من يمول داعش والقاعده وحماس والدور القطري التركي المشبوه

مواضيع مفضلة

google-site-verification=D5w-oSMToT0i2p5C9gLSCRSvTOC8w9yn6b38v_QI38Y google.com, pub-6771521127778549 , DIRECT, f08c47fec0942fa0

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

كل الحب وكل الامنيات الطيبه لكل العالم مع الامل من المزيد من المحبه واحترام الراي الحر واختلاف الثقافات مع الاحترام الكامل للاديان وعدم الخوض في ما حرم الله وان نحترم الاخر وان نحاول ان نصحح عيوبه مع الاحترام الكامل للحريه في الوصف والتعبير والتبادل المعلوماتي الله خلقنا من المحبه والواجب ان نرد المحبه بكل الحب في الاحترام الكامل للرسل والانبياء والاديان والتشريع السماوي*All the love and all good wishes to all the world,

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات

من أنا

صورتي
انا الفارس والشاعر والاديب في بلادي وبلادك*** انا يا سيدتي من حارب جلادي وجلادك

جديد المدونه

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

من يمول داعش والقاعده وحماس والدور القطري التركي المشبوه

"حماس كما تريدها إسرائيل.. الجرف الصامد عملية مفتعلة بالاتفاق مع الحركة الهدف منها تركيع "أبو مازن" * اسرائيل ادركت الان أن نتنياهو لا يريد إلا حاكما في غزة هو حكم حماس منفردة، * اسرار مقابله رأيس مخابرات قطر مع ابو بكر وعضوه الموساد في تركيا *من يمول -داعش- ويسدد فاتورتها؟ *لما..بالفيديو .. "الظواهري" يبايع خليفة "داعش"..؟ ويصفه بـ"أمير المؤمنين *داعش يهدد بعقوبات صارمة لمن يتخلف عن تقديم ابنته لجهاد النكاح ورجم كل من ترفض *أنها تقاتل الجيش السوري النظامي أيضا. فاذا كانت من صناعته وصنيعته، كيف تقوم بعمليات قتالية وحشية ضده؟ *جبهات القتال التي تخوضها "داعش"، قد توسعت من مقاتلة "الجيش السوري الرسمي"، الى مقاتلة "الجبهة الاسلامية"، و"جبهة النصرة"، و"أحرار الشام"، و"الجيش السوري الحر"، كلهم في آن واحد، مما يقتضي مزيدا من الانفاق. فمن أين يأتي هذا الانفاق ومن يموله؟ *هما على أرض الواقع، حلفاء الولايات المتحدة وليسوا أعداءها كما يصور الأميركيون؟ *السعودية كانت وراء تأسيس حركة "القاعدة"منذ البداية. و أسستها بالمشاركة مع "أميركا *مقابله رأيس المخابرات القطريه مع "أبو بكر العراقي وراشيل عضوه الموساد *الجرحى من "داعش"، غالبا ما ينقلون الى داخل اسرائيل، وليس لتركيا مثلا، لتلقي العلاج *يرون أن الطريق الى القدس ينبغي أن يمر بدمشق)، فانها (أي داعش) *امتنعوا عن قصف "داعش" الناشطة في "العراق" منذ سنوات، بتنفيذها تفجيرات يومية في المدن العراقية *الدور التركي القزر والثمن لدخوله الي بوابه اوروب علي انقاض امه العرب *يسحبوا مليارات الدولارات نقدا من البنوك، وأن تخزن هذه الأموال بدورها في مغر وآبار وحفر، بغية استخدامها في أعمال المقاومة. فالسلاح وحده لا يكفي للمقاومة، اذ ستكون المقاومة بحاجة الى تمويل نقدي الى جانب الامداد بالسلاح والذخيرة والمتفجرات. * "تركيا"، كانت فعلا تمول مقاتلي "دولة العراق الاسلامية" في السابق، و"داعش" في وقت لاحق، الى التوقف عن تمويلهما ---------------------------- لم تسفر عملية الجرف الصامد التي أعلنتها اسرائيل قبل اسابيع عن اي انتصار حقيقي علي الارض، إذ منيت اسرائيل بخسائر بشرية ومادية لم تشهدها منذ سنوات، هذا علاوة على الضغط الدولي على حكومة بنيامين نتنياهو الذي اصبح ملزما بالجلوس على طاولة المفاوضات وهو ما لم يكن في حسبانه منذ البداية، إذن لماذا بدأ نتنياهو هذه العملية من الاصل وهو يعلم مقدار الخسائر التي سيتكبدها الجيش الاسرائيلي .. و لمصلحة من؟ *حماس بالشكل الذي تريده إسرائيل حقيقة أن اسرائيل ادركت الان أن نتنياهو لا يريد إلا حاكما في غزة هو حكم حماس منفردة، لكن بأي صورة، هو يريدها مكسورة ومستضعفة، حيث يبرر وجودها لنتنياهو رفضه التفاوض مع السلطة الفلسطينية (حكومة محمود عباس)، و هذا ما دلل عليه "بن كاسبيت" الكاتب بصحيفة معاريف أن "رغبة نتنياهو تلك تعود لاعتقاده بانه اذا سقطت حماس فسيحل أبو مازن مكانها، ليصبح الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وعندها سيكون مطالبا بأن يدخل في مفاوضات حقيقية، ويرى نتنياهو أن منع المفاوضات أهم من حسم المعركة مع حماس، وهذه حقيقة معلنة لا ينفيها نتنياهو". من