and Republicans in every respect, whether in terms of causes that led to the this war five years ago, or the impact of war on American troops at the moment, and how U.S. forces will come from there and timing of this to come out in the future?.
All of these things took on the outcome of the presidential campaign overshadowed by the intellectual and ideological positions. But with the elections, the task is realistic about the situation in Iraq is that you must be the subject of thinking. There are a lot of say at the moment the possibility of reducing the number of American forces in Iraq substantially, without any means the manifestation of the failure. But because of developments that have occurred on the ground over the past two years, there are many positive indicators that point to the possibility of restoration of the situation there.
However, it must not be exaggerated in the evaluation of these positive developments, the challenges in Iraq remain and change its nature with the passage of time, so there is a new set of problems and challenges will be the more important during the coming stage, which in turn require the United States and its Iraqi allies to follow a set strategies and new tactics that will enable them to be addressed.
The book says that for three of the United States, the war in Iraq have ended, and therefore any reduction in U.S. forces should be scalable in parallel with the conclusions to the outcome of elections in Iraq, whether at the national level or local level. In this case, the beginning of 2010, President Barack Obama will be able to start the operation of withdrawing U.S. troops from Iraq without the risk of jeopardizing the stability of Iraq or the Gulf region.
But at the same time, we must not leave Iraq without the United States to assist in building its military strength which enables it to maintain a balance internally and externally, and therefore the exit of U.S. forces to the implementation of this task will be more harmful than of a gradual withdrawal accompanied by capacity-building in Iraq.
This strategy requires a year or two years of hard work by U.S. forces in Iraq, especially at a time when the United States want to increase U.S. forces in Afghanistan. Of course, this is a great burden on these forces, but risk the possibility of a lost war an important and vital to U.S. interests in the region should make the safety and health of the American forces are the main engine of future U.S. strategy in Iraq.
And proposes three writers strategy to reduce U.S. forces linked to conditions on the ground and is governed by a timeline gradually, taking into account that the U.S. forces the president will leave Iraq by the year 2011, without American commitment to unconditional and is also constrained by a time frame.
The new strategy is consistent with the tide on the Iraqi arena, "Prime Minister Nuri al-Maliki - and the partisan political reasons - demanding U.S. forces leave Iraq, which at the same time overestimate the military capability of Iraqi forces, but its actual capacity to secure Iraq without substantial assistance from the U.S. forces remain very limited capacity, and fields leaders of the Iraqi forces they also stress this fact. So there on the ground a lot of opportunities for the American presence in Iraq is far from the positions verbal pledges to the Iraqi politicians.
II: Iran and the dilemma of difficult choices
Chapter III, came under the heading "way to live: Toward a new U.S. policy toward Iran," and this chapter was prepared by Suzanne Maloney and Ray Taki.
The authors begin by stressing that the new president, as was the case with the five presidents who preceded him, you will have to deal with U.S. concerns about Iran and its nuclear ambitions and its role in supporting terrorist movements and regional instability and dictatorship that could overcome its citizens.
The authors emphasize that as a result of the events in the regional arena in the past, Iran has gained many ways to contribute to the security dilemma experienced by the Middle East, creating an awareness that many of these dilemmas can not be solved without help from them.
The study indicates that many think that the easy way out for the next U.S. president to deal with Iran is the strategy of carrot and stick, this strategy completely failed over the past period, which requires re-consideration, and the launch of a new diplomatic initiative and comprehensive to ensure the participation of all U.S. allies in the the Middle East in dealing with Iran.
This chapter presents a number of tools and strategies to deal with Iran, and most important of which: -
First: The diplomacy of multi-channel linking the majority of important issues with each other, and these issues with the restoration of diplomatic relations and the nuclear issue and security in the Gulf, Iraq and other regional issues where the parties other Cocker.
Second: the appointment of a special coordinator for Iranian affairs in the Ministry of Foreign Affairs, whose principal mission is the coordination of diplomatic efforts by the United States to deal with Iran.
