نموذج الاتصال
كل الحب وكل الامنيات الطيبه لكل العالم مع الامل من المزيد من المحبه واحترام الراي الحر واختلاف الثقافات مع الاحترام الكامل للاديان وعدم الخوض في ما حرم الله وان نحترم الاخر وان نحاول ان نصحح عيوبه مع الاحترام الكامل للحريه في الوصف والتعبير والتبادل المعلوماتي الله خلقنا من المحبه والواجب ان نرد المحبه بكل الحب في الاحترام الكامل للرسل والانبياء والاديان والتشريع السماوي*All the love and all good wishes to all the world,
Followers
Blog Archive
-
▼
2019
(2722)
-
▼
June
(208)
- مو كل حمار حمار
- خالدعبدالرحمن
- شاعر العرب نجم ماهر وقصيده الام التي ابكت الملايين...
- جنه الخلد يا شهيد
- شجع_بلدك
- فتاة جديدة تتهم لاعب منتخب مصر بـ"فيديو جنسي
- خالد عبدالرحمن... يشعر
- ملكة جمال غامبيا تتهم الرئيس السابق يحيى جامع باغت...
- اغنيه Señorita جايبه 82 مليون مشاهده♥️
- نشنت صح يا فالح
- يا ريتك ما عدلتها
- 5 ساعات رعب في العتبة.. والنيران تلتهم 19 محلاً
- جزائرياً ينقذ طفلة سورية من موت محقق بتركيا
- وساطة ومحسوبية في مرور فلوريدا
- انتا جي تقعد فين ياض انتا ياض
- اهرشلي في رجلي ياض اشمعنا هيا
- حكايه صوره
- اغني رجل في العالم
- أغرب الاختراعات التكنولوجية المدهشة
- أبطال خارقين تشكلت شخصياتهم من معاناتهم كأيتام
- شراء لابتوب للألعاب بدلاً من منصّات الترفيه المنزل...
- اختراعات مذهلة مُنتظرة
- سوار يُجبرك على التوقف عن الأكل بالصعق
- أجمل سفارات الدول حول العالم
- منزل جديد يُغير شكله بحسب الشمس!
- شقق Airbnbs الأكثر روعة في العالم
- أوبو تستعرض تقنية للاتصال بلا أي نوع من الشبكات حت...
- وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي
- حريق مريع بشارع العريش بالهرم
- روسيا والصين تستغنيان عن الدولار فى المعاملات التج...
- البهجه
- اسطوره الحب
- الحكمه
- لعبة صراع العروش “Game of Thrones Beyond the Wall”...
- لعبة المغامرات Minit متاحة الآن وبشكل رسمي على أند...
- مشاهدة الأفلام أونلاين.. إليكم أفضل 5 مواقع عربية ...
- هواوي تسجل نظام تشغيلها الحديد في عدد من الدول
- اطعمة تنظيف الشرايين والحفاظ عليها ١١ طعام لا يفوتك
- احصل على شهادة جامعية من إحدى الجامعات البريطانية ...
- التريلر الأول لفيلم Charlie’s Angels
- أفضل برامج كمبيوتر لعام 2018 (+110 برنامج)
- هل تعاني من بطئ الالعاب اونلاين بسبب التحديثات؟ ال...
- ZTE تزيح الستار رسمياً عن الهاتف المزدوج الشاشة ZT...
- موعد الإعلان الرسمي عن الحاسوب MacBook Pro بحجم 16...
- Honor تؤكد لنا أنها ستطلق هاتف متوافق مع شبكات 5G
- لا تستغرب انت من فعلت بنفسك الطواغيط
- من أسرار الفراعنة : 8 ألغاز من مصر القديمة أثارت ح...
- 10 نظريات مجنونة صدقها معظم العلماء قديماً
- أهم 50 كتاب..الأوسع إنتشاراً وتأثيراً في العالم
- إكتشاف مقبرة فرعونية عمرها 4500 عام في منطقة أهرام...
- أفضل 16 كتاب في الفانتازيا الأكثر قراءة ومبيعاً في...
- أشهر 5 أساطير في المغرب العربي
- من روائع العمارة : منزل الطين العجيب
- العلم يقول : لا تستحم كل يوم
- ينبوع الشباب ..هل هو حقيقة ؟!
- عندما إلتقى المسلمون بالفايكنج : 5 حقائق لا تعرفها...
- أحمد بن فضلان .. ورحلة إلى بلاد الفايكنج
- جابر بن حيان : الكيميائي الأول في تاريخ العلم
- هل اكتشف المصريون القدماء الكهرباء منذ آلاف السنين ؟
- قصة الطاعون : أعظم كارثة مرت على تاريخ البشرية
- إمكانيات منظومة "بانتسير- إس إم" الجديدة (فيديو+صور
- بعد سقوط قتلى بسبب موجة الحر في أوروبا... إغلاق 4 ...
- كنا واصبحنا
- ما لا تعرفه عن بوباستيس : مدينة القطط المقدسة في م...
- 5 أماكن ساحرة في عالمنا العربي
- مدينة شبام في اليمن : أرض أقدم ناطحات السحاب في ال...
- الأمير عبد القادر الجزائري : الرجل الذي تحدى فرنسا
- ماذا تعرف عن الإنترنت المظلم ؟
- 10 إحصائيات مدهشة سوف تجعلك تفكر مرتين
- الصديق الوفي
- Top 5 Android Q Features
- أستاذ أمراض جلدية: ميكروب ريهام سعيد يسبب تساقط "ل...
- النهايات الأصلية لأشهر قصص الأطفال
- جميلات تجاوزن الـ 50:«الأكبر تبلغ 80 عاما
- جاسوسة بدرجة فنانة" ساهمت في اغتيال عالمة الذرة ال...
- مشاهير وقعوا بالحب من النظرة الأولى واعترفوا بذلك
- #يا بنت حضاره سبعه الاف عام والضحكه المرمريه
- نجل الكاتب محمد حسنين هيكل يكشف عن الدور الحقيقي ل...
- مصر.. طائرة تجسس تصور النساء عاريات ليلًا والأمن ي...
- جمع بين عشيقة في سن ابنته وصديقتها لممارسة الرزيلة...
- بنت الجزمة : ليفنيى
- طلاق زوجه امازون يساوي ناتج الدول لعربيه
- بوتين طفلا بين الحياه والموت قصه صوره
- مواقع ، برامج وأدوات مفيدة
- واتس آب تختبر ميزة جديدة ستنال إعجاب المستخدمين
- تقنية Wi-Fi 6 وكيف ستغير من إتصالنا بالإنترنت
- أقوى برنامج إسترجاع ملفات في العالم بعرض حصري !
- تحديث ويندوز 10 فوري
- صفقة القرن هى إيه بالظبط ؟
- #قصة_و_عبرة
- ناصر القصبي يغرد لاميره
- #جورج_ماكلورين وحكايه صوره
- مشاهدة مباراة مصر وأوغندا بث مباشر - بطولة كأس الأ...
- السودان.. المجلس العسكري يصدر بيانا بشأن "مليونية ...
- بعد 23 عاما.. مخترع "الفلاش ميموري" يعتذر للعالم
- السودان.. مظاهرات في الخرطوم ودعوات لحماية المتظاهرين
- ترامب "استأذن" كيم قبل العبور التاريخي.. والرد "كل...
- ترمب يفاجئ الجميع ويرفع حظر "هواوي".. ماذا يعني ذلك
- لجنة أطباء السودان: مقتل 5 محتجين في مظاهرات الأحد
- اهداف مصر وزيمباوي
-
▼
June
(208)
My Blog List
Labels
- 2011 New setback in shame for the Arab
- advise
- ang....l
- Arab revolutions and criminality systems bullying
- Benefits of pinch ants
- best words for love
- book
- books
- bouquet of the month of Ramadan
- buneiss
- bussines
- computar
- copuotar كمبيوتر وانترنت
- Date Alkimtre - a very important subject
- Egypt in the eyes of the Arabs:
- food
- for my friend
- for love
- friends
- Gaza
- Good words
- happy
- happy new year
- happy live
- helthey الصحه
- i pray my god
- important midcal
- in egybt
- j
- jokie of presdent in egybt
- Laughing Cow manipulated sores Egypt
- live
- love
- love egybt
- midia
- movie
- my flower sleep
- negm maher love egybt
- news
- Of the most beautiful thing I read about women
- oskar the revelioyhion
- poltica
- Pomegranate fruit of Paradise
- program
- Ramadan ... Month of goodness and mercy and peace
- rev...of animals
- romance
- s.....
- s.........
- smile
- Smiled with great revolution that steal
- sucessssssss
- sucesssssssssss
- sweet words
- Terms in the Egyptian dialect
- the land of my pride
- travell
- VERY IMPORTANT INFOTMAHION
- very sweet midical
- very sweet song from egybt
- wait
- war
- What are genes?
- woman
- words
- words of gold
- world
- Yalla Computerبرامج الحماية والأنتي فيرس
- أضحك قرقر
- ابتسامات
- اجتماعيات
- اختراعات ومخترعين مصريين
- ادبيات اللعه
- ارقام
- استعاده البريد علي الهوتمايل u mail
- اضحك قرقر
- اغاني الزمن الجميل
- افراح
- افلام
- الابتسامه
- الاحبار
- الاخب
- الاخبار
- الادمان
- الاره
- الارهاب
- الاعجاز الالهي
- الاعجاز العلمي في القران
- الانترنت
- البراءه
- التاريخ history
- التعليم
- التكنولوجيا
- التكنولوجيا والموبايل
- الثوره
- الثوره السودانيه
- الثوره في ريف مصر *كفر فرسيس*
- الجريمه
- الجياه
- الحاه
- الحرب
- الحريه
- الحقيقه the true
- الحونه
- الحياه
- الخونه والعملاء
- الخونه والعنلاء
- الخيانه
- الدي
- الدين والحياه relgashion
- السياحه
- السياسه
- السياسه poltica
- الشعر السياسي
- الصجه
- الصحة
- الصحه
- الصحه helthey
- الطبيعه
- الطرب الاصيل
- الطفوله
- الطقص
- الطيور * the birds
- العاب موبايل
- العلوم البحثيه
- الفراعنه
- الفساد في بلادي
- الفضاء
- القدس عروس عروبتكمJerusalem bride Aropetkm
- اللغه
- المعلومه informathion
- الموت
- الناجح
- النص الكامل لـ"وثيقة" علي السلمي "المشبوهة
- النصيحه advise
- انسانيه
- برامج
- برلمانيات
- تراث
- تسريبات الصندوق الاسود
- تغريدات
- جمال اللغه
- جيش جمال.ناصر.العرب
- حكايه صور
- حكايه صوره
- حكم
- حكومه الفشلاوي
- حوادث
- حول العالم
- خطه الشاطر
- رجال حول الرسول صلي الله عليه وسلم
- رساضه
- رياض
- رياضة
- رياضه
- سباق الرءاسه المصريه 2014
- شخصيات أثرت واثرت فينا
- شعبيات
- صحافه
- صفقه القرن
- غراءب
- فن
- فنون واداب
- في حب مصر
- فيديو
- فيديو سياسي
- فيديو سياسي الثوره المصريه
- فيديوهات
- فيلم movie
- فييو سياسي
- فييو سياسي الثوره المصريه
- قلت في حبيبتي
- قلت فيها حبيبتي
- قنون
- قيديو
- قيديو سيسي
- كتب
- كلمات في الحب
- كوارث
- مال وأعمال
- مال واعمال
- متفرقات
- مجتمع
- مجمع
- مجنمع
- محاكمه القرن
- محمد صلي لله عليه وسلم
- مشاهير
- من ملفات المخابرات المصريه
- منوعات
- مواقع التواصل
- ميديا
- نشطاء السبوبه
About Me
- world negm
- انا الفارس والشاعر والاديب في بلادي وبلادك*** انا يا سيدتي من حارب جلادي وجلادك
جديد المدونه
Saturday, June 29, 2019
- إذا أردنا الحديث عن أعتى الكوارث المرضية الي أصابت البشرية , سنجد أن الموت الأسود - الطاعون - هو أكثر ما تسبب في قتل الملايين في واحدة من أحلك الأوقات سواداً في التاريخ البشري .
بدأ أول انتشار لمرض الطاعون الدبلي في منتصف القرن الثالث عشر , ووصل إلى أوروبا في عام 1347 .
الحقيقة أن هذا المرض اللعين قد انتشر في اوروبا عن طريق السفن التي جاءت محملة بالموت والموتى , فأولئك الذين تجمعوا على الموانيء منتظرين لقاء ذويهم , إلتقوا بمشهد مرعب بدلاً من اللقاء الحار المفعم بسعادة العودة للوطن ...
كان معظم أفراد طواقم السفن قد ماتوا , ومن بقي على قيد الحياه , قد تشوه جسده برداء بشع من الدمامل الموبوءة , وعلى الرغم من إعادة العديد من السفن إلى البحر مرة أخرى , إلا أن الضرر كان قد وقع بالفعل وانتشر !
اكتشف الأروربيون بسرعة أن الطاعون مرض شديد العدوى , ومميت بشكل غير عادي , وعلى الرغم من انتهاء التفشي الأول لهذا الوباء عام 1350 , إلا أنه ضرب بقوة مرة أخرى بعد بضع مئات من السنين .
هذه المرة التي أقبل فيها الطاعون برداءه الأسود مرة أخرى , أطلّ على قارة آسيا ثم انتشر إلى أوروبا .
تعرضت لندن لأول مرة لمرض الطاعون عام 1665 , وانتشر الموت الأسود مرة أخرى , ومرة أخرى .. قتل الآلاف .. بينما رأى أخرون تلك الدمامل وهي تأكل من أجسامهم الهزيلة شيئاً فشيئاً .. وعرفوا أن أيامهم كانت معدودة .. وينتظرهم ذلك المصير الذي طال أقاربهم وجيرانهم ..
قد تعتقد عزيز القاريء أن ذلك هو أسوأ جزء في تلك الأوقات العصيبة .. ولكنه ليس كذلك على الإطلاق كما سترى في الفقرات التالية !
الحقيقة أن المسبب لمرض الطاعون the plague هو نوع من البكتيريا المسمى بـ إنتروبكتريسا يرسينية طاعونية , تحاكي تلك البكتريا عمل جسيم آخر شائعاً في الجسم , وهذا الجسيم لا يهاجمه بالطبع جهاز المناعة , لذا عندما تصل تلك البكتريا المخادعة إلى العقد الليمفاوية , يكون الآوان قد فات على مiاجمتها على الرغم من إدراك الجسم أخيراً أن هناك شيئاً خاطئاً , فتنتشر البكتيريا في الجسم بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى حدوث صدمة إنتانية , وفي النهاية يحدث فشل في الجهاز المصاب .
يقول المؤرخ " مايك إغبيجي " عن الموت الأسود - أنه كان على الأرجح من سلالات الطاعون : الدبلي bubonic والهوائي pneumonic ( الذي يصيب الرئة ) , وأن هذه السلالة التي تنتقل عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء تسبب معدل قتل يصل إلى 100% تقريباً , وأن أولئك الذين يستنشقون هذا الهواء الملوث بالمرض يموتون عادةً خلال 24 ساعة من الإصابة .
أما الطاعون الدبلي- والذي ينتشر عن طريق البراغيث - فيتبع نمطاً مختلفاً , فبمجرد أن يُصيب الشخص فإن الأمر يستغرق ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام قبل أن تظهر على المريض أي علامات للمرض , ومن ثلاثة إلى خمسة أيام أخرى قبل أن يقضي عليه الموت .
بالطبع هذه طريقة مروعة للموت , ولكن الوقت القصير بين الصحة والموت هو السبب في أن هذا الأمر لم يكن أسوأ ما في مرض الطاعون .. فعلى الرغم من كل ذلك .. الموت السريع ليس سيئاً للغاية , بدلاً من تحمل الألم والمرض لأشهر طويلة أو حتى سنوات .
- لم يكن انتشار الطاعون مجرد مصادفة مشؤومة , ولم يكن انتشاره أيضاً عقاباً إلهياً , ولكن نحن البشر من أهلكنا أنفسنا بما كسبت أيدينا , فالحرب البيولوجية لم تكن وليدة العصر الحديث , ولكنها قد بدأت منذ زمن بعيد .
وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض CDC , فإن مصدر المعلومات المتوفرة لدينا عن فترة انتشار الطاعون في أوروبا هي سجلات كتبها كاتب عدل إيطالي يُدعى " غابرييل دي موسي " , حيث قال أن الأوروبيين عام 1340 كانوا على علم بأن هناك مرضاً فتّاكاً قد قضى على ممالك التتار والمسلمين في بلدان عدة , بينما فر التّجار المسيحيون الذي كانوا موجودين في ذلك الوقت في تلك البلاد إلى مدينة تُسمى " كافا " .
ولكن لم يمض وقت طويل قبل أن يحاصر التتار مدينة " كابا " لمدة ثلاثة سنوات , وعندما هاجم الطاعون جيش التتار , أمر قادة الجيش بتحميل المقاليع بجثث قتلى الطاعون ورميها نحو أسوار المدينة .. جبال من الموتى نُصبت هناك , بينما لم يستطع المسيحيون الفرار أو الإختباء من الموت الأسود القادم إليهم .
ولكن بعضاً منهم قد استطاع الفرار من كافا والعودة إلى أوروبا , استطاعوا الفرار , ولكن ليس وحدهم , فقد حل الطاعون ضيفاً معهم عندما عادوا للوطن
قبل أن يكتسح الطاعون أوروبا , كان الدين هو أساس حياة الشعب الأوروبي , حتى أن معظم الناس قد دُفنوا في أرض الكنيسة , فلم تكن الكنائس مخصصة فقط للصلاة , إنما كانت القلب النابض للمجتمع .
بالنسبة للكثيريين كان الموت شيئاً حتمياً , ولم يكن أمراً يجب الخوف منه , فعدد كبير من المسيحيين المؤمنين كانوا على اعتقاد أن الموت ما هو إلا بوابة لعالم آخر أفضل كي يعيشوا أخيراً حياة كريمة وطيبة , لكن جاء ذلك الطاعون فجأة وانتشر كالطوفان الكاسح , فبدا الأمر لهم وكأن الله قد تخلى عنهم فجأة !
كان هذا الأمر مرعباً خاصة عندما رأى الشخص العادي أن رجال الدين قد فقدوا السيطرة أيضاً أمام هذا البلاء , حتى أن رجال الدين قد عانوا أيضاً من خسائر على نفس مستوى ما عانت منه جماهير الشعب .. فالطاعون لم يكن شيئاً جميلاً كمكافأة إلهية للورع والتقوى , بل كان قبيحاً , مجنوناً , عشوائياً , وكان في كل مكان ..
عندما ضرب الموت الأسود أوروبا مرة أخرى في القرن السابع عشر , اتخذت البلاد تدابير مروعة على أمل وقف انتشار المرض .
أولاً كان على الباحثين - من النساء المسنات المرسلات من رئيس أسقف الكنيسة - أن يقمن بزيارة العائلات وفحص الموتى , وتقديم تقارير حول من أُصيب , ثم بعد ذلك يتم إغلاق المنزل على الأسرة , ورسم الصليب الأحمر على الباب وذلك لتحذير الجيران .
أيضاً تم تعيين مراقب لكل منزل مصاب , وذلك للتأكد من عدم خروج أي شخص و وكذلك عدم دخول أي شخص , وعدم تمرير سلع إلى الداخل أو إلى الخارج ..
اعتقد أن الأكثر مرارة من الإصابة بالطاعون , هو تلك التدابير المجحفة في حق المرضى !
يأكلك المرض وأنت تتضور جوعاً وعطشاً انت وأطفالك , في سجن انفرادي لما تبقى من حياتك البائسة , موصومون بالموت الأسود , فلا مساس , ولا كلام , فيحكم عليك البشر بالموت قبل المرض .. يا لا قساوة البشر وأحكامهم الشيطانية .
ولكن في القرن السابع عشر كان الأمر أقل وطئاً من ذلك , فكان حتماً على القرى المصابة بالطاعون أن تعزل نفسها في حجر صحي , فلا كائناً يدخل أو يخرج منها , وكان على من لم يصبه المرض أن يدفن البقية سواء من أسرته او جيرانه .
المهمة الثانية : كانت لحاملي الجثث - وكانوا يعملون ليلاً فقط - يجمعون الجثث من المنازل أو الشوارع عن طريق ربطهم بوتد طويل وقذفهم في عربة .
- من عادة الطبيعة البشرية وقت حدوث مأساه , محاولة العثور على تفسير - أي تفسير , وعندما لا يكون هناك واحداً , فمن الأفضل أن تسير الأمور من سيء إلى أسوأ في ومضة , من الواجب وقتها .. البحث عن كبش فداء !
- في القرن الرابع عشر , كان الناس في جميع أنحاء أوروبا يبجثون عن تفسير لما يحدث ؛ لماذا هناك الكثير من الموت والأمراض ؟
وفكرة عدم وجود سبب لذلك , كانت أمراً مرعباً في حد ذاته , فكان على الناس أن يخلقوا سبباً لتلك المعاناه !
وبحلول خريف عام 1348 , انتشرت شائعات على نطاق واسع في كل أرجاء اوروبا , تفيد بان الطاعون كان في الواقع مؤامرة يهودية ضد المسيحية , هذه الأقاويل أطلقت العنان للمسيحيين في اوروبا لتدمير عقيدة كاملة , فتم اعتقال وتعذيب الكثير من اليهود , وبدأت حملات الإنتقام الجماعي , فأُحرقت مئات من المدن والنجوع التي يسكنها اليهود , وتم إعدام الآلاف منهم على يد الجماهير الغاضبة , كان الأمر كمذبحة اجتاحت مشارق أوروبا ومغاربها , لدرجة أن الأمر استغرق من اليهود ثلاثة قرون لإعادة بناء معتقداتهم ونشر ثقافتهم من جديد في البلدان التي يعيشون فيها .
ربما سمع معظمكم عن حُفر الطاعون , وعن المقابر الجماعية - حيث انتهى المطاف بجثث ضحايا الطاعون- , كان هناك الكثير من الجثث , ولكن ربما تم التعامل مع الجثث بطريقة مراعية بعض الشيء , ففي عام 2016 تم اكتشاف مقبرة لموتى الطاعون في لينكولنشاير تحت أرضية دير قديم من القرون الوسطى , ويعود تاريخ المقبرة إلى عام 1349 وتضم 48 جثة , سبعة وعشرون منها كانت لأطفال , وقد وضعوا جميعهم بعناية , جنباً إلى جنب في صفوف , وقد وجد علماء الآثار أيضاً أن العديد من الجثث تم دفنها مع حليها ومصوغاتها و حتى أن أحدهم قد وضع تميمة على شكل رمز وقائي على إحدى الجثث .
كتب أحد المؤرخين من فلورنسا عن نقل الموتى ودفنهم في الكنيسة , فقال أنه كان يتم حفر الحفر , وكان يتم تكديس الفقراء فوق بعضهم البعض خلال الليل ثم يتم تغطيتهم بالتراب في الصباح ..
وصف الأمر بأنه مثلما يتم عمل اللازنيا بطبقات المعكرونة بالجبن !
أما في أيرلندا فتبقت واحدة من السجلات التاريخية التي تحدثت عن فترة الطاعون , حيث كتب الراهب" جون كلين " عن الفظائع التي شاهدها وكتب في نهاية سجلاته " أنا , .. من بين الموتى .. أنتظر الموت قادماً , وألتزم بكتابة ما سمعته , وعايشته جيداً ,وأترك الأمر لمن بعدي ليتابع العمل , في حال بقى أي شخص على قيد الحياة في المستقبل " .. وتنتهي كتاباته عند هذه النقطة باستثناء سطر واحد كُتب بخطٍ مختلف .. يقول " هنا .. على ما يبدو .. مات المؤلف