مهرجان قرطاج السينمائي، أو أيام قرطاج السينمائية – Les Journées Cinématographiques de Carthage، هو مهرجان سينمائي مهول يُعقد بالمُجمل كل عامين في تونس. لكن منذ 2015، صار حدوثه سنويًّا أمرًا رائعًا، ويظهر لنا على الساحة في شهر أكتوبر من كل عام. تأسس لأول مرة في 1966، وكانت تشرف عليه لجنة من وزارة الثقافة وقطاع السينما والفنون بتونس الشقيقة.
مهرجان قرطاج السينمائي لعام 2019 كانت به العديد من العناوين البارزة في عالم السينما والفنون بالمُجمل. تم عرض أفلام من كل شكل ولون، وحصل الكثير من الفنانون على جوائز بالمهرجان، ومهرجان هذا العام على وجه الخصوص أيقوني أكثر من غيره نظرًا لوجود تنوع قوي في الأعمال المعروضة، وتنوع أكثر قوّة في جنسيّات الحاصلين على جوائز، وجنسيّات أعضاء لجنة التحكيم.
مهرجان قرطاج لعام 2019 هو مهرجان حافل فعلًا. والجدير بالذكر أن المهرجانات (القرطاجية) لا تقتصر على السينما فقط، فهناك للموسيقى، وأغلب الفنون الأخرى. تونس بالفعل تُقدس الفن أكثر من أي بلد آخر بداخل الأقطار المُحببة إلينا نحن العرب.
مهرجان هذا العام استمر من يوم 26 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر، أي أسبوعًا كاملًا. خلال تلك الفترة تم عرض الكثير من الأفلام، وتم حصد العديد من الجوائز في مختلف الأدوار السينمائي، والتصنيفات الفنية.
بالمُجمل المهرجان يقوم بعرض وتقييم الأفلام التي تقع أسفل 4 تصنيفات عُظمى فقط. ألا وهي: أفلام وثائقية طويلة، أفلام وثائقية قصيرة، أفلام روائية طويلة، وأخيرًا أفلام روائية قصيرة. كلها ستجدها في العرض التشويقي الصغير الذي نشرته القناة الرسمية للمهرجان على يوتيوب، والذي ستجده في أعلى هذه الفقرة بالضبط.
التمهيد والافتتاح والتحكيم في مهرجان قرطاج السينمائي
مهرجان قرطان السينمائي لعام 2019 حصل على تمهيد كبير جدًا، وتغطية إعلامية مهولة بداخل بلده الأم، وفي الخارج كذلك. تم افتتاح المهرجان وسط حضور الكثير من نجوم الفن بشكلٍ عام. وإذا دخلت على الموقع الرسمي للمهرجان، ستجد كلمة من السيد (نجيب عياد)، مدير عام المهرجان، ومن السيدة (لمية بلقايد قيقة)، المندوبة الفنية العامة، وكان الترحيب بالحضور من أروع من يكون. والجدير بالذكر أن السيد (نجيب عياد) توفي هذا العام، وهذا أحزن الوسط الفني التونسي جدًا.
أما بالنسبة للجنة التحكيم، لدينا أسماء متنوعة الجنسيّات جدًا؛ فبالتالي لدينا تنوع مهول في الأذواق الفنية، ولا يوجد حيّز للتحيّز أو تفضيل عمل على آخر لكون أكثر من فرد في اللجنة ينتمون إلى بلد العمل مثلًا. أبرز الأسماء ضمن لجنة التحكيم العامة هم: (آلان غوميس) من السينغال-فرنسا، (فوكادا كودجي) من اليابان، (حسان كشكاش) من الجزائر، (محمود بن محمود) من تونس، (مريم بن مبارك) من المغرب، (تسيتسي داغرامبغا) من زيمبابوي، و(ياسمين خلاط) من لبنان-مصر.
برنامج مهرجان قرطاج السينمائي
برنامج المهرجان كان حافلًا فعلًا، في كل يوم من أيام مهرجان قرطاج السينمائي يوجد مزيج كبير من عروض الأفلام، جلسات النقاش، جلسات الكلام المفتوح، فترات الاستراحة، ثم العودة للمزيد والمزيد من عروض الأفلام. كل شيء مُنظم بالدقيقة والثانية، ولا يوجد تضارب أبدًا في جدول العروض والفقرات خلال اليوم. وكل ذلك استمر أسبوعًا كاملًا، مما يجعله واحدًا من أطول المهرجانات العربية مُجملًا.
تم عرض عشرات الأفلام الممتازة خلال المهرجان، والتي تنتمي لعام 2019 بالمُجمل. وأبرز الأفلام الطويلة التي تم عرضها هي: أبو ليلى، آدم، Atlantique، نور تحلم، نجمة الصبح، شارع حيفا، بابيشا، ستموت في العشرين، بعلم الوصول، سيدة البحر، قيرّة، وغيرها الكثير. وكلها أفلام من أقطار عربية مختلفة مثل مصر، العراق، سوريا، تونس، الجزائر، المغرب، السنغال، وحتى السينما السعودية كانت بارزة في المهرجان.
أما بالنسبة للأفلام القصيرة كان لدينا سمكة حرة، حبيب، سراب، هروب، السجين والسجان، عودة الروح، True Story، منارة، وغيرها. وفي الأفلام الوثائقية بالمُجمل كان لدينا الغياب، بين اثنين ثلاثة، Buddah in Africa، أوفسايد الخرطوم، من أجل سما، الحديث عن الأشجار، على العارضة، The Cave، من طين، الستار، لم أرى شيئًا رأيت كل شيء، في المنتصف، أهل الكهف، Pacific، والكثير والكثير.
جوائز مهرجان قرطاج السينمائي، والفائزون بها
في الواقع، الجوائز كثيرة جدًا، وكلها تحمل معزة خاصة في قلوب الفائزين بها. هذا العام لدينا العديد من الأسماء البارزة في عالم السينما العربية حصلت على جوائز في مهرجان قرطاج السينمائي، وأنا شخصيًّا أفخر أن إحدى سيدات بلدي (
هند صبري – مصر) حصلت على جائزة في المهرجان، حتى ولو كان الفيلم الذي شاركت فيه تونسيّ الإنتاج والطاقم، هيا بنا نسردهم سويًّا.
- التانيت الذهبي لفيلم نورا تحلم، وذهبت الجائزة لهند بوجمعة – تونس
- التانيت الفضي لفيلم Atlantique، وذهبت الجائزة لماتي ديوب – السنغال
- التانيت البرونزي لفيلم سيدة البحر، وذهبت الجائزة لشهد أمين – السعودية
- جائزة أفضل سيناريو لفيلم ستموت في العشرين، وذهبت الجائزة لأحمد أبو العلاء – السودان
- جائزة أفضل أداء لدور رجالي لفيلم أبو ليلى، وذهبت الجائزة لإلياس سالم وأمين سيدي بومدين – الجزائر
- جائزة أفضل أداء لدور نسائي لفيلم نورا تحلم، وذهبت الجائزة لهند صبري وهند بوجمعة – الجزائر
- جائزة أفضل موسيقى مبتكرة لفيلم Atlantique: وذهبت الجائزة لماتي ديوب – السنغال
- جائزة أفضل تصوير لفيلم آدم: وذهبت الجائزة لمريم توزاني – المغرب
- جائزة أفضل تركيب لفيلم آدم: وذهبت الجائزة لمريم توزاني – المغرب