هنا سعت حكومة اسرائيل حثيثة لضرب البنى الاساسية في غزة علاوة علي المساكن والابراج والمناطق السكنية مما أعاد غزة عدة سنوات بل عقود إلى الوراء، كما سعت العملية أيضا الي الاستيلاء على الاراضي بالضفة الغربية عبر الاستيطان في ظل عملية الجرف الصامد، رغم أن تلك الممارسات مخالفة للقانون الدولي، وتخالف القانون الاسرائيلي ومحكمة العدل الاسرائيلية العليا بممارساتها الاستيطانية الداخلية، منتهجة سياسة "دق المسامير اليهودية في المناطق الفلسطينية" لمنع أي احتمال لحل سياسي إلا بشروط تفرضها الحكومة الاسرائيلية بعد اضعاف الوفد الفلسطيني. *الجرف الصامد هدفها انقاذ كل من حماس وإسرائيل ويذكر أن فكرة الانسحاب من الاراضي المحتلة وتفكيك المستوطنات خط احمر، يهدد المس بهذه الحكومة، لذا فالمفاوضات التي انتهت بالفشل بعد تسعة أشهر مثلت ذعرًا اسرائيليًا لأنها تفاوض على خطوط67، مما يعني الانسحاب الى الخط الاخضر وتفكيك المستوطنات بالضفة الغربية، والقدس، وتعالت الأصوات خلال حملة الجرف الصامد بإعادة احتلال غزة وإسقاط حكم حماس فيها، وهو الأمر الذي يتعارض مع المسيرة السلمية وأهدافها بإعلان دولة فلسطينية على حدود 67، لذا كانت عملية الجرف الصامد والتي كانت أسبابها مفتعلة الى حد كبير فلم يعرف الى الان من اختطف المستوطنين الإسرائيليين الاربعة الذين قامت الحرب بسببهم اصلا؛ وهل تحمل الحل للخروج من نفق المفاوضات التي فشل جون كيري فيها ولضرب حكومة الوفاق الفلسطيني في مقتل؟ فعلي الرغم من نقل صحيفة "يديعوت أحرونوت" ردود فعل وزراء المجلس الوزاري المصغر الكابينيت، حول التسريبات الأمنية التي نشرها مراسل القناة الثانية الاسرائيلية "أودي سيغال"، والخاصة بالثمن الذي ستدفعه اسرائيل حيال احتلالها لغزة، واعتبار الوزراء تلك التسريبات مقصودة لإخافة الجمهور من خيار احتلال غزة، وكشفت معاريف عن أن "القيادة العليا في إسرائيل تتحدث عن عدد القتلى المتوقع في صفوف الجيش الاسرائيليين والذي يتراوح بين الـ600 – 800 إذا ما قررت القيادة السياسية اعادة احتلال غزة، أو إسقاط حكم حماس، ناهيك عن عدد القتلى المتوقع بين المدنيين الاسرائيليين، بالإضافة الآلاف من القتلى الفلسطينيين، مما سيسيء بشكل أكبر لصورة إسرائيل، وارتفاع تكلفة الحرب التي ستبلغ 50 مليار شيكل سنويا، علي الرغم من كل ذلك اتخذ نتنياهو قرار الحرب، مما ادي الي تساؤل "شالوم يروشالمي" الكاتب بصحيفة معاريف "هل هؤلاء الساسة الفاسدون معنيون بكل تلك الأمور؟"، مشددا على أن "هؤلاء الفاسدين لا يريدون إسقاط حماس، وانما يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية". *الغزو الاسرائيلي أفضل من السلام ومن جهته نصح رئيس الاستخبارات العسكرية الاسبق "عاموس يادلين" ومدير مركز دراسات الامن القومي الاسرائيلي أن اتخاذ خطوة احادية الجانب افضل من ابرام اتفاق سيئ، *ميناء غزة و ممر أبو مازن ضد المصالح الاسرائيلية وحول مطالب حماس لوقف اطلاق النار، ورأي المحللين الاسرائيليين شأن اقامة ميناء عميق لغزة، فاعتبر اللواء احتياط "اليعيزير ماروم" قائد سلاح البحرية سابقا، بصحيفة "معاريف"، أن الدافع وراء مطلب حماس انشاء ميناء عميق بغزة هو لتأمين تهريب البضائع والأسلحة لها، مشيرا الى ان الميناء سيتحول الى ميناء ايراني – تركي، مما يمس بأمن اسرائيل القومي مباشرة، موضحا انه في حال اقامة ميناء في غزة سيطالب ابو مازن هو الآخر بممر بري حر من المراقبة الاسرائيلية مع الاردن وميناء جوي ايضا، ونصح ماروم بتنمية دولية لميناء العريش، ليكون الميناء المركزي لشمال سيناء وغزة، حيث سيحقق الهدف لغزة، وسيساعد مصر على تعزيز التعاون مع القطاع واسرائيل، ويستمر ميناء غزة كما هو ميناءً للصيد . واعتبر المحللون السياسيون بالإجماع أن فشل المفاوضات الجارية في مصر حول وقف إطلاق النار سيقود حتما الى جر حماس اسرائيل الى حرب استنزاف، وهو الأمر الامر الذي تؤكد القيادة العسكرية على أنه لن يحدث، وان اسرائيل ستوجه ضربات حاسمة لغزة، في اطار سعي اسرائيل لترسيخ حالة الانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية، وقد حرر جهاز الامن العام الاسرائيلي، الشاباك وثيقة تدعي بأن حماس بالضفة الغربية سعت الى القيام بانقلاب على السلطة الفلسطينية ومن ثم السيطرة على السلطة في الضفة ايضا، وتزامن ذلك التسريب مع قيام رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" بزيارة "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" بقطر، لحثه على قبول المبادرة المصرية بوقف اطلاق النار، واكدت وثيقة الشاباك على ان الانقلاب المزعوم كان بالتنسيق بين مشعل بقطر، و"صالح العاروري" القيادي بقطر، إلا أن مساعي تمديد الهدنة لـ24 ساعة --------------------------------------------------- أكبر عملية فرار جماعية من أكثر سجون العراق تحصيناً، خلال صيف العام الماضي، خرج عبرها مئات من أبرز رموز تنظيم القاعدة المسجونين في سجون المالكي، في حين يُعدم نظام العراق حالياً مئات من المسجونين الأقل خطراً، الأمر الذي يُثير أيضاً الكثير من التساؤلات، حول كيف تمت عملية الفرار تلك، من سجون محصّنة، في حين يرفض المالكي تلبية مطالب الحراك الشعبي "السنّي" المطالب بإطلاق سراح بعض المسجونين الأقل خطورة، ليُعدمهم لاحقاً مثيراً الكثير من الحساسية الطائفية في البلاد. ------------------------------- أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي السؤال الرابع والسبعون: ما هي الاحتمالات الأكثر ترجيحا حول من يمول "داعش" ويسدد فاتورتها؟ كشفت قناة "العربية" في برنامج لها بثته في 15 شباط 2014، أسماء بعض قيادات "داعش" وخاصة عن اسم كبير قادتها أي أميرها وهو "عواد ابراهيم عواد القريشي الحسيني" المعروف باسم "أبو بكر البغدادي". وكان "أبو بكر" امام وخطيب جامع "القبيسي" في بغداد، وأستاذ جامعي حاصل على الدكتوراة في العلوم الاسلامية. كما كشفت القناة أسماء عدد آخر من قيادات "داعش". ولكن ما ظل مجهولا هو من يمول "داعش". فعملياتها الكثيرة على جبهتي العراق وسوريا، تتكلف الكثير من الأموال، سواء كانت تلك العمليات داخل العراق بالتفجير اليومي للسيارات، والقتال في "الرمادي"، وفي "الفالوجة"، وفي صحراء "الأنبار"، اضافة الى قتالها المتواصل منذ سنتين ضد الجيش السوري النظامي، وأخيرا ضد "الجبهة الاسلامية" و"أحرار الشام" و"الجيش السوري الحر". فهذه العمليات مجتمعة، لا تقتضي انفاق ملايين الدولارات فحسب، بل المليارات منها. فمن يسدد هذه الفاتورة الكبيرة. كانت "داعش" بقياداتها المتعددة وأبرزهم أميرها "أبو بكر العراقي"، تشكل الى وقت قريب، نجمة تدور في فلك "أيمن الظواهري"، زعيم القاعدة الذي خلف "اسامة بن لادن" بعد مصرعه. وكان من المتوقع عندئذ أن تكون القيادة الأم في القاعدة، هي التي تمول "داعش". ولكن بعد أن أصدر "الظواهري" أمره بفك الارتباط بين منظمة "دولة العراق الاسلامية" و"جبهة النصرة"، طالبا تخصص الأولى بالشأن العراقي، وانفراد الثانية بالشأن السوري، ورفض أمير "دولة العراق الاسلامية" ذلك ماضيا في القتال في "سوريا" اضافة الى القتال في "العراق"، قرر "الظواهري" التوقف عن الاعتراف ب"داعش" كمنظمة تابعة للقاعدة الأم، مما عنى التوقف عن تسديد فواتيرها المتعلقة بشراء السلاح والتموين، او دفع مستحقات المقاتلين. ولذا بات من الضروري التساؤل عمن يدفع فواتير "داعش" اذن، وخصوصا بعد أن تخلت القاعدة الأم عنها؟ . وكان من أبرز أمثلتها، تسليحها الاسلاميين المتشددين لمقاتلة السوفيات في "افغانستان"، واذا بأولئك المقاتلين يناصبون العداء لأميركا، بمجرد خروج السوفيات من "أفغانستان". وكان المثال الثاني تبنيها ل"لخميني" كخليفة لحليفها السابق "شاه ايران"، باعتبار أن آية الله "خميني" الاسلامي الاتجاه، سينجح في الحد من تنامي الفكر اليساري في ايران، اضافة الى امكانية مشاغلته السوفيات في عمليات قتالية ضدهم عبر الحدود المشتركة بين "ايران" و"الاتحاد السوفياتي". ولكن الخميني بمجرد أن استتب الأمر له، قلب للولايات المتحدة ظهر المجن، وأسماها "الشيطان الأكبر -------------- ** -------------- * * ------------ و"الكويت" قد تكون صاحبة مصلحة في ايجاد وتمويل "دولة العراق الاسلامية". بل وقد تبدو صاحبة المصلحة الأكبر في ذلك، بهدف ابقاء العراق منشغلا بالاضطراب الداخلي، فلا يفكر مرة أخرى في المطالبة باستعادة "الكويت" للعراق والتي تمت المطالبة بها في العهد الملكي، ثم في العهد الجمهوري برئاسة "عبد الكريم قاسم"، وفي عهود أخرى آخرها عهد الرئيس الراحل "صدام حسين" الذي قام فعلا باحتلالها. ولكن اذا توقفت "الكويت" فعلا عن التمويل، مفترضين أنها قد مولت في السابق، فمن هو المستمر في تمويلها في شكلها الجديد "كداعش"، مع أن "أبو بكر العراقي وجبهات القتال التي تخوضها "داعش"، قد توسعت من مقاتلة "الجيش السوري الرسمي"، الى مقاتلة "الجبهة الاسلامية"، و"جبهة النصرة"، و"أحرار الشام"، و"الجيش السوري الحر"، كلهم في آن واحد، مما يقتضي مزيدا من الانفاق. فمن أين يأتي هذا الانفاق ومن يموله؟ والاحتمال الثاني هو أن تكون السعودية عن طريق رجال اعمال متشددين دينيا هي الممول "لداعش". وقد يكون هذا الأمر منطقيا، لكون السعودية كانت وراء تأسيس حركة "القاعدة" منذ البداية. وقد أسستها عندئذ، بالمشاركة مع "أميركا" على أنها تجمع اسلامي متشدد، هدفه طرد السوفبات الملحدين من الأراضي الأفغانية. حيث قام الأمير "بندر بن سلطان"، الذي كان سفير السعودية لدى الولايات المتحدة عندما احتل السوفيات "أفغانستان"، باقناع الأميركيين أن أفضل وسيلة لمحاربة القوات السوفياتية الشيوعية الملحدة، هو بتشكيل طوابير من المقاتلين ذوي الاتجاه الاسلامي المتشدد الرافض للالحاد الشيوعي، لمقاتلة السوفيات على أساس الرفض الديني الاسلامي لتواجد الالحاد في بلاد اسلامية. وعلى هذا الأساس، قام "بريجنسكي" مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس "كارتر"، بتسليح أولئك المقاتلين، ناقلا السلاح اليهم على ظهور البغال التي اشتراها من قبرص ومواقع أخرى. واذا كانت "السعودية" قد مولت الحملة في "افغانستان"، فلا أحد يعلم اذا كانت قد توقفت عن تمويلها، عندما خرجت عن الطوع الأميركي، واستقلت بقرارها مشكلة منظمة "القاعدة". واذا افترضنا جدلا أنها قد استمرت في تمويلها لفترة معينة، فان المنطق يستدعي توقفها عن ذلك، بعد أن انتقلت "القاعدة" من مرحلة الخروج عن الطوع الأميركي، الى مرحلة محاربة المصالح الأميركية بتفجيرها سفاراتها في بعض المواقع،وأبرزها السفارة الأميركية في "نيروبي"، وبتفجيرها الأبراج في نيويورك، كما ادعى الأميركيون واذا كان هذا الوضع بالنسبة "للقاعدة" - المنظمة الأم، فهل من المعقول أنها قد مولت (الفرع) "داعش" المنتمية آنئذ للقاعدة؟ هناك احتمال بأن تكون قد فعلت ذلك متعمدة، لغاية تشجيع "داعش" على مقاتلة الجيش السوري الرسمي، الأمر المتناغم مع المصلحة الأميركية أيضا رغم عداء الأميركيين "للقاعدة". فاذا كانت السعودية تمول "داعش" ثم توقفت، فمن يمولها اذن؟ وكيف تستمر"داعش" في القتال سواء في القطر العراقي او في القطر السوري مع توقف التمويل السعودي. فمن يدفع فاتورتها اذن؟ هل من يمولها هي "لولايات المتحدة الأميركية" كاحتمال ثالث؟ وهل يصح الادعاء بأن "القاعدة"، وربيبتها "داعش"، هما على أرض الواقع، حلفاء الولايات المتحدة وليسوا أعداءها كما يصور الأميركيون؟ فهل "القاعدة" ومن تفرع عنها "كداعش" اللذين كانا في الأساس من صناعة الولايات المتحدة بالتعاون مع السعودية، قد باتتا أيضا صنيعتها؟ ويعزز الاحتمال بأن "داعش" - على الأقل- هي صنيعة "الولايات المتحدة"، كون الأميركيين الذين يغرقون في استخدام طائرات "الأندرود" بدون طيار في قصف مواقع القاعدة في اليمن، وفي الصومال، وفي باكستان، قد امتنعوا عن قصف "داعش" الناشطة في "العراق" منذ سنوات، بتنفيذها تفجيرات يومية في المدن العراقية. فقد كان بوسع الأميركيين عبر أقمارهم الصناعية، أن يكتشفوا بعض مواقع "داعش" هناك، ويقصفونها بصواريخ طائراتهم، سعيا منهم للحد من تنامي منظمة "داعش" المسماة عندئذ ب "دولة العراق الاسلامية" والتي كانت عندئذ منتمية "للقاعدة". وهذا استدعى البعض للتساؤل ان كان يوجد في مفهوم الولايات المتحدة، قاعدة شريفة ك "داعش" في العراق، وقاعدة شريرة كالقاعدة في اليمن وفي الجبال الباكستانية المحاذية لأفغانستان حيث يتواجد رجال طالبان أفغانستان. فتلك فقط هي مواقع القاعدة الشريرة التي تقصفها الولايات المتحدة بين ليلة وضحاها. فقد يمكن تفهم امتناع "الولايات المتحدة" عن قصف مواقع "داعش" في العراق، لأسباب اقتضتها الاستراتيجية الأميركية سعيا لابقاء حكومة "المالكي"، المباركة من "ايران"، منشغلة في حربها ضد "داعش"، كوسيلة تحذير لها بعدم تطوير علاقاتها مع "ايران" الى مستوى أعلى ربما يؤدي، في نهاية الأمر، الى تواجد قوات ايرانية في بغداد. فاذا لم يكن الأميركيون هم من يمولون "داعش"، فمن يمولها اذن، ومن يدفع فاتورتها؟ هل هي "ايران"، بغية استخدام "دولة العراق الاسلامية" كورقة ضغط على "العراق" تضطره في نهاية المطاف لاستدعاء قوات ايرانية الى "بغداد" لمساعدة "المالكي" في السيطرة على الوضع المستعصي عليه؟ ولكن اذا كان ذلك مفهوما ومقبولا في تبرير تقديم المال والسلاح لتمويل عمليات "دولة العراق الاسلامية" في "بغداد" بغية اضعاف الحكومة العراقية، فانه لم يعد مقبولا بعد ان نقلت تلك المنظمة عملياتها الى داخل القطر لسوري، وأخذت تقاتل بوحشية تامة لم يشهدها العالم منذ زمن "المغول"، ضد الجيش السوري، وضد حزب الله، حليفا ايران، بل وربما ضد "الباسدران" – حرس الثورة الايرانية أنفسهم، ان صح الادعاء بوجود مقاتلين من "الباسدران" الايرانيين في سوريا. وهكذا يقود التحليل المنطقي تدريجيا الى استبعاد ايران، بعد استبعاد الكويت، والسعودية، والولايات المتحدة، من كون أي منها هي الممولة ودافعة فواتير "داعش" في "سوريا" و"العراق"، مما يبقي على جدول الاحتمالات : قطر، تركيا، سوريا، جمعيات الاغاثة الاسلامية، اسرائيل، وانصار الرئيس الراحل "صدام حسين". وتبدو "قطر" الأصغر حجما بين الدول المشاركة في طاحونة الحرب وأرجوحة الاحتمالات، هي الدولة الأقوى ترجيحا في تبني "داعش" ولو بشكل غير مباشر. ف"قطر" التي لا يزيد عدد مواطنيها الأصليين على مائتين الى ثلاثمائة آلاف مواطن قطري، هي الدولة التي تنطوي على الاحتمال الأكبر في تمويل "داعش"، وذلك لتمكينها من توفير القدرة لنفسها على لعب الدور الكبير الذي ترغب في ممارسته على الساحة السورية، بل والعربية أيضا. صحيح أنها تستخدم ثروتها الكبيرة في تمويل العصيان في "سوريا" بالمشاركة مع "السعودية"، الا أن العنصر المالي وحده ليس كافيا ليجعل دورها على الساحة السورية دورا فاعلا وناجحا ومؤثرا في تقرير مستقبل "سوريا".ولكن هل تاتي المساعده لها من الموساد..... ولكن هذا التفسير القائل بأن "قطر" هي الممول الاوحد ل"داعش"، قد يبدو مقبولا في بداية الأمر. أما بعد تمرد "داعش" على كل شيء، وتوجهها لمقاتلة "الجبهة الاسلامية" التي تدين بالولاء للسعودية، الحليفة الأكبر ل"قطر"، بات من غير المعقول أن تثابر "قطر" على تمويل "داعش" وحده فاذا رجحت تلك الاستنتاجات بأن "قطر" ربما تكون قد توقفت عن تمويل "داعش"، يبقى التساؤل قائما حول من يمولها اذن ويدفع فاتورتها؟ هل تركيا هي الاحتمال الآخر؟ يفترض من حيث المبدأ، أن يكون الدور التركي قد اقتصر على فتح الحدود التركية السورية وتسهيل مرور السلاح والمقاتلين الى الداخل السوري. ولكن اذا توقف القتال لسبب من الأسباب، نتيجة مؤتمر دولي أو وساطة دولية، فان الدور التركي في حالة كهذه، سوف ينكمش أو ينقضي، ولن يعود ضروريا او فاعلا. ومن هنا ربما وجدت "تركيا"، أنه لا بد أن يكون لها تواجد قوي على الأرض السورية، من أجل ابقاء دورها فاعلا في أي تسوية سياسية، خصوصا وأن تأثيرها السابق بفتح حدودها على مصراعيها، وخصوصا ان تركيا تريد الدخول الي اوروبا من باب انقاض الوطن العربي وتصبح هي الخليفه علي الانقاض فقد ثبت مساعده الموساد لاردوغان في الانتخابات الاخيره وقد فاز بها ربما لن يعود ضروريا أو مفيدا للطرف الداعم للعصيان، اذا ما توقف القتال لسبب من الأسباب. ومن هنا، ربما تكون الدولة التركية، قد سعت لايجاد قوات مسلحة مقاتلة تابعة لها على الأراضي السورية، كما يفترض أن "قطر" قد فعلت، ولنفس الأسباب. وبما أنها عاجزة عن ادخال قوات تركية الى الأراضي السورية بشكل علني ومفضوح، لما قد يجره ذلك من تبعات دولية، بظهور تركيا رسميا بمظهر الدولة الغازية والمعتدية، فقد لجأت الى استقدام مقاتلين من الخارج لا ينتمون الى دولة معينة. فهم في غالبيتهم من المرتزقة، تماما كما فعلت "قطر" في هذا الشأن. ولا يستبعد أن يكون قد جاء بينهم العديد من مقاتلي "القاعدة" الذين كونوا تشكيلة "داعش"، واضطرت تركيا رغم الصبغة "القاعدية" لبعضهم، أن تمضي قدما في تمويلهم، خصوصا وأنها قد وجدت بأن "داعش" تخدم المسعى لاثارة الرعب في قلوب المواطنين المدنيين السوريين بما فعلته من أعمال وحشية وقتل على الهوية، واعدام للأسرى العسكريين. فهذا كله، بما يشكله من حرب نفسية، كان في اعتقادهم سوف يعجل بفرار جنود الجيش السوري من وحداتهم، ويعجل بالتالي في سقوط النظام السوري. ". كل ما في الأمر، أن "داعش" قد ذهبت بعيدا في وحشيتها، فخاضت من ناحية، معارك وتفجيرات بمحاذاة الحدود التركية، بل وقصفت أحيانا بعض الأراضي التركية، اضافة الى خوضها معارك مع "الجبهة الاسلامية"، و"أحرار