https://www.youtube.com/watch?v=mjTCGreTK2M
0
فنان مثقف وواعٍ وعبقري كما يصف نفسه دائمًا، لديه ثقة كبيرة بموهبته وقدراته الفنية الهائلة، التي لم يستغلها مخرجو ومنتجو السينما على الوجه الأكمل بعد، هو محيي إسماعيل رائد السايكودراما، بشهادة صناع السينما في مصر .
عندما تشاهده على الشاشة يؤدي دورًا ما، تستمتع بحالة فنية نادرة قلما تتكرر، فهو من أقدر الممثلين على معايشة الشخصية بانفعالاتها وأزماتها الداخلية، اشتهر بتجسيده للأدوار المركبة والشخصيات الصعبة، ويصرِّح دائمًا أنه يحب تقديم العُقد والاضطرابات النفسية وصراعات النفس البشرية في أدواره.

الكوميديان الأول

وبعيدًا عن السايكودراما، يتمتع بحس كوميدي لم يُستغل أيضًا بالقدر الكافي، قال عنه سمير غانم: “محيي إسماعيل أكتر واحد بيضحكني”، وتنبأ له مخرج الروائع حسن الإمام، بأنه سيصبح الكوميديان الأول في مصر، وذلك بعد مشاركته في فيلم “خلي بالك من زوزو”.

جوائز وتكريمات

نال محيي إسماعيل عدة جوائز محلية وعربية، أبرزها جائزة جمعية كتاب ونقاد السينما في مصر عام 1975، وجائزة أحسن ممثل سينمائي عن فيلم “الإخوة الأعداء” من وزارة الثقافة المصرية في نفس العام، وجائزة أحسن ممثل عن فيلم “إعدام طالب ثانوي” عام 1982، واختارته إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط، لعضوية لجنة تحكيم المسابقة الدولية في الدورة الـ 35، التي عُقدت في أكتوبر الماضي.
حصل إسماعيل أيضًا على 14 جائزة عالمية، أبرزها عن دوره في فيلم “الإخوة الأعداء” من مهرجان طشقند السينمائي الدولي في عام 1976، وجائزة الإبداع السينمائي من الجاليات العربية بنيويورك عام 2003، ومنحته جامعة “كونكورديا” الأمريكية لقب “رائد السايكودراما”، كما كرّمه البرلمان الكندي عن مجمل أعماله الفنية وانفراده بتجسيد 20 عقدة نفسية خلالها.
قدّم للسينما المصرية أكثر من 20 فيلمًا، وهو عدد قليل جدًا مقارنةً بموهبته الفريدة، ولكنه يعني دائمًا بالكيف لا بالكم، كما شارك في فيلمين عالميين في عام 1971 هما “الدورية الانتحارية” و”أبناء الموت”.
نستعرض في السطور المقبلة، أبرز أفلام محيي إسماعيل على مدار 50 عامًا..

الإخوة الأعداء

يُعد من أهم أفلامه وأنجح الشخصيات المعقدة التي قدمها، نال عنه عدة جوائز محلية ودولية، إذ أدى دور شاب مصاب بالصرع والاضطرابات النفسية الشديدة، التي دفعته لقتل أبيه في النهاية، ومن فرط إتقانه للدور، اعتقد الرئيس الراحل أنور السادات أن محيي مصاب بالصرع بالفعل، وسأله إذا ما أتم علاجه؟ فأجابه بأنه ليس مصابًا بالمرض.
شارك في بطولة هذا الفيلم بجانب محيي إسماعيل 11 نجمًا سينمائيًا، أبرزهم يحيى شاهين وعماد حمدي ومرفت أمين ونور الشريف وحسين فهمي، ولكن محيي الوحيد الذي نال عنه جائزة دولية من مهرجان طشقند كما ذكرنا، وتسبب ذلك في جلوسه بالمنزل لمدة 4 سنوات بدون عمل، بسبب “الحقد” كما يحكي خلال حواره لبرنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا”.
يقول محيي: “ابتديت في السينما غلط وارتكبت جريمة في حقي، موهبتي أساءت إلي، ابتديت من القمة في الإخوة الأعداء”، موضحًا أن هذا الحقد الذي تعرّض له هو ما دفعه للتركيز على تقديم عُقد النفس البشرية، لكي يفهم ما السبب وراء ذلك؟ ومن هنا بدأ شغفه بتجسيد الأدوار المركبة.

