بعد عملية أفيفيم... سيناريوهات المواجهة القادمة بين حزب الله وإسرائيل
التهديدات المتبادلة بين الطرفين عقب التطورات الأخيرة طرحت عدة تساؤلات بشأن إمكانية قيام "حزب الله" بعملية أخرى، وسيناريوهات المواجهة بين الحزب وإسرائيل في الفترة المقبلة.
وأكد أن "حسن نصرالله أشار إلى نوع المواجهة القادمة بقوله إن الطائرات المسيرة الإسرائيلية لن يكون بمقدورها أن تأتي إلى لبنان دون استهدافها"، مشيرًا إلى أن "هذا الاستهداف سيجعل المسألة كأنها مواجهة مستمرة ومفتوحة ولن تتوقف".
وتابع رياض عيسى، المحلل السياسي والناشط المدني:
بعد عملية أفيفيم... سيناريوهات المواجهة القادمة بين حزب الله وإسرائيل
© REUTERS / Ali Hashisho
في تصعيد خطير ينذر بحرب قريبة شاملة، تصاعدت حدة التوترات مؤخرًا بين "حزب الله" وإسرائيل، على وقع العمليات العسكرية الأخيرة.
ولم يتأخر رد "حزب الله" اللبناني بشأن الهجمات الإسرائيلية على مواقعه في سوريا ولبنان، حيث دمر آلية عسكرية مدرعة في موقع "أفيفيم" العسكري الإسرائيلي على الحدود اللبنانية.
عملية أفيفيم
أعلن "حزب الله" عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع إسرائيل وقتل وجرح من فيها، في وقت نفى الجيش الإسرائيلي أن يكون أحد من جنوده قتل أو جرح.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، قد أكد في تصريحات له الأحد الماضي، على أن رد الحزب على إرسال إسرائيل لطائرتين مسيرتين مفخختين، إلى ضاحية بيروت الجنوبية سيكون مفتوحا وأن "الأمر محسوم".
وقال الناطق باسم الجيش، أفيخاي أدرعي: "لا توجد إصابات جراء العملية التي نفذها حزب الله".
وقال "حزب الله" في بيان الأحد الماضي:
عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر الأحد، قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها.
المواجهة مفتوحة
الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فيصل عبد الساتر، قال إن "حزب الله أعلن أن العملية التي قام بها جاءت ردًا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مركزًا لحزب الله في سوريا".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، مساء اليوم، الأربعاء:
إن الحزب أبقى القضية مفتوحة بشأن ما قامت به إسرائيل من استهداف الضاحية الجنوبية للبنان بطائرتين مسيرتين.
وبسؤاله عن الطريقة التي يمكن أن يرد بها "حزب الله" على استهداف الضاحية الجنوبية، أجاب الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فيصل عبد الساتر:
من الممكن أن يقوم حزب الله بإرسال طائرات مسيرة لاستهداف شيء ما لإسرائيل، وذلك بحسب تأكيد القريبين من هذا الملف.
رد قريب
وتابع "المهم في هذه القضية أن حزب الله احتفظ بحق الرد في حادث الضاحية الجنوبية، لكن متى وأين وكيف سيتم التنفيذ هذا أمر ستقرره المقاومة، مع ترجيحات أن نشهد عملًا بنفس الطريقة التي قامت بها إسرائيل".
وأشار الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فيصل عبد الساتر، إلى أن "المقاومة أسقطت المعادلة التي أرادت إسرائيل استمرارها في مواجهتها مع حزب الله، وهي أنه يمكنها أن يستهدف عمق الأراضي اللبنانية دون رد، حزب الله سارع لعملية وأطلق صواريخه من لبنان إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا بحد ذاته رسالة واضحة أن الأمور أصبحت مفتوحة وليس هناك خطوط حمراء أمام حزب الله".
وعن السيناريوهات المتوقعة من قبل إسرائيل، أضاف:
حزب الله الأقدر حاليًا على صنع المعادلة وليس إسرائيل، بعد الانتصار العسكري والنفسي الأخير، ولكن كلا الطرفين جاهزان لأي مواجهة.
ضغوط دولية
من جانبه قال رياض عيسى، المحلل السياسي والناشط المدني، إن "العملية التي نفذها حزب الله ضد آلية إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة هي العملية النهائية بهذه الفترة، وتعد ردًا على استهداف إسرائيل للضاحية الجنوبية اللبنانية".
وأضاف عيسى في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "خطوة إعلان حرب واسعة قد تشكل تهديدا كبير للدولة اللبنانية، بغض النظر إذا كان حزب الله جاهزا أم لا، لكن المعركة سيكون لها خسائر كبيرة، وأعتقد أن حزب الله وإسرائيل غير مهيئين لهذه الحرب".
نتنياهو الذي يقف على أعتاب انتخابات كان يحاول تأجيلها بسبب تراجع شعبيته، وكانت الحرب المبرر الوحيد للإطاحة بهذه الانتخابات، ويعتقد أن الفوز في هذه الحرب قد تغير من موازين القوى مرة أخرى وتدفعه للفوز مرة أخرى.
ومضى قائلًا: "حزب الله استفاد من هذه الحرب، حيث استطاع الحفاظ على مصداقيته أمام جمهوره ووكلائه، فتمكن مرة أخرى من شحذ الهمم، وشد الأعصاب واستقطاب جمهور أكبر".
وبشأن السيناريوهات المتوقعة في الفترة المقبلة، قال المحلل السياسي، إن "حدود العملية انتهت عند هذا الحد، وبأقل خسائر ممكنة، ولا أعتقد أن يكون هناك تصعيد في الفترة المقبلة، خصوصا في ظل الضغوط الدولية لمنع التصعيد".
تهديدات متبادلة
هدد الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، باستهداف عمق إسرائيل في حال شنت هجوما آخر ضد حزبه ولبنان.
واعتبر أنه لم يعد لدى حزبه أي خطوط حمراء بمواجهة إسرائيل، موضحا أن القصف لم يضرب في منطقة مزارع شبعا التي يعتبرها لبنان محتلة، بل منطقة داخل أراضي 48 المعترف بها دوليا لإسرائيل.
وقال نصرالله في كلمته بمناسبة أيام عاشوراء:
إذا اعتديتم علينا فإن جنودكم ومستعمراتكم وفي عمق العمق ستكون في دائرة الاستهداف والرد، وفي حال حصول أي عدوان على لبنان، لن يكون هناك أي شيء اسمه حدود دولية.
واعتبر حسن نصرالله أنه لم يعد لدى حزبه أي خطوط حمراء بمواجهة إسرائيل، قائلا: "ما حصل أن المقاومة كسرت أكبر خط أحمر إسرائيلي منذ عشرات السنين". وأضاف إن الجولة الأولى من الرد على إسرائيل انتهت، متوعدا باستهداف الطائرات المسيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشف منشآت تابعة لـ"حزب الله" في سهل البقاع أقيمت لتصنيع صواريخ دقيقة التوجيه، وإن الحزب نقل معدات مهمة من تلك المنشآت إلى مواقع مدنية في بيروت بعد التوتر الأخير على الحدود.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان صدر، أمس الثلاثاء، أن هذه المنشآت تقع قرب بلدة النبي شيث في سهل البقاع، وأنه "تخوفا من القصف" نقل "حزب الله" معدات من هذا المجمع بمساعدة إيران إلى مواقع مدنية في بيروت.
وأكدت إسرائيل أنها ستتصدى لأي مساع من "حزب الله" لتحديث ترسانته الصاروخية، بينما تعهد الحزب بالرد على أي تهديد إسرائيلي للأراضي اللبنانية.