الشام"، و"الجيش السوري الحر"، أو ما تبقى منه، وهؤلاء كلهم ينضوون تحت لواء وحماية وتمويل "السعودية"، التي باتت الحليف الأكبر ل"تركيا" في المعركة من أجل اسقاط النظام السوري. ومما زاد في المخاوف التركية، أن رجال أمنها قد ضبطوا بعض مقاتلي "داعش" يتجولون داخل بعض المدن التركية، كما ضبطوا شاحنات ممتلئة بالأسلحة لم يعلن ل"تركيا" عن تواجدها، مما اثار مخاوف الأتراك بأن "داعش" الطموحة لانشاء امارات اسلامية في المنطقة، ربما تعمل سرا على تشكيل خلايا نائمة داخل "تركيا" قد تفيد "داعش" في مخططات لاحقة. وهذا كله بطبيعة الحال، اضافة الى تطورات سياسية داخلية تركية وكردية، اضطر "تركيا"، ان كانت فعلا تمول مقاتلي "دولة العراق الاسلامية" في السابق، و"داعش" في وقت لاحق، الى التوقف عن تمويلهما. فاذا كانت تركيا قد توقفت عن تمويل "داعش"، فمن يمولها اذن، ومن يدفع فاتورتها الكبيرة؟ هل هي حقا "سوريا"،كما تدعي المعارضة السورية؟ رددت المعارضة السورية كثيرا ما مفاده أن الحكومة السورية قد أطلقت العديد من المساجين المنتمين للقاعدة، وزودتهم بالمال والسلاح، مع تكليفهم بمهمة واحدة، هي أن يعيثوا فسادا عبر ارتكاب أعمال وحشية، بل فيها مغالاة في الوحشية، بغية اثارة الرعب في قلب العالم الأوروبي والأميركي من خطر الارهاب، وتقديمه للعالم على أنه الخطر الأكبر، والقوة الوحيدة المؤهلة لتولي زمام الأمور في "سوريا" اذا سقط النظام السوري. وكان الهدف السوري من ذلك، كما تقول المعارضة السورية، السعي للحصول على تأييد أميركا والدول الغربية، في وجوب التعامل مع الارهاب والارهابيين قبل كل شيء، مع التخلي عن مشروعهم لاسقاط النظام السوري، باعتبار أن خطر الارهابيين ممثلا ب"داعش"، بات هو الخطر الملح والأكثر مداهمة على كل شيء آخر. ولكن الذين نشروا هذا الادعاء، فاتتهم عدة أمور: 1) أن عدد المساجين السوريين المطلق سراحهم، لا يمكن أن يكون بهذا العدد الضخم من المقاتلين الذي تضمه منظمة "داعش". فعدد المساجين قد يكون بالمئات، وفي أسوأ الحالات بالآلاف. ولكن ليس من المعقول أن يبلغ عددهم عشرات الآلاف، حيث تتحدث الأرقام عن وجود أربعين الى خمسين الفا يقاتلون ضمن "داعش" السورية. 2) "داعش" تضم مقاتلين من الشيشان، ومن افريقيا، ومن الصومال، واليمن، وباكستان ودول أخرى عديدة. فهل كان في سجون سوريا هذا العدد من المساجين غير السوريين لتطلقهم الحكومة السورية بغية انضمامهم لحركة داعش ذات التبعية السورية؟ 3) صحيح بأن "داعش" تقوم حاليا، بين الفترة والأخرى، بمقاتلة السلفيين، وأحرار الشام، والجيش السوري الحر. وقد يدعي البعض بأنها لكونها من صناعة "سوريا" وصنيعتها، تقاتلهم نيابة عن الحكومة السورية. لكن البعض ينسى أمرين هامين: أ) أنها تقاتل الجيش السوري النظامي أيضا. فاذا كانت من صناعته وصنيعته، كيف تقوم بعمليات قتالية وحشية ضده؟ ب) أن "داعش" قد ارتكبت أعمالا وحشية كبرى ضد الجيش السوري والشعب السوري. فقد قتلت أكثر من مائة وخمسين مواطنا سوريا في مدينة (عدرا) العمالية. وقد قتلتهم على الهوية كما كان يحدث في لبنان في الحرب الأهلية هناك، اذ قتلت كل من كان مسيحيا، أوكرديا، أودرزيا، أوعلويا. ج) كما قتلت المئات من النساء والرجال والأطفال العلويين في ثمان قرى علوية في ريف اللاذقية لدى اجتياحها تلك القرى في مسعى منها للوصول الى ميناء "اللاذقية"، بغية تأمين مدخل بحري لأسلحتها ورجالها، يغنيهم عن الاعتماد على الحدود التركية كوسيلة وحيدة للدخول الى "سوريا". د) أن "داعش" قد أعدمت بدم بارد وأمام الكاميرات، عددا من الجنود السوريين، بغية بث الذعر في قلوب بقية الجنود السوريين. وقد فعلت ذلك في مخالفة واضحة منها لاتفاقية "جنيف الرابعة" الخاصة بكيفية التعامل مع الأسرى من الجنود والمدنيين. 4) أن "داعش" كانت موجودة في "العراق"، باسم آخر، قبل اشتعال العصيان في "سوريا"، وكانت عندئذ تقتل الكثير من العراقيين من خلال عمليات تفجير السيارات والانتحاريين. فكيف يمكن بعد ذلك التنسيق مع من يقاتلون ضد الحكومة العراقية، الصديقة الودود لسوريا؟ كيف؟ وهكذا يبدو تدريجيا ضرورة استبعاد الاحتمال بكون الحكومة السورية هي من تمول وتسلح "داعش" وتدفع فاتورتها. فاذا لم تكن "سوريا" هي التي تسدد فاتورة "داعش"، فمن يبقي بعد ذلك على جدول الممولين المحتملين ودافعي كلفة فاتورة "داعش" الكبيرة. لم يبق الا "جمعيات الاغاثة الاسلامية" و"اسرائيل" وأنصار "صدام حسين"، الرئيس الراحل. ويفترض أن تقتصر مهمات جمعيات الاغاثة الاسلامية التي تجمع أموالها من تبرعات الاسلاميين ومن بعض أموال الزكاة، أن تقتصر مهمتها على نشر الدين الاسلامي، والمساهمة في الأعمال الانسانية في حالة وقوع الكوارث كالزلازل والفيضانات بل والحروب أيضا التي تؤدي الى ظهور قضايا اللاجئين عادة. ولكن مهمتها في الأساس هي اغاثة من تضرروا من الحروب وليس المساهمة في اشعال الحروب. وتردد في بعض الأحيان أن "جمعيات الاغاثة الاسلامية" ربما مولت، أو ما زالت تمول بعض نشاطات منظمة القاعدة ومنظمات اسلامية أخرى التي قد تكون "داعش" من بينها. ويعزز هذا الاحتمال، ما كشفته الحكومة التركية قبل بضعة أسابيع من كون تلك المنظمات، تحت ستار ارسال الاغاثة الى مناطق القتال، كانت تقوم بتهريب بعض المقاتلين الى الداخل السوريضمن قفواقفل الاغاثة التي ترسيلها الى سوريا. ولكن اذا كان ذلك صحيحا ولو الى حد ما، فان تلك الجمعيات لن تكون قادرة على المضي في تمويل حركات قتالية بشكل واسع، لكونها جمعيات خاضعة لمراقبة دولية، ولمراقبة الدول التي تقيم على أراضيها بفروعها المتعددة والمنتشرة في عدة بلدان اسلامية. كما أنها تتلقى الكثير من التبرعات من دول الخليج الثرية وأبرزها السعودية وقطر والامارات والكويت. وبعض هذه الدول كالسعودية وقطر، لا بد أن تضغط لوقف تمويل كهذا، لو تبين أن الجمعيات تمول بعض نشاطات "داعش"، خصوصا بعد شروع مقاتلي تلك المنظمة، بخوض المعارك ضد الجبهة الاسلامية والمقاتلين الآخرين المدعومين من السعودية وغيرها من دول الخليج. ومن هنا يرجح أنه اذا وجد فعلا تمويل من جمعيات الاغاثة الاسلامية، فهو محدود وغير قادر على الاستمرار طويلا. ومن هنا يطرح التساؤل مرة أخرى: من يمول "داعش" اذن؟ هل هي "اسرائيل" أم الجماعات المؤيدة للرئيس الراحل "صدام حسين"؟ كنت قد ذكرت أنني سأتعرض لاسرائيل قبل التعرض لمناصري "صدام حسين" كممولين محتملين ل"داعش". ولكني بت أفضل الآن أن أتعرض لاحتمال كون أنصار "صدام حسين" كممولين محتملين، قبل التعرض لاسرائيل كممولة لها. ففي عام 1999 لدى زيارتي الأخيرة ل"بغداد"، جاءني في اليوم الأخير لزيارتي تلك (وكانت زيارة قصيرة لم تستغرقني الا يومين)، أخ عراقي منتدبا من الأستاذ "طارق عزيز" (أبو زياد) نائب رئيس الوزراء العراقي آنئذ، ليبلغني بأن الأستاذ "طارق" قد علم بوجودي في بغداد، وهو يرغب في لقائي يوم غد ليدردش معي حول أي تطور في رؤيتي الاستراتيجية بخصوص مستقبل "العراق". وكان الأستاذ "طارق عزيز"، القابع الآن في السجن رغم مرضه وكبر سنه، قد اطلع من قبل على مخطوطة كتابي بعنوان "استراتيجية نهاية المطاف"، وأبدى اعجابه بالتحليل الاستراتيجي الذي أوردته حول ما يجري في "العراق"، والمستقبل المنتظر لذاك البلد الخاضع في ذلك الوقت لقرار مجلس الأمن رقم 687 الذي فرض على العراق استقبال لجان تفتيش دورية تبحث عن نشاطات "العراق" النووية والكيماوية والبيولوجية والصاروخية. وكان بعد قراءته للكتاب ، قد دعاني في مرتين أو ثلاثة الى مكتبه، للاطلاع مني على ما تطور من اجتهاد لدي في رؤيتي حول ما هو متوقع للعراق مستقبلا من قبل الأميركيين. والواقع أن طلبه الأخير للالتقاء بي، والذي جاء به مندوبه، كان محرجا لي لأنني كنت قد أعددت العدة لمغادرة "بغداد" برا مع الفجر، نظرا لوجود ارتباطات ضرورية لي في "عمان". وهكذا حاولت الاعتذار للشخص المنتدب، الذي كرر علي بأن "أبو زياد" قد أكد عليه ضرورة الالتقاء يوم غد، وهو قد حدد يوم غد وليس اليوم، نظرا لالتزامه المسبق بارتباطات ضرورية. وكنت أقدر أسباب الاصرار على اللقاء، وهو كون "طارق عزيز" كان من يرسم، بالاشتراك مع الرئيس الراحل "صدام حسين"، استراتيجية العراق المستقبلية. وهو لذك يريد أن يطلع مني، ولو من باب الاستنارة فحسب، على رأي آخر، كاحتمال وجود تطور جديد في رؤيتي حول المستقبل الاستراتيجي للعراق. ولكنني اضطررت للاعتذار مرة أخرى، مستدركا بأنني قد كتبت فصلا اضافيا سوف الحقه بالكتاب، وهذا الفصل يورد آخر ما رأيته من احتمالات تنتظر العراق مستقبلا. واقترحت أن أقدم "لأبي زياد" "فوتوكوبي" من ذاك الفصل، مؤكدا بأن الأستاذ "طارق" سيجد فيه الاجابة الكافية لما كان يتوقع سماعه مني. واتفقنا على ذلك بعد أن تأكد للمندوب أنه لا مفر منه. فذهبنا الى احدى المكتبات، واستنسخت له نسخة من ذاك الفصل الجديد في كتابي: "استراتيجية نهاية المطاف" والذي كان يدعو، كما أوضحت سابقا، الى وجوب دراسة أية استراتيجية في نهاية مطافها وتفاعلاتها بما قد تحمله من تطورات، وليس فحسب على ضوء الأثر المباشر المتوقع لها. وذهبت بعد ذلك الى "وزارة الاعلام"، ووضعت ختم الوزارة على أوراق ذاك الفصل الذي وضعته في مغلف كاكي، بغية تسهيل مروره عبر الحدود العراقية، اذ تخوفت أن يثير مضمون الفصل، متاعب لي مع الأمن العراقي الذي يفتح كل شيء ويقرأ كل شيء في مرحلة التفتيش الحدودي. والغريب في الأمر، أن هذا المغلف الذي بقي على مكتبي في "عمان" لعدة شهور بانتظار توفر المبلغ اللازم لطباعة الكتاب ونشره، قد اختفي فجأة من مكتبي بطريقة غامضة. وكنت في هذا الفصل قد رجحت فيه منذ عام 1999، تصميم الولايات المتحدة على غزو العراق في وقت قريب. كما قدرت أن العراق مهما بلغت قواته وتنظيماته العسكرية، لن يستطيع الصمود في وجه دولة كبرى كالولايات المتحدة، بقواتها الكبيرة وطائراتها ودباباتها وصواريخها وأقمارها الصناعية، اذ أنها سوف تستطيع السيطرة على كامل الأراضي العراقية بما فيها بغداد, ولن يبقى أمام العراقيين الا النزول تحت الأرض، والمقاومة بأساليب مختلفة بغية الحاق أكبر قدر من الضرر بالمحتل. ولكن تحقيق ذلك لن يكون ممكنا للعراقيين، اذا لم تتخذ اجراءات احتياطية مسبقة، بحيث تدفن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات في عدة مغر وآبار وحفر، لاستخدامها لدى الشروع بالمقاومة. وبما أن البنوك سوف تقفل، وسوف يوضع حجر فوري على ما تبقى من أموال في البنوك العراقية والأجنبية، فانه يتوجب على العراقيين أن يسحبوا مليارات الدولارات نقدا من البنوك، وأن تخزن هذه الأموال بدورها في مغر وآبار وحفر، بغية استخدامها في أعمال المقاومة. فالسلاح وحده لا يكفي للمقاومة، اذ ستكون المقاومة بحاجة الى تمويل نقدي الى جانب الامداد بالسلاح والذخيرة والمتفجرات. وبالفعل، كما توقعت، قام الرئيس جورج بوش الابن في عام 2003، بغزو العراق متذرعا بأسباب واهية، واحتلت قواته كامل الأراضي العراقية بما فيها "بغداد". وهنا بدأت مقاومة عراقية شرسة استمرت عدة سنوات. وساهم فيها، اضافة الى أعضاء من"حزب البعث، بعض أنصار الامام الصدر. اذ شرع أعضاء "حزب البعث" آنئذ، بمشاركة مواطنين عراقيين آخرين، بمقاومة الاحتلال الأميركي وذلك تحت مسميات مختلفة منها: "الجيش الاسلامي" في العراق، و"جيش المجاهدين"، و"كتائب ثورة العشرين"، و"الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية". وقد اتخذت المقاومة أسماء وشعارات اسلامية، ربما سعيا للحصول على تأييد شريحة أكبر من الشعب العراقي. ومع ذلك، فان مجموعة معينة منهم، حافظت على هوية الحزب وشعاراته، وتلك هي "جيش الطريقة النقشبندية" التابعة "لعزت ابراهيم الدوري"، نائب الرئيس "صدام"، والمعروف باتباعه للطريقة "النقشبندية" الصوفية، علما أن "عزت ابراهيم" كان من أبرز القيادات العراقية التي عجزت سلطات الاحتلال عن اعتقالها، ويرجح أنه بات يقيم بعد فراره من العراق، في مكان مجهول يرجح أنه خارج القطر، ومن مخبئه ذاك، يدير عمليات المقاومة ضد الأميركيين، وبعدهم ضد حكومة "المالكي"، باعتباره رئيس الجمهورية العراقية الشرعي كما يقول على صفحته الأليكترونية. ولكن تلك المقاومة توقفت فجأة بعد بضع سنوات، خصوصا وأن الحكومة العراقية التي شكلها الاحتلال، قد أصدرت قانونا بمحاربة "حزب البعث" واجتثاثه. فكانت تعتقل كل من انتمى الى الحزب، أو كان على علاقة ولو واهية بأعضائه، مما شل الحزب عن العمل لفترة طويلة. ولكن بعد انسحاب المحتل الأميركي من الأراضي العراقية في عام 2011، عادت المقاومة الى الظهور بكثافة باسم "دولة العراق الاسلامية" التي تحول اسمها فيما الى "داعش" كما سبق وذكرت. وكان تنظيم "دولة العراق الاسلامية" قد تأسس في عام 2006 من مجموعة من المقاومين برايات اسلامية، مع تلقيه الدعم، وربما التعاون بينه وبين جيش الطريقة "النقشبندية" التابع "لعزت ابراهيم الدوري". وأعلن تنظيم "دولة العراق الاسلامية"، المشابه في تنظيمه لتنظيم القاعدة (التي انتمى اليها في حينه)، والمشابه أيضا للقاعدة في قسم الولاء لأميرها، عن أهدافه التي تضمنت تأسيس امارة اسلامية في "الأنبار"، وفي محافظا

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف