تحيه هانم زوج:الزعيم.جمال.ناصر العرب.وكتاب..زكرياتي معه.ليله بكي فيها القمر.بالفيديو والتوثيق

مواضيع مفضلة

google-site-verification=D5w-oSMToT0i2p5C9gLSCRSvTOC8w9yn6b38v_QI38Y google.com, pub-6771521127778549 , DIRECT, f08c47fec0942fa0

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

كل الحب وكل الامنيات الطيبه لكل العالم مع الامل من المزيد من المحبه واحترام الراي الحر واختلاف الثقافات مع الاحترام الكامل للاديان وعدم الخوض في ما حرم الله وان نحترم الاخر وان نحاول ان نصحح عيوبه مع الاحترام الكامل للحريه في الوصف والتعبير والتبادل المعلوماتي الله خلقنا من المحبه والواجب ان نرد المحبه بكل الحب في الاحترام الكامل للرسل والانبياء والاديان والتشريع السماوي*All the love and all good wishes to all the world,

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات

من أنا

صورتي
انا الفارس والشاعر والاديب في بلادي وبلادك*** انا يا سيدتي من حارب جلادي وجلادك

جديد المدونه

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

تحيه هانم زوج:الزعيم.جمال.ناصر العرب.وكتاب..زكرياتي معه.ليله بكي فيها القمر.بالفيديو والتوثيق

تحيه هانم زوج:الزعيم.جمال.ناصر العرب.وكتاب..زكرياتي معه.ليله بكي فيها القمر *في زواج هدى قدمت زميلة لها ابنة سفير ساعة مرصعة فلم يقبلها عبد الناصر وحث هدى على أن تكتب لزميلتها خطابا رقيقا. * لم يحب البذخ والترف ولا يرى ضرورة أن أصاحبه في سفر أعتبر ذلك "رفاهية *وقفت الملكة بجوار الرئيس (عبد الناصر) لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره فقال لها: سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي. فسألته الملكة: وماذا لو تأبطت ذراعك؟ قال لها: إني أخجل.. فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالإنجليزية: أعطني يدك أو آخذ يد زوجك". *"زوجي الحبيب.. أي لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية" *تنازلت عن استرحه الاسكندريه لسداد ديون مصر تشتاق إلى اليوم الذى تقابل فيه ربها حتى تدفن بجوار جمال عبد الناصر. الزواج الناجح لا يقوم على أساس الصراحة التامة .. بل على أساس من التفاهم الحكيم يحب الرجل أكثر الأشياء تعقيداً فى الحياة وهى المرأة.وهناك نوعان من النساء: أحدهما تريد أن تصحح أخطاء الرجل .. والثانيه تريد أن تكون واحدا من أخطائه لزا..ابتعدت عن السياسه * كان الرئيس لا يقبل هدية إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية" وإنه تلقى من رؤساء وملوك سيارات وطائرة وغيرها وسلمها للدولة ولم يترك بعد رحيله إلا العربة الأوستن السوداء التي اشتراها عام 1949. تحية محمد كاظم (1920 - 25 مارس 1992)[1]، زوجة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وقد تزوجها في عام 1944 ووالدها في الأصل من رعايا إيران. تعرف عليها في الإسكندرية فقد كان جمال عبد الناصر صديق والدها تاجر السجاد الميسور الحال. عاش معها حياة سعيدة قبل وبعد توليه حكم مصر. وأنجبت له منى، هدى، خالد، عبد الحكيم، عبد الحميد. توفيت في عام 1992 ودفنت بجوار زوجها الزعيم الراحل حسب وصيتها. "عاشت 20 سنة مش مستريحة، عاشتهم تعبانة، واستريحت لما ماتت". بهذه الكلمات لخصت الدكتورة هدى جمال عبد الناصر حياة والدتها السيدة الجليلة تحية كاظم، بعد وفاة زوجها جمال عبد الناصر يوم 28 سبتمبر عام 1970. ---------- ** ------------- فديو نادر جدا للزعيم جمال عبد الناصر وهو يلعب الكره مع ابنائه بالاوان رحم الله زعيما ** ------------ مذكرات السيدة تحية عبد الناصر .. جزء 2 ** ------ الحلقة الكاملة 7- مايو -2014 | حوار خاص مع د. هدى عبد الناصر ** في حين يرتبط اسم سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بقضايا فساد وتحقيقات وحبس وتنازل عن ممتلكات تصدر السيرة الذاتية لزوجة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر مسجلة امتنان المواطنين ونظرات العرفان في عيونهم. وأمر جهاز الكسب غير المشروع الأسبوع الماضي بإخلاء سبيل سوزان ثابت بعد أيام من حبسها لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة تضخم غير مشروع في ثروتها ولكنها قدمت تنازلا عن أرصدة بلغت 24 مليون جنيه مصري ووافقت على الكشف عن حساباتها المصرفية في الداخل والخارج، إلا أنها مازالت خاضعة للتحقيق. على عكس سوزان التي كان لها حضور طاغ في الحياة العامة وفي المشهد السياسي في السنوات الأخيرة عاشت تحية كاظم، زوجة عبد الناصر، في الظل، ولم يكن يعنيها طوال 18 عاما كان فيها زوجها ملء السمع والبصر إلا أنه "زوجي الحبيب.. أي لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية"، كما تقول في المقدمة. وصدر كتاب "ذكريات معه" في القاهرة عن دار الشروق، ويقع في 136 صفحة كبيرة القطع إضافة إلى 110 صفحات أخرى تشغلها صور لعبد الناصر منذ صباه حتى وفاته يوم 28 سبتمبر أيلول 1970، وتشغل فترة رئاسته الجانب الأكبر منها. ومن بين عشرات الصور لعبد الناصر في مصر وخارجها لا توجد صور رسمية لزوجته باستثناء صورة واحدة بصحبة زوجة رئيس زائر وكتب تحتها "تحية في أحد الاستقبالات الرسمية بالمطار". وكان عبد الناصر قائدا لتنظيم الضباط الأحرار الذي نجح في يوليو 1952 في إنهاء حكم أسرة محمد علي ثم أعلن الحكم الجمهوري في العام التالي وتولى عبد الناصر رئاسة الجمهورية منذ 1954 حتى وفاته. وتحية التي تزوجت عبد الناصر يوم 29 يونيو 1944 تروي في سيرتها أنها عاشت سنوات دون أن تكتب مذكراتها، وفكرت في الأمر لأول مرة حين كان زوجها "في سوريا أيام الوحدة في سنة 1959"، وواظبت على الكتابة نحو ثلاث سنوات وكان يرحب بذلك. وتقول إنها غيرت رأيها "لا أريد أن أكتب شيئا. وتخلصت مما كتبت وأخبرت الرئيس فتأسف"، وقال لها "افعلي ما يريحيك." وتضيف "كتبت عما أذكره من مواقف ومفاجآت مما كان يحصل في بيتنا وما كنت أسمعه وأشاهده بعيني وما كان يقوله لي الرئيس. وقررت ألا أكتب أبدا. وقلت له: "وأنا مالي.. وضحكنا" ثم تروي أن عبد الناصر "كان آسفا لأني لم أستمر في الكتابة وتخلصت مما كتبت". وتسجل أنها بدأت الكتابة مرة أخرى عام 1972 ولكنها لم تحتمل وتوقفت عن الكتابة وتخلصت مما كتبت، ثم رأت أن تكتب في ذكرى وفاته الثالثة 1973. وكان عبد الحكيم الطالب بكلية الهندسة بجامعة القاهرة أصغر الأبناء في الثامنة عشرة هو الذي ألح عليها أن تكتب ليعرف كل شيء عن أبيه. وتقول إن عبد الناصر رغم رحيله في قلوب المصريين الذين يحيطونها بالتكريم ويرسلون إلى البيت برقيات ورسائل وقصائد وكتبا من مصر وخارجها. وتعترف بأن نظرات الوفاء والعرفان التي تراها في عيون الذين يسارعون إلى تحيتها في أي مكان "تحية لجمال عبد الناصر. وكل ما ألاقيه من تقدير فهو له." وتسجل أن عبد الناصر ليلة ثورة 23 يوليو 1952 داعب أولاده هدى ومنى وخالد وعبد الحميد ثم ارتدى الزي العسكري فسألته إلى أين يذهب الآن.. "وكانت أول مرة أسأله أنت رايح فين منذ زواجنا" فلم يخبرها بشيء بل قال بهدوء إن عليه أن ينتهي الليلة من تصحيح أوراق كلية أركان الحرب وعليها ألا تنتظر رجوعه إلا بعد ظهر الغد. وتقول إن الفجر حمل إليها البشرى "وأخذت أبكي وقلت: الآن أنا فهمت.. إنه انقلاب عسكري... قلت مرة أخرى: أنا الآن عرفت أنه انقلاب عسكري ونجح. بس فين جمال؟ أريد أن أطمئن عليه. وكنت أبكي وبقيت جالسة حتى الصباح لم أدخل حجرة النوم" ثم جاءها ثروت عكاشة في الصباح وهنأها وأبلغها أن عبد الناصر في القيادة العامة للقوات المسلحة. وترصد المذكرات الحد الفاصل بين العام والخاص في حياة عبد الناصر.. فتقول تحية إن أعضاء مجلس قيادة الثورة كانوا أحيانا يجتمعون في البيت حتى الصباح أو الظهر ثم يذهبون ويعودون مرة أخرى بالليل "وكانت القوانين التي تصدر وأقرأها في الجرائد وأسمعها في الإذاعة تصدر أغلبها بعد الاجتماعات المستمرة في بيتنا." وتكتب بعفوية عن دهشتها حين ترد على التليفون "وكنت أسمع كلمة وزير ولم أعتد سماعها إذ كيف يتحدث وزير ويطلب بيتنا في التليفون؟" أما المكالمة التي سعدت بها تحية فكانت من أم كلثوم التي قابلت عبد الناصر وطلبت أن تزور زوجته. وتقول إن عبد الناصر كان يرجع "مبكرا يعني الساعة الواحدة أو الثانية أو حتى الثالثة صباحا أما عند رجوعه الساعة السابعة صباحا فكان ينام ساعات قليلة ويخرج قبل الظهر." وتسجل أن عبد الناصر بعد شهور من إعلان الجمهورية عام 1953 كان مشغولا بإصدار صحيفة (الجمهورية) وكان يراجع أعدادها التجريبية في البيت قبل الصدور "وكانت الفرحة على وجهه وهو يسلمني العدد الأول (7 ديسمبر 1953). وكنت أعتز بجريدة الجمهورية لما شاهدته من اهتمام جمال عبد الناصر بها. كانت مقالات مهمة تصدر في جريدة الجمهورية باسم أنور السادات والذي كان يكتبها هو جمال عبد الناصر. وفي مرة قلت له: إن هذه المقالة من كلامك وقد عرفته وفهمت أنك كاتبها.. فرد وقال نعم". وتلقي المذكرات أضواء على جانب من عبد الناصر الإنسان.. ففي عام 1960 كانا في زيارة رسمية لليونان وأبلغ عبد الناصر بدعوة الملك إلى عشاء يجب أن يكون بملابس السهرة للرجال والنساء، فقال عبد الناصر إنه لن يرتدي ملابس السهرة أو يلغى اللقاء فرد الملك قائلا إنه يرحب بحضور عبد الناصر وينتظر زيارته "المهم أن يزور اليونان". وفي اليونان "وقفت الملكة بجوار الرئيس (عبد الناصر) لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره فقال لها: سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي. فسألته الملكة: وماذا لو تأبطت ذراعك؟ قال لها: إني أخجل.. فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالإنجليزية: أعطني يدك أو آخذ يد زوجك". وتحت عنوان (الوحدة والانفصال) تتناول الوحدة بين مصر وسوريا (1958-1961) من لحظة النهاية حين تلقى عبد الناصر مكالمة تفيد بوقوع انقلاب عسكري في سوريا ثم خرج وخطب في الإذاعة وكانت "متأثرة لحزنه. وفي نفس الوقت للحقيقة لم أكن حزينة للانفصال... لم تكن الوحدة بالنسبة لي شيئا استريح له... زاد عمله لأقصى حد وفي آخر سنة 1958 مرض بالسكر". وتقول إن عبد الناصر وصفها في جلسة استرخاء على الشاطئ مع وزير الحربية آنذاك عبد الحكيم عامر "إنها انفصالية ولم تكن تعجبها الوحدة.. وضحكا. وكانت هي الحقيقة فضحكت وقلت: إنها كانت عبئا وأزيح.. وضحكنا جميعا". وتقول إنه لم يكن يحب البذخ والترف ولا يرى ضرورة لأن تصاحبه في سفره باعتبار ذلك "رفاهية لا يرضى بها.. كان الرئيس لا يقبل هدية إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية" وإنه تلقى من رؤساء وملوك سيارات وطائرة وغيرها وسلمها للدولة ولم يترك بعد رحيله إلا العربة الأوستن السوداء التي اشتراها عام 1949. وتضيف أنه عند زواج ابنتهما هدى قدمت زميلة لها وهي ابنة سفير ساعة مرصعة فلم يقبلها عبد الناصر وحث هدى على أن تكتب لزميلتها خطابا رقيقا. -------------------------------- في مذكرات تحية، زوجة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر صورة عن رجل كان دائم العمل، مقبلا على المسؤولية وواعيا بثقلها وواجباتها. فالرجل الذي نتعرف عليه في مذكراتها التي تأخر نشرها بسبب الجو السياسي في مصر وما تبع ذلك من هجوم على ارث الزعيم التاريخي في عهد خلفه انور السادات وصل حد قتل الشخصية وتجاوز الحقبة الناصرية، هو الشخص الذي عرفته السيدة تحية وعاشت معه عندما كان ضابطا في جيش الملك فاروق وعندما اصبح قائدا للثورة ورئيسا لمصر فيما بعد. فقد تزوج عبدالناصر تحية في زواج تقليدي عام 1944 وظلت الى جانبه، قريبة من الاحداث احيانا وتدور حولها بدون ان يكون لها اي دور او معرفة. لكنها ظلت في قلب حياة عبدالناصر، يسأل عنها ان غاب ويتأكد من ان امورها على ما يرام وانها مرتاحة في البيت، ويخفف قلقها برسائل ومكالمات هاتفية، كل ذلك من اجل ان لا يقلق بالها. ولكن تحية في قربها وبعدها عن ناصر لعبت دور ربة البيت التقليدية في بيت محافظ، لم يكن الاب يحرص كثيرا على الحياة الباذخة، وتمثل في حياتها صورة عن الطبقة المتوسطة المتعلمة في مصرالملكية. والقارىء لكتاب تحية يجد فيه سردا للحياة اليومية ويوميات عما يجري في اليوم من روتين، العناية بالاولاد، الاهتمام بدراستهم، وتحضير الطعام والخروج في المساء الى السينما او التسوق، وما الى ذلك من احداث يتعامل معها القاريء حتى قيام الثورة وانغماس عبدالناصر في الحياة العامة بشكل كبير. لكن تحية في كتابتها مذكراتها تريد ان تقدم لزوجها تحية لانه لم يكن رئيسا للمصريين وابا لهم بل كان في المقام الاول زوجها الحنون، والذي كان يهتم برفاه العائلة وسلامتها، وكان يحرص على ان لا يقلق او يزعج امن العائلة الا بقدر، ونفهم ان تحية عرفت دورها في البيت ولم تكن تتدخل في شؤون عبدالناصر الا بالقدر الذي يتعلق بأمنه وصحته. خلية عمل في السنوات الاولى للتحضير للثورة وبعد ضياع فلسطين وتجربة الفلوجة التي جرح فيها عبدالناصر وحوصرت كتيبته لاشهر، تحول البيت الى خلية عمل وتخطيط، فقد كان البيت لا يخلو من زوار ‘عاديين’ و ‘اخرين’ اي غير عاديين كما كانت تطلق عليهم، كانوا يقضون الوقت في الحديث في صالون البيت للساعات الاولى من الصباح تحت غطاءات متعددة، اما التحضير للامتحانات في الكلية العسكرية او اعطاء الدورس الخصوصية لمن يريد من الضباط التقدم للامتحانات. وشيئا فشيئا يتحول البيت الى ثكنة عسكرية ومخزن للاسلحة نعرف ان عبدالناصر كان يستخدمها في القناة ضد الانكليز من اجل ازعاجهم واجبارهم على الرحيل عن البلاد. وفي وقت اخر تحول البيت الى مركز اعلامي حيث احضر عبدالناصر آلة طابعة كان يطبع عليها منشورات الثورة ويرسل ما يكتبه كي يطبع ويوزع على شكل منشورات. وكان تعامل تحية مع الطابعة على انها تؤثر على منظر الغرفة فتخلصت منها ووضعتها في مكان بعيد عن الانظار، ولم تكن تعرف ان حيازة آلة طابعة يعتبر جرما في ذلك الوقت. ولان تحية لم تكن مشاركة في اي لحظة بالتحضيرات للثورة الا بكونها زوجة عبدالناصر فان ما تكتبه في الكتاب هو انطباعات وما استطاعت ان تكونه عن حركة زوجها وما تطوع هو نفسه بالكشف عنه. وقد استخدم عبدالناصر في علاقته مع زوجته لعبة التمويه والبحث عن غطاء من اجل ان لا يزعجها وهي التي تقوم بهم الاولاد والعائلة الكبيرة، وحتى عندما كان عبدالناصر يتعرض لنوبات صحية كان يخفي الامر عن تحية، من اجل راحتها. وكما قلنا فمذكرات او يوميات تحية بأي طريقة تريد تصنيفها هي عن زوج احبته وحاولت رعايته وعن حياتها في ظل الرئيس وابنائها والبيوت التي عاشوا فيها قبل ان ينتقلوا الى بيتهم الذي ظلوا فيه ومات فيه الرئيس في منشية البكري. وتحاول تحية ان ترسم لنا صورة عن الرئيس الاب الذي كان منشغلا طوال حياته بهم امته ووطنه ولم يكن ينسى في زحمة الاعمال راحة ابنائه وزوجته بل وعائلتها، ورعايته لشقيقها عبدالحميد في مرضه كان مثالا عن هذه الابوة والحنان. فلم يكن ينسى زوجته ان تناول طعاما لذيذا في الخارج وكان يحرص على ان يحضر لها شيء منه، ان اكل الكباب مثلا. كما تقدم لنا السيرة الذاتية لتحية صورة عن رجل لم يكن سلطويا في علاقته مع ابنائه وزوجته بقدر ما كان يريد تربيتهم على الواجب وان يكونوا مبرزين. وفي اكثر من مرة تشير تحية الى رفض عبدالناصر استخدام نفوذه كي يدرس ابناءه في كليات لم يحققوا العلامات التي تؤهلهم لدخولها. كما انه كان حانقا منذ البداية على نظام الطبقية خاصة في الجيش او ما يعرف بنظام ‘المراسل’ الذي كان يقضي بوضع مرسال تحت امرة اي ضابط يكون موكلا بقضاء حاجاته، وكان هذا النظام على ما يبدو طريقة لايجاد اعمال لابناء القرى والارياف ممن لم يتلقوا تعليمهم الكافي. وفي النهاية كانوا يعاملون مثل الخدم ويقومون بقضاء حاجات العائلة بدلا من اخذ الرسائل كما يقتضي دورهم. وقد الغي هذا النظام بعد الثورة. كانت العائلة تقضي اجازتها الصيفية في الاسكندرية وفي احدى المرات قرر عبدالناصر في طريق العودة للقاهرة أخذ الطريق الزراعي حيث علقت تحية على كل العزب والاراضي التي يملكها الملك ورجال الاقطاع والاقطاعيات ، لكن عبدالناصر قال ‘ قريبا لن تكون هناك اراضي مملوكة من الامراء والباشوات’، كان هذا في 10 يوليو اي قبل الثورة باسبوعين تقريبا. في كل صفحات الكتاب نقرأ عن امرأة تحرص على راحة ابنائها وزوجها، وهو امر عادي ولم تكن تهتم الا بالقدر القليل بما يجري حولها، وهي كما تعترف لم يكن لها حلقة من الاصدقاء حتى زوجات الضباط الذين كانوا يحضرون لزيارة بيتهم لم تكن تتجاوز العلاقة معهن اللقاء العابر. وفي مثل هذه المناسبات الاجتماعية كان الرجال يجلسون في الصالون والنساء في غرفة المعيشة، ولان حياة البيت كانت تأخذ النصيب الاكبر من يومها فلم يكن لديها الوقت الكافي كي تعلق على الوضع السياسي او تقرأ، ولعل الكتاب الوحيد الذي اهتمت به واشارت اليه في مذكراتها هذه، كان كتابا احضره عبدالناصر الى البيت عنوانه ‘ابو ذر الغفاري: اول ثائر في الاسلام’ ولا اعرف ان كانت تقصد ذلك الكتاب الذي الفه الكاتب اللبناني قدري قلعجي ولا يعني بأي حال انها لم تكن تقرأ، فكما تقول لاحقا انها كانت تقرأ الصحف وتطلع على الاخبار في التلفاز والاذاعة. وبالنسبة لكتاب ‘ابوذر’ فعندما شاهدها عبدالناصر تقرأه قال انه ممنوع في مصر وعليه ان يعيده الى صاحبه، وكان هذا من دواعي حرصها على ان تكمل قراءة الكتاب. دور السيدة الاولى وكما قلنا فقد كرست السيدة تحية حياتها للبيت والاولاد، لكنها ستقوم لاحقا باعتبارها السيدة الاولى بادوار بروتوكولية تشير اليها في الكتاب، وترافق زوجها في رحلته الى يوغسلافيا القديمة، وتعترف بانها في البداية شعرت بنوع من عدم الراحة، وتتسارع دقات قلبها، حيث تخلصت من هذه المشكلة فيما بعد. ومع ان احداثا كبيرة واجهت الرئيس طوال حياته، من حصار الفلوجة وعودته اليها جريحا، الى محاولة الاغتيال في المنشية في عام 1954، والعدوان الثلاثي ونهاية الوحدة، والصدام مع الاخوان المسلمين وهزيمة حزيران الا ان نظرة تحية اليها تظل نظرة الزوجة الحريصة على سلامة عبدالناصر، فهي تعلق مثلا عند نهاية الوحدة بين مصر وسورية (1958-1961) ان مشاعرها كانت غامضة ‘هل احزن ام لا؟’ لان الوحدة لم تكن مصدر راحة لها ذلك انها زادت من اعباء عبدالناصر، ففي اثناء الوحدة او قل بدايتها اصيب عبدالناصر بمرض السكري، وقد اقتنعت تحية ان المرض جاء بسبب الضغوط الجديدة التي زادتها الوحدة عليه والرحلات المتواصلة والتي كانت تستمر اسابيع الى سورية، وفي ليلة اعلان الانفصال تقول ‘عاد الرئيس للبيت ليلا ، كنت معه في الغربة، لم يتحدث اي منا للاخر، ولم اكن اعرف ان كان علي ان احزن ام لا؟’. وتقول انه تم بناء بيتين في المعمورة بالاسكندرية للرئيس وللمارشال عبدالحكيم عامر، وزير الدفاع والذي كان مسؤولا عن ملف سورية. وفي صيف ذلك العام كان عبدالناصر وعبدالحكيم معا هناك حيث جلسا يتحدثان عن الوضع في سورية، تحية كانت حاضرة والتفت اليها عبدالناصر قائلا ‘هذه انفصالية ولم تدعم الوحدة’، فضحكا معا، وضحكت معلقة ‘ كانت حملا ثقيلا، ومن الافضل انها انتهت’. يبدو ان دور تحية في الشأن العام كان نابعا من نظرة عبدالناصر لتوزيع الادوار، فأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 طلب منها الانتقال بعيدا عن البيت الى بيت اكثر امنا، قائلا ‘انا مسؤول عن البلد ابناؤه وبناته، وانت مسؤولة عن اولادنا’. لكنه في احيان اخرى كان يرى قلق زوجته عليه وعلى الاولاد مبالغا فيه فقبل اسبوع من الثورة عندما كثر تغيب عبدالناصر عن البيت، واكثر من الخروج وهو يحمل السلاح لحماية نفسه، عاد الى البيت مع بزوغ الفجر، حيث قالت له ‘انا خائفة عليك وعلى الاولاد’ فأجابها ‘هل كل ما تخافين عليه في هذا البلد هو عائلتك وابناؤك؟ هذه انانية.. الا تخافين على بلدك؟’. وعبارات ومواقف من هذه كثيرة في مذكرات تحية التي تظهر حرص عبدالناصر على وطنه وتعاطفه مع ابنائه وبناته. فمثلا عندما تخرج عبدالحكيم نجله الاصغر من الثانوية بمعدل 84 بالمئة وكان والده قد وعده بهدية، قال عبدالحكيم انه لا يريد اي شيء سوى السفر مع طيار معروف الى لندن فكانت اجابة عبدالناصر لابنه ‘تريد السفر الى لندن في الوقت الذي يقاتل فيه اخوانك في الحر على الجبهات، عندما نخلص بلدنا من الاسرائيليين، عندها تسافر الى لندن بل وحتى طوكيو ان احببت’. فاختار عبدالحكيم بدلا من السفر دراجة اخفى امرها عن والدته التي لم تكن تشجع ركوبها ولم تشاهدها الا في الاسكندرية ذلك الصيف. لحظة الثورة في حياتها مع عبدالناصر الكثير من لحظات الفرح، ولعل اجمل فرحة سجلتها هو اعلان نجاح الثورة وتكتب ‘ في الساعة السادسة والنصف من صباح 23 يوليو 1952، سمعت دقات على الباب، وعندما فتح شقيق جمال الباب وجد امامه ثروت عكاشة يطلب مقابلتي، وصافحني مهنئا ‘لقد نجحت الثورة، وسألته اين جمال، فأخبرني انه قريب لا يبعد سوى خمسة دقائق من البيت في القيادة العامة… وطلب مني الاستماع الى البيان في الساعة السابعة.. شكرته وذهب’. كان جمال عبدالناصر ليلة الثورة قريبا من البيت فهو الذي اشرف على تأمين الحركة امام المستشفى العسكري، ومن نافذة البيت كان يمكن مشاهدته وسيارته ‘اوستن’ التي تقف ليس بعيدا عن مكانه. وكان شقيقا عبدالناصر اللذان كانا في البيت على علم بما سيجري. عن الظرف السياسي في مقدمة الترجمة الانكليزية التي قام بها خالد عبدالناصر، نجل الزعيم الراحل، وصدرت عن الجامعة الامريكية في القاهرة يتحدث خالد عن سبب تأخر اصدار مذكرات والدته تحية، رابطا ذلك بالجو السياسي العام الذي لم يكن مشجعا على نشرها اثناء حكم مبارك او السادات، مع ان ايا من ابناء الزعيم انخرط في السياسة او اظهر طموحات بهذا الشأن، فكلهم ظلوا في العمل العام اما محاضرين في الجامعات اوعاملين في دور النشر او ضباطا في البحرية. وظلوا بعيدين عن النشاط السياسي على الرغم من الفرص الكثيرة التي اتيحت لهم. ويقول خالد انه بعد وفاة والده بعام بدأ مشروعا من اجل انشاء مؤسسة تحمل اسم والده الراحل لكن المال كان عقبة، واستعاض عن هذا الطموح بمحاولة لتسجيل وكتابة خطب والده وتوثيق كلماته، حيث حاول شقيقه عبدالحكيم الحصول عليها اثناء حكم السادات ولكن بدون نتيجة، وبعدها حاول خالد مع صفوت الشريف، وزير الاعلام والذي سمح له بتسجيل كل ما توفر من خطابات والده في الاذاعة والتلفاز. وظل خالد يعمل من البيت، ومع ظهور الانترنت استطاع انشاء المؤسسة التي كان يحلم بها وانشأ موقعا لوالده على الانترنت والذي تشرف عليه مكتبة الاسكندرية. ويضم ارشيف الرئيس عبدالناصر مواد اثرية لا يزال يضيف عليها ما تقع عليه يديه. وعن مشروع مذكرات والدته يقول انهم اي عائلته قررت نشرها قبل شهرين من ثورة 25 يناير 2011 والتي اطاحت بحكم الرئيس مبارك حيث بدأ مزاج سياسي جديد يفرض نفسه على الواقع. وبعد قراءة مذكرات تحية عبدالناصر، فان سرديتها خاصة في الجزء الاول منها قبل الثورة، وانغماسها المحدود في الحياة العامة والنشاط الذي لم يتجاوز عقد حفلات استقبال لزوجات الرؤساء والسفراء الاسيويين والافارقة، فانها تخلو من النقد السياسي او حتى التطاول على اشخاص. فتحية تحترم اصدقاء زوجها خاصة عبدالحكيم عامر الذي سمي النجل الاخير على اسمه، وكذا تذكر اصدقاء الرئيس اثناء التحضير للثورة بخير، الا الرجل الاسمر الذي كان على خلاف اصدقاء الرئيس لا يترك اسمه عندما يحضر سائلا عنه. وتلميحات تحية لا تتجاوز كون الرئيس عبدالناصر كان يكتب المقالات التي تنشر في جريدة ‘الجمهورية’ التي عمل عبدالناصر على تأسيسها، وتنشر باسم السادات، وان الاخير لم يكن من الضباط الاحرار حيث استدعاه عبدالناصر ليلة الثورة من العريش. كما تذكر ما قاله لها عبدالناصر عن السادات الذي كان في ليلة الثورة مع زوجته في السينما وعندما عاد وجد ورقة تدعوه الى الانضمام اليهم. وهي تقر انها لم تكن تعرف اي شيء عن اللواء محمد نجيب الذي اصبح رئيسا للدولة بعد الثورة. وعندما ربط اسم نجيب بمحاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية تغيرت مشاعرها نحوه، وتقول انه عندما جاء لزيارة ابنها خالد في المستشفى بعد اجرائه عملية، واحضر معه علبة شكولاتة منعت الجميع من تناولها حنقا عليه. تذكر تحية ان اهم متعتين في حياة عبدالناصر كانت مشاهدة السينما، حيث كانت متعة الخروج الى دار السينما من التقاليد التي واظبا عليها حتى كبرت العائلة وزادت مشاغل عبدالناصر، اما الاخرى فهي هواية التصوير، والتي ظل دأبه عليها كلما اتيحت له الفرصة. والكتاب وهذا ما يميزه انه حافل بصور تؤرخ لحياة عبدالناصر وعائلته، فهو البوم كامل منذ الولادة الى الوفاة. في مذكرات تحية عبدالناصر، حكاية عن الولاء والوفاء للزوج والرئيس والرمز، ففي نهاية كتابها تقول انها لم تكن تهتم كثيرا بالرئاسة ولا بكونها السيدة الاولى او زوجة الرئيس، وستظل تبكيه وتندبه ما دامت حية ‘ساظل اندبه حتى ارتاح الى جانبه في مسجد جمال عبدالناصر في منشية البكري حيث تم تهيئة قبر لي كما تمنيت’، وتختم بالقول ‘كان اسمه جمال عبدالناصر، عاش عظيما، وهو في حماية الله، وتاريخه شاهد عليه’. مذكرات بسيطة وسهلة، قصيرة وكل ما فيها اخلاص وود ووفاء لذكرى الرجل الذي غير مسار الحياة العربية ونال احتراما عالميا. ولان المذكرات بهذه الصورة والبساطة فلا داعي لمقارنتها بمذكرات مصرية لنساء مصريات اخريات، فما يهم ان دور تحية وحياتها مع عبدالناصر وما بعده ظل محلا للاحترام والتقدير. ‏#تحيا مصر**Negm negm maher negm تحيه هانم زوج:الزعيم.جمال.ناصر العرب.وكتاب..زكرياتي معه.ليله بكي فيها القمر *في زواج هدى قدمت زميلة لها ابنة سفير ساعة مرصعة فلم يقبلها عبد الناصر وحث هدى على أن تكتب لزميلتها خطابا رقيقا. * لم يحب البذخ والترف ولا يرى ضرورة أن أصاحبه في سفر أعتبر ذلك "رفاهية *وقفت الملكة بجوار الرئيس (عبد الناصر) لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره فقال لها: سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي. فسألته الملكة: وماذا لو تأبطت ذراعك؟ قال لها: إني أخجل.. فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالإنجليزية: أعطني يدك أو آخذ يد زوجك". *"زوجي الحبيب.. أي لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية" *تنازلت عن استرحه الاسكندريه لسداد ديون مصر تشتاق إلى اليوم الذى تقابل فيه ربها حتى تدفن بجوار جمال عبد الناصر. الزواج الناجح لا يقوم على أساس الصراحة التامة .. بل على أساس من التفاهم الحكيم يحب الرجل أكثر الأشياء تعقيداً فى الحياة وهى المرأة.وهناك نوعان من النساء: أحدهما تريد أن تصحح أخطاء الرجل .. والثانيه تريد أن تكون واحدا من أخطائه لزا..ابتعدت عن السياسه * كان الرئيس لا يقبل هدية إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية" وإنه تلقى من رؤساء وملوك سيارات وطائرة وغيرها وسلمها للدولة ولم يترك بعد رحيله إلا العربة الأوستن السوداء التي اشتراها عام 1949. تحية محمد كاظم (1920 - 25 مارس 1992)[1]، زوجة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وقد تزوجها في عام 1944 ووالدها في الأصل من رعايا إيران. تعرف عليها في الإسكندرية فقد كان جمال عبد الناصر صديق والدها تاجر السجاد الميسور الحال. عاش معها حياة سعيدة قبل وبعد توليه حكم مصر. وأنجبت له منى، هدى، خالد، عبد الحكيم، عبد الحميد. توفيت في عام 1992 ودفنت بجوار زوجها الزعيم الراحل حسب وصيتها. "عاشت 20 سنة مش مستريحة، عاشتهم تعبانة، واستريحت لما ماتت". بهذه الكلمات لخصت الدكتورة هدى جمال عبد الناصر حياة والدتها السيدة الجليلة تحية كاظم، بعد وفاة زوجها جمال عبد الناصر يوم 28 سبتمبر عام 1970. في حين يرتبط اسم سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بقضايا فساد وتحقيقات وحبس وتنازل عن ممتلكات تصدر السيرة الذاتية لزوجة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر مسجلة امتنان المواطنين ونظرات العرفان في عيونهم. وأمر جهاز الكسب غير المشروع الأسبوع الماضي بإخلاء سبيل سوزان ثابت بعد أيام من حبسها لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة تضخم غير مشروع في ثروتها ولكنها قدمت تنازلا عن أرصدة بلغت 24 مليون جنيه مصري ووافقت على الكشف عن حساباتها المصرفية في الداخل والخارج، إلا أنها مازالت خاضعة للتحقيق. على عكس سوزان التي كان لها حضور طاغ في الحياة العامة وفي المشهد السياسي في السنوات الأخيرة عاشت تحية كاظم، زوجة عبد الناصر، في الظل، ولم يكن يعنيها طوال 18 عاما كان فيها زوجها ملء السمع والبصر إلا أنه "زوجي الحبيب.. أي لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية"، كما تقول في المقدمة. وصدر كتاب "ذكريات معه" في القاهرة عن دار الشروق، ويقع في 136 صفحة كبيرة القطع إضافة إلى 110 صفحات أخرى تشغلها صور لعبد الناصر منذ صباه حتى وفاته يوم 28 سبتمبر أيلول 1970، وتشغل فترة رئاسته الجانب الأكبر منها. ومن بين عشرات الصور لعبد الناصر في مصر وخارجها لا توجد صور رسمية لزوجته باستثناء صورة واحدة بصحبة زوجة رئيس زائر وكتب تحتها "تحية في أحد الاستقبالات الرسمية بالمطار". وكان عبد الناصر قائدا لتنظيم الضباط الأحرار الذي نجح في يوليو 1952 في إنهاء حكم أسرة محمد علي ثم أعلن الحكم الجمهوري في العام التالي وتولى عبد الناصر رئاسة الجمهورية منذ 1954 حتى وفاته. وتحية التي تزوجت عبد الناصر يوم 29 يونيو 1944 تروي في سيرتها أنها عاشت سنوات دون أن تكتب مذكراتها، وفكرت في الأمر لأول مرة حين كان زوجها "في سوريا أيام الوحدة في سنة 1959"، وواظبت على الكتابة نحو ثلاث سنوات وكان يرحب بذلك. وتقول إنها غيرت رأيها "لا أريد أن أكتب شيئا. وتخلصت مما كتبت وأخبرت الرئيس فتأسف"، وقال لها "افعلي ما يريحيك." وتضيف "كتبت عما أذكره من مواقف ومفاجآت مما كان يحصل في بيتنا وما كنت أسمعه وأشاهده بعيني وما كان يقوله لي الرئيس. وقررت ألا أكتب أبدا. وقلت له: "وأنا مالي.. وضحكنا" ثم تروي أن عبد الناصر "كان آسفا لأني لم أستمر في الكتابة وتخلصت مما كتبت". وتسجل أنها بدأت الكتابة مرة أخرى عام 1972 ولكنها لم تحتمل وتوقفت عن الكتابة وتخلصت مما كتبت، ثم رأت أن تكتب في ذكرى وفاته الثالثة 1973. وكان عبد الحكيم الطالب بكلية الهندسة بجامعة القاهرة أصغر الأبناء في الثامنة عشرة هو الذي ألح عليها أن تكتب ليعرف كل شيء عن أبيه. وتقول إن عبد الناصر رغم رحيله في قلوب المصريين الذين يحيطونها بالتكريم ويرسلون إلى البيت برقيات ورسائل وقصائد وكتبا من مصر وخارجها. وتعترف بأن نظرات الوفاء والعرفان التي تراها في عيون الذين يسارعون إلى تحيتها في أي مكان "تحية لجمال عبد الناصر. وكل ما ألاقيه من تقدير فهو له." وتسجل أن عبد الناصر ليلة ثورة 23 يوليو 1952 داعب أولاده هدى ومنى وخالد وعبد الحميد ثم ارتدى الزي العسكري فسألته إلى أين يذهب الآن.. "وكانت أول مرة أسأله أنت رايح فين منذ زواجنا" فلم يخبرها بشيء بل قال بهدوء إن عليه أن ينتهي الليلة من تصحيح أوراق كلية أركان الحرب وعليها ألا تنتظر رجوعه إلا بعد ظهر الغد. وتقول إن الفجر حمل إليها البشرى "وأخذت أبكي وقلت: الآن أنا فهمت.. إنه انقلاب عسكري... قلت مرة أخرى: أنا الآن عرفت أنه انقلاب عسكري ونجح. بس فين جمال؟ أريد أن أطمئن عليه. وكنت أبكي وبقيت جالسة حتى الصباح لم أدخل حجرة النوم" ثم جاءها ثروت عكاشة في الصباح وهنأها وأبلغها أن عبد الناصر في القيادة العامة للقوات المسلحة. وترصد المذكرات الحد الفاصل بين العام والخاص في حياة عبد الناصر.. فتقول تحية إن أعضاء مجلس قيادة الثورة كانوا أحيانا يجتمعون في البيت حتى الصباح أو الظهر ثم يذهبون ويعودون مرة أخرى بالليل "وكانت القوانين التي تصدر وأقرأها في الجرائد وأسمعها في الإذاعة تصدر أغلبها بعد الاجتماعات المستمرة في بيتنا." وتكتب بعفوية عن دهشتها حين ترد على التليفون "وكنت أسمع كلمة وزير ولم أعتد سماعها إذ كيف يتحدث وزير ويطلب بيتنا في التليفون؟" أما المكالمة التي سعدت بها تحية فكانت من أم كلثوم التي قابلت عبد الناصر وطلبت أن تزور زوجته. وتقول إن عبد الناصر كان يرجع "مبكرا يعني الساعة الواحدة أو الثانية أو حتى الثالثة صباحا أما عند رجوعه الساعة السابعة صباحا فكان ينام ساعات قليلة ويخرج قبل الظهر." وتسجل أن عبد الناصر بعد شهور من إعلان الجمهورية عام 1953 كان مشغولا بإصدار صحيفة (الجمهورية) وكان يراجع أعدادها التجريبية في البيت قبل الصدور "وكانت الفرحة على وجهه وهو يسلمني العدد الأول (7 ديسمبر 1953). وكنت أعتز بجريدة الجمهورية لما شاهدته من اهتمام جمال عبد الناصر بها. كانت مقالات مهمة تصدر في جريدة الجمهورية باسم أنور السادات والذي كان يكتبها هو جمال عبد الناصر. وفي مرة قلت له: إن هذه المقالة من كلامك وقد عرفته وفهمت أنك كاتبها.. فرد وقال نعم". وتلقي المذكرات أضواء على جانب من عبد الناصر الإنسان.. ففي عام 1960 كانا في زيارة رسمية لليونان وأبلغ عبد الناصر بدعوة الملك إلى عشاء يجب أن يكون بملابس السهرة للرجال والنساء، فقال عبد الناصر إنه لن يرتدي ملابس السهرة أو يلغى اللقاء فرد الملك قائلا إنه يرحب بحضور عبد الناصر وينتظر زيارته "المهم أن يزور اليونان". وفي اليونان "وقفت الملكة بجوار الرئيس (عبد الناصر) لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره فقال لها: سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي. فسألته الملكة: وماذا لو تأبطت ذراعك؟ قال لها: إني أخجل.. فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالإنجليزية: أعطني يدك أو آخذ يد زوجك". وتحت عنوان (الوحدة والانفصال) تتناول الوحدة بين مصر وسوريا (1958-1961) من لحظة النهاية حين تلقى عبد الناصر مكالمة تفيد بوقوع انقلاب عسكري في سوريا ثم خرج وخطب في الإذاعة وكانت "متأثرة لحزنه. وفي نفس الوقت للحقيقة لم أكن حزينة للانفصال... لم تكن الوحدة بالنسبة لي شيئا استريح له... زاد عمله لأقصى حد وفي آخر سنة 1958 مرض بالسكر". وتقول إن عبد الناصر وصفها في جلسة استرخاء على الشاطئ مع وزير الحربية آنذاك عبد الحكيم عامر "إنها انفصالية ولم تكن تعجبها الوحدة.. وضحكا. وكانت هي الحقيقة فضحكت وقلت: إنها كانت عبئا وأزيح.. وضحكنا جميعا". وتقول إنه لم يكن يحب البذخ والترف ولا يرى ضرورة لأن تصاحبه في سفره باعتبار ذلك "رفاهية لا يرضى بها.. كان الرئيس لا يقبل هدية إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية" وإنه تلقى من رؤساء وملوك سيارات وطائرة وغيرها وسلمها للدولة ولم يترك بعد رحيله إلا العربة الأوستن السوداء التي اشتراها عام 1949. وتضيف أنه عند زواج ابنتهما هدى قدمت زميلة لها وهي ابنة سفير ساعة مرصعة فلم يقبلها عبد الناصر وحث هدى على أن تكتب لزميلتها خطابا رقيقا. -------------------------------- في مذكرات تحية، زوجة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر صورة عن رجل كان دائم العمل، مقبلا على المسؤولية وواعيا بثقلها وواجباتها. فالرجل الذي نتعرف عليه في مذكراتها التي تأخر نشرها بسبب الجو السياسي في مصر وما تبع ذلك من هجوم على ارث الزعيم التاريخي في عهد خلفه انور السادات وصل حد قتل الشخصية وتجاوز الحقبة الناصرية، هو الشخص الذي عرفته السيدة تحية وعاشت معه عندما كان ضابطا في جيش الملك فاروق وعندما اصبح قائدا للثورة ورئيسا لمصر فيما بعد. فقد تزوج عبدالناصر تحية في زواج تقليدي عام 1944 وظلت الى جانبه، قريبة من الاحداث احيانا وتدور حولها بدون ان يكون لها اي دور او معرفة. لكنها ظلت في قلب حياة عبدالناصر، يسأل عنها ان غاب ويتأكد من ان امورها على ما يرام وانها مرتاحة في البيت، ويخفف قلقها برسائل ومكالمات هاتفية، كل ذلك من اجل ان لا يقلق بالها. ولكن تحية في قربها وبعدها عن ناصر لعبت دور ربة البيت التقليدية في بيت محافظ، لم يكن الاب يحرص كثيرا على الحياة الباذخة، وتمثل في حياتها صورة عن الطبقة المتوسطة المتعلمة في مصرالملكية. والقارىء لكتاب تحية يجد فيه سردا للحياة اليومية ويوميات عما يجري في اليوم من روتين، العناية بالاولاد، الاهتمام بدراستهم، وتحضير الطعام والخروج في المساء الى السينما او التسوق، وما الى ذلك من احداث يتعامل معها القاريء حتى قيام الثورة وانغماس عبدالناصر في الحياة العامة بشكل كبير. لكن تحية في كتابتها مذكراتها تريد ان تقدم لزوجها تحية لانه لم يكن رئيسا للمصريين وابا لهم بل كان في المقام الاول زوجها الحنون، والذي كان يهتم برفاه العائلة وسلامتها، وكان يحرص على ان لا يقلق او يزعج امن العائلة الا بقدر، ونفهم ان تحية عرفت دورها في البيت ولم تكن تتدخل في شؤون عبدالناصر الا بالقدر الذي يتعلق بأمنه وصحته. خلية عمل في السنوات الاولى للتحضير للثورة وبعد ضياع فلسطين وتجربة الفلوجة التي جرح فيها عبدالناصر وحوصرت كتيبته لاشهر، تحول البيت الى خلية عمل وتخطيط، فقد كان البيت لا يخلو من زوار ‘عاديين’ و ‘اخرين’ اي غير عاديين كما كانت تطلق عليهم، كانوا يقضون الوقت في الحديث في صالون البيت للساعات الاولى من الصباح تحت غطاءات متعددة، اما التحضير للامتحانات في الكلية العسكرية او اعطاء الدورس الخصوصية لمن يريد من الضباط التقدم للامتحانات. وشيئا فشيئا يتحول البيت الى ثكنة عسكرية ومخزن للاسلحة نعرف ان عبدالناصر كان يستخدمها في القناة ضد الانكليز من اجل ازعاجهم واجبارهم على الرحيل عن البلاد. وفي وقت اخر تحول البيت الى مركز اعلامي حيث احضر عبدالناصر آلة طابعة كان يطبع عليها منشورات الثورة ويرسل ما يكتبه كي يطبع ويوزع على شكل منشورات. وكان تعامل تحية مع الطابعة على انها تؤثر على منظر الغرفة فتخلصت منها ووضعتها في مكان بعيد عن الانظار، ولم تكن تعرف ان حيازة آلة طابعة يعتبر جرما في ذلك الوقت. ولان تحية لم تكن مشاركة في اي لحظة بالتحضيرات للثورة الا بكونها زوجة عبدالناصر فان ما تكتبه في الكتاب هو انطباعات وما استطاعت ان تكونه عن حركة زوجها وما تطوع هو نفسه بالكشف عنه. وقد استخدم عبدالناصر في علاقته مع زوجته لعبة التمويه والبحث عن غطاء من اجل ان لا يزعجها وهي التي تقوم بهم الاولاد والعائلة الكبيرة، وحتى عندما كان عبدالناصر يتعرض لنوبات صحية كان يخفي الامر عن تحية، من اجل راحتها. وكما قلنا فمذكرات او يوميات تحية بأي طريقة تريد تصنيفها هي عن زوج احبته وحاولت رعايته وعن حياتها في ظل الرئيس وابنائها والبيوت التي عاشوا فيها قبل ان ينتقلوا الى بيتهم الذي ظلوا فيه ومات فيه الرئيس في منشية البكري. وتحاول تحية ان ترسم لنا صورة عن الرئيس الاب الذي كان منشغلا طوال حياته بهم امته ووطنه ولم يكن ينسى في زحمة الاعمال راحة ابنائه وزوجته بل وعائلتها، ورعايته لشقيقها عبدالحميد في مرضه كان مثالا عن هذه الابوة والحنان. فلم يكن ينسى زوجته ان تناول طعاما لذيذا في الخارج وكان يحرص على ان يحضر لها شيء منه، ان اكل الكباب مثلا. كما تقدم لنا السيرة الذاتية لتحية صورة عن رجل لم يكن سلطويا في علاقته مع ابنائه وزوجته بقدر ما كان يريد تربيتهم على الواجب وان يكونوا مبرزين. وفي اكثر من مرة تشير تحية الى رفض عبدالناصر استخدام نفوذه كي يدرس ابناءه في كليات لم يحققوا العلامات التي تؤهلهم لدخولها. كما انه كان حانقا منذ البداية على نظام الطبقية خاصة في الجيش او ما يعرف بنظام ‘المراسل’ الذي كان يقضي بوضع مرسال تحت امرة اي ضابط يكون موكلا بقضاء حاجاته، وكان هذا النظام على ما يبدو طريقة لايجاد اعمال لابناء القرى والارياف ممن لم يتلقوا تعليمهم الكافي. وفي النهاية كانوا يعاملون مثل الخدم ويقومون بقضاء حاجات العائلة بدلا من اخذ الرسائل كما يقتضي دورهم. وقد الغي هذا النظام بعد الثورة. كانت العائلة تقضي اجازتها الصيفية في الاسكندرية وفي احدى المرات قرر عبدالناصر في طريق العودة للقاهرة أخذ الطريق الزراعي حيث علقت تحية على كل العزب والاراضي التي يملكها الملك ورجال الاقطاع والاقطاعيات ، لكن عبدالناصر قال ‘ قريبا لن تكون هناك اراضي مملوكة من الامراء والباشوات’، كان هذا في 10 يوليو اي قبل الثورة باسبوعين تقريبا. في كل صفحات الكتاب نقرأ عن امرأة تحرص على راحة ابنائها وزوجها، وهو امر عادي ولم تكن تهتم الا بالقدر القليل بما يجري حولها، وهي كما تعترف لم يكن لها حلقة من الاصدقاء حتى زوجات الضباط الذين كانوا يحضرون لزيارة بيتهم لم تكن تتجاوز العلاقة معهن اللقاء العابر. وفي مثل هذه المناسبات الاجتماعية كان الرجال يجلسون في الصالون والنساء في غرفة المعيشة، ولان حياة البيت كانت تأخذ النصيب الاكبر من يومها فلم يكن لديها الوقت الكافي كي تعلق على الوضع السياسي او تقرأ، ولعل الكتاب الوحيد الذي اهتمت به واشارت اليه في مذكراتها هذه، كان كتابا احضره عبدالناصر الى البيت عنوانه ‘ابو ذر الغفاري: اول ثائر في الاسلام’ ولا اعرف ان كانت تقصد ذلك الكتاب الذي الفه الكاتب اللبناني قدري قلعجي ولا يعني بأي حال انها لم تكن تقرأ، فكما تقول لاحقا انها كانت تقرأ الصحف وتطلع على الاخبار في التلفاز والاذاعة. وبالنسبة لكتاب ‘ابوذر’ فعندما شاهدها عبدالناصر تقرأه قال انه ممنوع في مصر وعليه ان يعيده الى صاحبه، وكان هذا من دواعي حرصها على ان تكمل قراءة الكتاب. دور السيدة الاولى وكما قلنا فقد كرست السيدة تحية حياتها للبيت والاولاد، لكنها ستقوم لاحقا باعتبارها السيدة الاولى بادوار بروتوكولية تشير اليها في الكتاب، وترافق زوجها في رحلته الى يوغسلافيا القديمة، وتعترف بانها في البداية شعرت بنوع من عدم الراحة، وتتسارع دقات قلبها، حيث تخلصت من هذه المشكلة فيما بعد. ومع ان احداثا كبيرة واجهت الرئيس طوال حياته، من حصار الفلوجة وعودته اليها جريحا، الى محاولة الاغتيال في المنشية في عام 1954، والعدوان الثلاثي ونهاية الوحدة، والصدام مع الاخوان المسلمين وهزيمة حزيران الا ان نظرة تحية اليها تظل نظرة الزوجة الحريصة على سلامة عبدالناصر، فهي تعلق مثلا عند نهاية الوحدة بين مصر وسورية (1958-1961) ان مشاعرها كانت غامضة ‘هل احزن ام لا؟’ لان الوحدة لم تكن مصدر راحة لها ذلك انها زادت من اعباء عبدالناصر، ففي اثناء الوحدة او قل بدايتها اصيب عبدالناصر بمرض السكري، وقد اقتنعت تحية ان المرض جاء بسبب الضغوط الجديدة التي زادتها الوحدة عليه والرحلات المتواصلة والتي كانت تستمر اسابيع الى سورية، وفي ليلة اعلان الانفصال تقول ‘عاد الرئيس للبيت ليلا ، كنت معه في الغربة، لم يتحدث اي منا للاخر، ولم اكن اعرف ان كان علي ان احزن ام لا؟’. وتقول انه تم بناء بيتين في المعمورة بالاسكندرية للرئيس وللمارشال عبدالحكيم عامر، وزير الدفاع والذي كان مسؤولا عن ملف سورية. وفي صيف ذلك العام كان عبدالناصر وعبدالحكيم معا هناك حيث جلسا يتحدثان عن الوضع في سورية، تحية كانت حاضرة والتفت اليها عبدالناصر قائلا ‘هذه انفصالية ولم تدعم الوحدة’، فضحكا معا، وضحكت معلقة ‘ كانت حملا ثقيلا، ومن الافضل انها انتهت’. يبدو ان دور تحية في الشأن العام كان نابعا من نظرة عبدالناصر لتوزيع الادوار، فأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 طلب منها الانتقال بعيدا عن البيت الى بيت اكثر امنا، قائلا ‘انا مسؤول عن البلد ابناؤه وبناته، وانت مسؤولة عن اولادنا’. لكنه في احيان اخرى كان يرى قلق زوجته عليه وعلى الاولاد مبالغا فيه فقبل اسبوع من الثورة عندما كثر تغيب عبدالناصر عن البيت، واكثر من الخروج وهو يحمل السلاح لحماية نفسه، عاد الى البيت مع بزوغ الفجر، حيث قالت له ‘انا خائفة عليك وعلى الاولاد’ فأجابها ‘هل كل ما تخافين عليه في هذا البلد هو عائلتك وابناؤك؟ هذه انانية.. الا تخافين على بلدك؟’. وعبارات ومواقف من هذه كثيرة في مذكرات تحية التي تظهر حرص عبدالناصر على وطنه وتعاطفه مع ابنائه وبناته. فمثلا عندما تخرج عبدالحكيم نجله الاصغر من الثانوية بمعدل 84 بالمئة وكان والده قد وعده بهدية، قال عبدالحكيم انه لا يريد اي شيء سوى السفر مع طيار معروف الى لندن فكانت اجابة عبدالناصر لابنه ‘تريد السفر الى لندن في الوقت الذي يقاتل فيه اخوانك في الحر على الجبهات، عندما نخلص بلدنا من الاسرائيليين، عندها تسافر الى لندن بل وحتى طوكيو ان احببت’. فاختار عبدالحكيم بدلا من السفر دراجة اخفى امرها عن والدته التي لم تكن تشجع ركوبها ولم تشاهدها الا في الاسكندرية ذلك الصيف. لحظة الثورة في حياتها مع عبدالناصر الكثير من لحظات الفرح، ولعل اجمل فرحة سجلتها هو اعلان نجاح الثورة وتكتب ‘ في الساعة السادسة والنصف من صباح 23 يوليو 1952، سمعت دقات على الباب، وعندما فتح شقيق جمال الباب وجد امامه ثروت عكاشة يطلب مقابلتي، وصافحني مهنئا ‘لقد نجحت الثورة، وسألته اين جمال، فأخبرني انه قريب لا يبعد سوى خمسة دقائق من البيت في القيادة العامة… وطلب مني الاستماع الى البيان في الساعة السابعة.. شكرته وذهب’. كان جمال عبدالناصر ليلة الثورة قريبا من البيت فهو الذي اشرف على تأمين الحركة امام المستشفى العسكري، ومن نافذة البيت كان يمكن مشاهدته وسيارته ‘اوستن’ التي تقف ليس بعيدا عن مكانه. وكان شقيقا عبدالناصر اللذان كانا في البيت على علم بما سيجري. عن الظرف السياسي في مقدمة الترجمة الانكليزية التي قام بها خالد عبدالناصر، نجل الزعيم الراحل، وصدرت عن الجامعة الامريكية في القاهرة يتحدث خالد عن سبب تأخر اصدار مذكرات والدته تحية، رابطا ذلك بالجو السياسي العام الذي لم يكن مشجعا على نشرها اثناء حكم مبارك او السادات، مع ان ايا من ابناء الزعيم انخرط في السياسة او اظهر طموحات بهذا الشأن، فكلهم ظلوا في العمل العام اما محاضرين في الجامعات اوعاملين في دور النشر او ضباطا في البحرية. وظلوا بعيدين عن النشاط السياسي على الرغم من الفرص الكثيرة التي اتيحت لهم. ويقول خالد انه بعد وفاة والده بعام بدأ مشروعا من اجل انشاء مؤسسة تحمل اسم والده الراحل لكن المال كان عقبة، واستعاض عن هذا الطموح بمحاولة لتسجيل وكتابة خطب والده وتوثيق كلماته، حيث حاول شقيقه عبدالحكيم الحصول عليها اثناء حكم السادات ولكن بدون نتيجة، وبعدها حاول خالد مع صفوت الشريف، وزير الاعلام والذي سمح له بتسجيل كل ما توفر من خطابات والده في الاذاعة والتلفاز. وظل خالد يعمل من البيت، ومع ظهور الانترنت استطاع انشاء المؤسسة التي كان يحلم بها وانشأ موقعا لوالده على الانترنت والذي تشرف عليه مكتبة الاسكندرية. ويضم ارشيف الرئيس عبدالناصر مواد اثرية لا يزال يضيف عليها ما تقع عليه يديه. وعن مشروع مذكرات والدته يقول انهم اي عائلته قررت نشرها قبل شهرين من ثورة 25 يناير 2011 والتي اطاحت بحكم الرئيس مبارك حيث بدأ مزاج سياسي جديد يفرض نفسه على الواقع. وبعد قراءة مذكرات تحية عبدالناصر، فان سرديتها خاصة في الجزء الاول منها قبل الثورة، وانغماسها المحدود في الحياة العامة والنشاط الذي لم يتجاوز عقد حفلات استقبال لزوجات الرؤساء والسفراء الاسيويين والافارقة، فانها تخلو من النقد السياسي او حتى التطاول على اشخاص. فتحية تحترم اصدقاء زوجها خاصة عبدالحكيم عامر الذي سمي النجل الاخير على اسمه، وكذا تذكر اصدقاء الرئيس اثناء التحضير للثورة بخير، الا الرجل الاسمر الذي كان على خلاف اصدقاء الرئيس لا يترك اسمه عندما يحضر سائلا عنه. وتلميحات تحية لا تتجاوز كون الرئيس عبدالناصر كان يكتب المقالات التي تنشر في جريدة ‘الجمهورية’ التي عمل عبدالناصر على تأسيسها، وتنشر باسم السادات، وان الاخير لم يكن من الضباط الاحرار حيث استدعاه عبدالناصر ليلة الثورة من العريش. كما تذكر ما قاله لها عبدالناصر عن السادات الذي كان في ليلة الثورة مع زوجته في السينما وعندما عاد وجد ورقة تدعوه الى الانضمام اليهم. وهي تقر انها لم تكن تعرف اي شيء عن اللواء محمد نجيب الذي اصبح رئيسا للدولة بعد الثورة. وعندما ربط اسم نجيب بمحاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية تغيرت مشاعرها نحوه، وتقول انه عندما جاء لزيارة ابنها خالد في المستشفى بعد اجرائه عملية، واحضر معه علبة شكولاتة منعت الجميع من تناولها حنقا عليه. تذكر تحية ان اهم متعتين في حياة عبدالناصر كانت مشاهدة السينما، حيث كانت متعة الخروج الى دار السينما من التقاليد التي واظبا عليها حتى كبرت العائلة وزادت مشاغل عبدالناصر، اما الاخرى فهي هواية التصوير، والتي ظل دأبه عليها كلما اتيحت له الفرصة. والكتاب وهذا ما يميزه انه حافل بصور تؤرخ لحياة عبدالناصر وعائلته، فهو البوم كامل منذ الولادة الى الوفاة. في مذكرات تحية عبدالناصر، حكاية عن الولاء والوفاء للزوج والرئيس والرمز، ففي نهاية كتابها تقول انها لم تكن تهتم كثيرا بالرئاسة ولا بكونها السيدة الاولى او زوجة الرئيس، وستظل تبكيه وتندبه ما دامت حية ‘ساظل اندبه حتى ارتاح الى جانبه في مسجد جمال عبدالناصر في منشية البكري حيث تم تهيئة قبر لي كما تمنيت’، وتختم بالقول ‘كان اسمه جمال عبدالناصر، عاش عظيما، وهو في حماية الله، وتاريخه شاهد عليه’. مذكرات بسيطة وسهلة، قصيرة وكل ما فيها اخلاص وود ووفاء لذكرى الرجل الذي غير مسار الحياة العربية ونال احتراما عالميا. ولان المذكرات بهذه الصورة والبساطة فلا داعي لمقارنتها بمذكرات مصرية لنساء

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف