محاربو الصحراء.. دموع «العزم أن تحيا الجزائر»
في ظل الأداء المذهل الذي يقدمه منتخب الجزائر في بطولة كأس أمم إفريقيا 2019، توجد العديد من اللقطات التي تشير إلى جوهر الروح التي يتحلى بها اللاعبون والجهاز الفني.أداء المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر لم يكن متوقعًا بالنسبة لكثيرين قبل البطولة، فالمنتخب الذي كونه جمال بلماضي اللاعب السابق في منتخب محاربي الصحراء لم يكن مرشحا للذهاب بعيدا في البطولة.
لكن منتخب الجزائر الذي تغلب على كوت ديفوار في الدور ربع النهائي، صار الآن في المربع الذهبي للبطولة القارية الأبرز، وهو أحد المرشحين الأوائل لإحراز اللقب في الوقت الراهن بجيل مميز للغاية صار ينتظر منه الكثير عقب الكان.
ما يتسم به منتخب الجزائر ويبدو جليا في هذه البطولة، الروح الهائلة التي يلعب بها لاعبوه، والتي تجلت في العديد من اللقطات خلال اللقاء.
فالالتحامات البدنية طيلة 120 دقيقة ضد منتخب مثل كوت ديفوار، وبالتحديد من الثلاثي جمال بلعمري ورامي بن سبعيني في الدفاع، وسفيان فيغولي في الوسط، تؤكد أن الجزائر تمتلك روحًا لا تقارن، هذا على سبيل التخصيص، لكن لاعبي الجزائر الـ11 كانوا في الموعد بدنيًا أمام كوت ديفوار، بخلاف الامتياز الفني.
أبرز ما في اللقاء أيضًا، كان دموع الحماسة التي انفلتت من لاعبي المنتخب الجزائري وطاقمه الفني، بدءًا من بغداد بونجاح، مهاجم المنتخب الجزائري المتميز، الذي أهدر ركلة جزاء مطلع الشوط الثاني حصل عليها بنفسه، فظل يبكي في الملعب وعلى دكة البدلاء في الوقت المتبقي من عمر اللقاء.
كذلك كانت الدموع تغالب إسماعيل بن ناصر، أفضل لاعب وسط في البطولة حتى الآن في وجهة نظر كثيرين والذي ارتبط اسمه بالانتقال إلى ميلان الإيطالي، وهو اللاعب الذي ينشط في السيريا آ بين صفوف إمبولي بالتحديد، وهو يقف منتظرًا المسددين لركلات الترجيح ويشد من أزرهم دائمًا رغم أنه لم يكن بين المسددين على الإطلاق.
يوسف عطال، الاسم الآخر البارز في هذه البطولة، ولاعب نيس الفرنسي، لم يستطع مغالبة دموعه حينما خرج من المباراة مصابًا في الكتف إثر احتكاك عنيف مع مدافع إيفواري، دموع انهمرت بغزارة أثناء ركلات الترجيح.
ختام الدموع كان من المدرب جمال بلماضي نفسه، الذي جلس على دكة البدلاء وسط احتفالات اللاعبين باكيًا بحرارة، وارتسمت عن شفتيه ابتسامة بسيطة تحمل هم ما بقي من مشوار الخضر، الذين رفعوا سقف معنويات جماهيرهم التي لن تقبل بأقل من التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية في تاريخ الجزائر، حتى ولو كان ما تم تحقيقه كفيلًا بإدخال الفخر على نفوس الجزائريين ورفع رؤوسهم عاليًا.
دموع لاعبي الجزائر والجهاز الفني أتت مصداقا للنشيد الوطني الجزائري، الذي يصنف من بين أكثر أناشيد العالم الوطنية حماسا على مستويي الكلمات واللحن، وهو الذي كتبه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا ولحنه الملحن والمطرب المصري محمد فوزي، ومن بين كلماته الخالدة «وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.. فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا».
تلك الدموع هي دموع «العزم أن تحيا الجزائر»، والعالم كله «يشهد» بما يحدث في مصر 2019!.