الرصاصة لا تزال في جيبي

من أشهر الأفلام التي قدمت حرب أكتوبر، وجسّد فيه محيي شخصية القائد العسكري الإسرائيلي عساف ياجوري، الذي وقع أسيرًا في يد القوات المصرية أثناء الحرب، وقد رفض أداء الدور في البداية خوفًا من كره الناس له، ولكن المنتج رمسيس نجيب أقنعه بقبوله.
يحكي محيي في أحد حواراته، أنه أثناء حضوره عرض الفيلم، نصحه مدير الصالة بأن يخصص له بابًا جانبيًا للخروج قبل انتهاء العرض، خوفًا من ردود أفعال الجمهور السلبية ضده بسبب دوره كإسرائيلي، وبالفعل خرج، بعدما سمع عبارات استنكار الجمهور لمشهد قتله الأسرى المصريين بدم بارد.

إعدام طالب ثانوي

هذا الفيلم من أهم ما قدم محيي إسماعيل خلال تاريخه السينمائي، وبالرغم من وجود نجوم صف أول بجانبه أبرزهم نور الشريف وسهير رمزي ومحمود عبد العزيز، إلا أن دوره كان مليئًا بالصراعات الداخلية التي جسّدها –كعادته– ببراعة وسلاسة، خاصةً مشهد ذهابه لغرفة الإعدام، وتعبيرات وجهه وهو يسير بخطوات متثاقلة ومتراجعة، في رعب من مصيره المحتوم.

خلي بالك من زوزو

هنا ظهر الحس الكوميدي لدى محيي إسماعيل في فيلم من إخراج حسن الإمام، وبطولة سعاد حسني وحسين فهمي، واستطاع أن يُضحكنا خلال مشاهده القليلة داخله، وخاصة كلمته الشهيرة “جمعاء”، ويروي أنها كانت مكتوبة “جميعًا”، ولكنه قرأها “جمعاء”، فأعجبت بها سعاد والمخرج وأقروها بالفعل.

مولد يا دنيا

تدور الأحداث حول رئيس عصابة سرقات يستغل مجموعة من الشباب في أعماله الإجرامية، هؤلاء الشباب لديهم مواهب استعراضية وغنائية، قدم محيي دور شاب منهم يشي بهم لدى “المعلم” ليفسد حفلهم الاستعراضي الأول، ولكنه عندما يراهم يبدعون على المسرح يتراجع ويعود إلى صوابه، ويشاركهم في العرض.

حد سامع حاجة

دور محيي إسماعيل في هذا الفيلم، يعد من الشخصيات اللطيفة التي قدمها بمشاركة جيل الألفينات، إذ أدى دور والد رامز جلال الذي يربيه على فعل الخير، وتظل نصائح الأب -بالرغم من وفاته- ملازمة لابنه طوال حياته، ولكنه يصطدم بها في بعض الأحيان ويثور عليها.

الكنز 1&2

يعد هذا الفيلم بجزأيه، آخر ما قدمه محيي إسماعيل للسينما حتى الآن، جسّد خلاله شخصية الكاهن الأكبر، وبالرغم من أن الفيلم يضم كوكبة من نجوم الجيل الحالي، أبرزهم محمد رمضان ومحمد سعد وهند صبري وأحمد رزق وروبي، إلا أن محيي صرّح بأنه سعيد بالمشاركة بجانبهم، ولم يهتم بمساحة دوره بقدر القيمة التي يحملها الفيلم.