Third: the normalization of relations between the two sides at least at the lower levels, which could be the United States from direct contact with Iranian officials, and achieve a clearer understanding and better for the dynamics of the political system of Iran, Officials Americans are prevented from direct contact with their counterparts the Iranians, which limited the ability of the United States on a precise understanding of the behavior of Iran.
IV: Treatment of the Iranian state as an active and central one, for it is certain that any new policy will be followed by Iran against the vital interests of the United States would not be feasible without the consent of the Supreme Leader of Islamic Revolution.
V.: Identification of the mediators and influential actors who can play in building bridges between the new U.S. administration and the inner circle of each of the Supreme Leader and the Iranian president.
VI: To promote exchanges and understanding between the Iranian and American peoples.
Seventh: It must be emphasized that the process of engagement with Iran will be an extended process and subject to many changes, especially on the level inside Iran and the level of its regional neighbors. Therefore, the new administration with a careful handling of crises that may occur in the future, through serious discussions within the United States, as well as dealing with the concerns of its allies in the region.
III: management of nuclear proliferation in the region
And an update on how to deal with Iran, comes the fourth chapter, entitled "Management of the issue of proliferation in the Middle East", prepared by Ross and Gary Samore Riedel.
And stems authors in this chapter of U.S. efforts to prevent Iran's nuclear program had failed, and Iran before it - for reasons purely technical - between two and three years to be able to reach the stage of enrichment, which can produce material for nuclear weapons, and therefore the management of President Barack Obama, the formulation of a new diplomatic approach to prevent Iran from acquiring nuclear capabilities.
This approach - in part - must begin to emphasize the need to hold direct negotiations and unconditional between the two sides on a range of issues of common concern, in addition to the talks by the European powers (France, Germany and Britain) and others from other international powers, especially Russia and China and the United Nations.
To ensure the effectiveness of these negotiations, it is necessary that the United States is seeking to reach agreement with these forces about the obligation to support political and economic sanctions tougher line against Iran, if they refused to bow to the demands of these powers on its nuclear program, this strategy can succeed, United States persuade the regime to the need to curb Iran's nuclear influence.
In the case of the failure of this diplomatic strategy of the new, the United States will face the choice is difficult, it is possible to accept Iran as a country able to acquire nuclear technology, but the United States should try all means to prevent Iran from obtaining nuclear materials that could be used in the manufacture of nuclear weapons.
In case this fails, the United States to deter Iran's nuclear capabilities and to prevent other countries in the region to develop nuclear capabilities, or that the United States decides to launch a military strike against Iranian nuclear facilities, with the latter option are uncertain chances of success in achieving its objectives, and can have many negative impacts on regional stability.
Adding to this dilemma that Israel is a threat to its existence as a result of Iran's possession of nuclear capabilities, but the military option gains, whether by the United States or Israel, it seems that they do not deserve the big losses that will occur in the case done. At the same time, it is without asking this option and strongly on the table, Iran can not offer concessions on its nuclear program, and therefore the administration of President Obama to demonstrate the readiness to use the military option in dealing with Iran if it rejected a diplomatic solution.
In order for the administration will be ready to deal with these difficult choices no matter what, it had to calm discussion, especially with the Gulf countries, on the Iran's possessing nuclear weapons will be of dire consequences, because in such a case will deal arrogantly with its adversaries, and possession of nuclear weapons would spark a regional nuclear arms, which seems to him that none of the Arab countries are not able to enter into it a decade ago.
The authors then argued that American diplomacy is able to create a shared distrust of Iran's possession of nuclear weapons, but will fall into the problem of dealing with the Israeli nuclear arsenal. In the case of the failure of both options, diplomatic or military, the United States will not have choice but to extend its nuclear umbrella to include all or some of the countries of the region in order to deter Iran's nuclear power and the preservation of balance in the region.
IV: The Arabs and Israel .. Search for the Missing Peace
The fifth chapter entitled "Dealing with the Arab-Israeli conflict," and prepared by Stephen Cook and Shibley Telhami.
The starting point of this chapter that after seven years from the cessation of the settlement process, the Arab-Israeli conflict needs to be an important priority for the president's new, what has happened in the last period in the Palestinian territories and Israel made the two-state solution is difficult, at least in the short term.