حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ
لو كنت من أهـل القتال قتلتك ***ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ
من الاشعار التي القاها في زوجته عليها السلام
قال عند قبرها :
ما لي وقفتُ على قبورِ مُسلِّماً ... قبرَ الحبيب فلمْ يرُدّ جوابي
أحبيبُ ! ما لك لا تردُّ جوابنا ... أنسيتَ بعدي خُلَّةَ الأحباب
فسمع هاتفا يقول له :
قال الحبيبُ وكيفَ لي بجوابِكُمْ ... وأنا رهينُ جنادلٍ وترابِ
أكل التُّرابُ محاسني فنسيتكُمْ ... وحُجبتُ عن أهلي وعن أصحابي
فعليكمُ منّي السلامُ تقطعتْ ... منّي ومنكُم خلَّةَ الأحبابِ
وله عليه السلام :
فرضٌ على النّاس أن يتوبوا ... لكنَّ تركَ الذُّنوب أوحبُ
والدّهر في صرفةٍ عجيبٌ ... وغفلةُ النّاسِ فيه أعجبُ
والصّبرُ في النّائياتِ صعبٌ ... لكنَّ فوْتَ الثَّواب أصعبُ
وكلُّ ما يُرتَجى قريبٌ ... والموتُ من كلِّ ذاك أقربُ
وله عليه السلام :
ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمسِ الذّاهبِ ... والنّاسُ بين مُخاتلٍ ومواربِ
يُفشونَ بينهم المودّة والصّفا ... وقلوبهم محشوَّةٌ بعقاربِ
وقال عليه السلام :
كُنّا كزوجٍ حمامةٍ في أيكةٍ ... متمتعينَ بصحةٍ وشبابِ
دخلّ الزّمانُ وفرّق بيننا ... إن الزمانَ مفرِّقُ الأحبابِ
وقال عند قبل فاطمه عليها السلام :
حبيبُ ليس يُعدُله حبيبُ ... وما لسواه في قلبي نصيبُ
حبيبٌ غاب عن عيني وجسمي ... وعن قلبي حبيبي لا يغيبُ
وقال عليه السلام :
شيئان لو بكتِ الدّماء عليهما ... عيناي َ حتّى تؤذيا بذهابِ
لم يبلُغِ المِعشارَ من حقَيْهما ... فقد الشّبابِ وفُرقةُ الأحبابِ
و قال ايضا ..
حبيب ليس بعدك لي حبيب ** و ما لسواه في قلبي نصيب
حبيب غاب عن عيني و جسمي ** و عن قلبي حبيبي لا يغيب
في الديّوان المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب أنه أنشد بعد وفاة فاطمة(عليها السلام)
ألا هــل إلى طــول الـحـيـاة ســبـيـــلٌ وأنـــى هـــذا الـــموت لـــيس يــحولُ
وإنـــي وإن أصــبحت بـالموت موقناً فـــلي أمــلٌ مـــن دون ذاك طـــويـــلٌ
وللــدهـر ألــــوانٌ تـــروح وتـغـــتدي وإنّ نفـــوســـاً بـــيـــنهـــن تـــسيـــلُ
ومــنــزل حــــقٍ لا مـــعــرّج دونـــــه لكلِّ امـــرئ مـــنـــهـــا إلـــيـــه سبيلُ
قــــطعـــت بـأيـــام الـــتــعـــزر ذكـره وكـــلُّ عـــزيـــز مـــــا هـــنـــاك ذلــيلُ
أرى عــلـــل الـــدنيـــا عـــليَّ كــثيرةً وصــــاحـبـــها حــتَّى الـــممات عليلُ
وإنـــي لمـــشتـــاق إلـــى من أحبـــه فـــهل لـــي إلى من قد هويت سبيل؟
وإنـــي وإن شطّـــت بــي الدّار نازحاً وقد مـــات قـــبلي بـــالفراق جـــمـيلُ
فقد قال في الأمثال في الـــبين قـــائلٌ أضــــرَّ بـــه يـــوم الـــفراق قـــليـــلُ
لـكلِّ اجـــتماعٍ مــن خـــليلين فرقـــة وكـــلُّ الـــذي دون الـــفـــراق رحـيلُ
وإن افـــتقـــادي فـــاطماً بـــعد أحـمدٍ دلــــيـــلٌ عـــلـــى أن لا يـــدوم خـليلُ
ٌوكـــيف هناك العيش من بـعد فقدهم لـــعـــمـــرك شـــيءٌ مـــا إليه سـبيلُ
سيُعرضُ عن ذكري وتُنســى مودتّي ويـــظهر بـــعدي للـــخلـــيل عـــديـــلُ
ولـيس خليلـــي بالـــملول ولا الـــذي إذا غـــبـــت يـــرضـــاه ســـواي بديلُ
ولكـــن خـــليلي مـــن يـــدوم وصاله ويحـــفظ ســـرّي قـــلـــبُهُ ودخـــيـــلُ
إذا انقطعت يوماً من الـعيش مدَّتـــي فـــإن بـــكـــاء الـــبـــاكـــيـــات قــليلُ
يريـــد الـــفتى أن لا يـــموت حـبـيـبه ولـــيـــس إلـــى مـــا يـــبتغيه ســـبيلُ
ولـــيس جـــلـــيلاً رزء مـــالٍ وفــقده ولـــكـــنَّ رزء الأكـــرمـــين جـــلـيلُ
لذلك جـــنـبي لا يـــؤاتـــيـــه مضـجعٌ وفي القـــلب من حرِّ الـــفراق غليلُ