#عندليب الصحافه الكاتب المبدع القصصي السياسيي #محمود عوض
#لحظات من صراعاته في بلاط صاجبه الجلاله #صديق الملوك والرؤساء
#خط قلمه الصفحه الاخيره بأكملها وبدياته #ام كلثوم
#استضافته احلام شلبي ببرنامجها فقاطعته فنظر اليها نظره حاده #وفال_لها_تعلمي_ادب الحواروالا تركت مقعدي لكي تعلمي ادب الحوار
أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارا غريبا بتعيين إبراهيم سعدة رئيسا لتحرير أخبار اليوم.. يومها خدعوا السادات وأوهموه بأن سعدة رفض العمل فى جريدة الشرق الأوسط التى تشتم مصر وبالتالى وجب تكريمه وتعويضه فى الوقت نفسه. خدعوا الرجل لأن ابراهيم سعدة كان بالفعل مديرا لمكتب تلك الجريدة فى شارع جزيرة العرب بحى المهندسين.
عندما تسلم سعدة مهام منصبه كان محمود عوض هو الكاتب رقم واحد فى أخبار اليوم.. كان يكتب الصفحة الأخيرة للجريدة فأراد سعدة أن يحرم القراء من قلم محمود عوض بالتدريج.. فتحول مقال الصفحة الأخيرة إلى عمود فى صفحة الرأى الداخلية يحمل اسم «على بياض» الذى لم يلبث أن اختفى أيضا لتنقطع علاقة محمود عوض بقراء الجريدة. وفى صبيحة اليوم الذى بلغ فيه الستين تلقى محمود عوض خطابا إداريا من شئون العاملين بمؤسسة أخبار اليوم تخبره بأنه «طلع ع المعاش» وعليه أن يسلم عهدته ومكتبه و..و..
ابتسم محمود عوض كثيرا وهو يطوى الخطاب ويضعه فى جيب قميصه.. نظر إلى الممر الذى يضم مكتبه ومكاتب كل نواب رئيس التحرير.. كلهم تجاوز الخامسة والستين.. وبعضهم ماشاء الله - تجاوز السبعين لكنهم بحمد الله وتوفيقه لم يتسلموا ذلك الخطاب رغم أن القراء لا يعرفون أسماءهم.. حتى السعاة الذين تجاوزوا السن القانونية كان إبراهيم سعدة يوافق على المد لهم حتى وفاتهم.. وحده محمود عوض الذى يجب أن ينال الكارت الأحمر رغم عدم وجود خصومة شخصية بينه وبين إبراهيم سعدة، بل إننى أشهد أن الأستاذ محمود عوض كان يتحدث عن موهبة إبراهيم سعدة بكل تقدير واحترام مؤكدا أن مدينة بورسعيد لا تنجب إلا الصحفيين والكتاب الموهوبين.
والحقيقة أن ذلك كان شأن محمود عوض حين يتحدث عن الآخرين.. لم ينزلق لسانه أمامى مرة واحدة عن زميل، حتى موسى صبرى الذى كانت بينهما قضايا ومحاكم كان محمود عوض يعدد لى مناقبه الصحفية.
مع ذلك لا أستطيع أن أسند لرئيسى السابق وابن مدينتى إبراهيم سعدة بطولة فيلم «اغتيال محمود عوض» لأننى أتحدث هنا عن جريمة حرمان القارئ من قلم محمود عوض وليس قصف قلم محمود عوض الذى كان قد ملأ الدنيا، وجاب الآفاق وتردد اسمه بين عواصم الدول العربية كأحد خبراء الصراع العربى الإسرائيلى فى الوقت الذى كان يتدرب فيه سعدة على أعمال الفندقة فى سويسرا.
كان محمود عوض رغم غيابه عن صفحات أخبار اليوم نجما تليفزيونيا وإذاعيا يتحدث فى أشد القضايا السياسية، تعقيدا بمنتهى اليسر وبصوت رخيم يتسلل إلى عقول وقلوب المشاهدين والمستمعين.. كما كان يكتب فى بعض الصحف العربية الكبيرة فضلا عن تجربته الفريدة فى رئاسة تحرير جريدة الأحرار والتى قفز بها قى زمن قياسى بصورة أصبحت مضرب الأمثال.
هذا الرجل الموسوعة إذن- هو الذى اغتال نفسه وليس إبراهيم سعدة.
لماذا لم يمت مع أم كلثوم حبيبته وصديقته؟.. لماذا ظل بيننا بعد انتقال شقيقه عبدالحليم حافظ إلى الرفيق الأعلى؟
وما فائدة وجوده بيننا بعد رحيل عبدالوهاب صديقه المقرب؟
جريمة محمود عوض التى لا دخل له فيها أنه عاش مع العظماء وقت أن كان المناخ فى مصر يحتفى بالمواهب ويبحث عن أجمل البراويز لها..وامتد به العمر حتى لحق بالمناخ الذى لا تحتفى فيه مصر إلا بالصغار الفقراء.
الصغار فى قاماتهم وثقافتهم، والفقراء فى أخلاقهم ومواهبهم.لم يكن منطقيا أن يبقى محمود عوض فى قمته فى زمن يتطاول فيه الأقزام ويردون بالردح وفرش الملايات على محمد حسنين هيكل. هذه هى مصر الآن والتى تختلف بالتأكيد عن مصر التى حدث فيها ذات يوم فى جريدة أخبار اليوم أن تأخر الكاتب الكبير أنيس منصور عن إرسال مقال الصفحة الأخيرة، ولما كان هذا الأمر يتكرر منه كثيرا مما يعطل المطبعة قرر إحسان عبدالقدوس تكليف الصحفى الشاب محمود عوض بكتابة الصفحة الأخيرة.. ليس لمعاقبة أنيس منصور ولكن لأن إحسان رأى أن محمود عوض خليق بكتابة الصفحة الأخيرة، وكان أول مقال يكتبه محمود عوض فى تلك الصفحة عن أم كلثوم.. كان مقالا عظيما جعل أنيس منصور يرسل مقال الصفحة الأخيرة قبل موعده بثلاثة أيام، وجعل إحسان عبدالقدوس يطلب من محمود عوض كتابة صفحة أسبوعية فى أخبار اليوم بعنوان شخصيات حاور فيها محمود عوض (بطريقته) رموز العمل الفكرى والثقافى والسياسى والدينى فى مصر..بطريقة لم يعهدوها من قبل أو بعد.
محمود عوض الذى كان يجمع تلاميذه حوله بكل تواضع ويهاتفهم بنفسه إذا تأخر أحدهم عنه كان يعرف أسماء أولادنا وبناتنا وسنواتهم الدراسية، وهو نفسة محمود عوض صديق الملوك والرؤساء والفنانين والصعاليك والأثرياء والفقراء جدا جدا جدا.
في22 اغسطس 1998ولد محمود عوض، وترتيبه ا لاول بين 3 إخوة في مدينة قطور بالغربيه، كان محبا للقراءة منذ الصغر، وكادت تتسبب في رسوبه في دراسته، لولا قطعه عهداً لأبيه بأن يصير تلميذا متفوقا، تلقى برهانه خطابا أرسله كمال الدين حسين، وزير التعليم آنذاك، لوالده يضم شيكا بمبلغ 25 جنيها لابنه المتفوق، سلمه الوالد لـ«محمود» ورحل بعدها بيومين مطمئنا على مصير ابنه.
التحق بكلية الاداب قسم مساحه وخرائط حتى أقرنها بممارسة هوايته المفضلة للأدب، فالتحق بكتيبة «أخبار اليوم»، وأبلى بلاءً حسناً في الدراسة والصحافة، وبعد تخرجه واجه أول اختبار عملى له عندما رفض العمل بالنيابة العامة مفضلا الاشتغال بالصحافة،
اختاره له إحسان عبد القدوس لقب عندليب الصحافة المصرية مراهنا عليه بأن يكون واحداً من أبرز كتاب الستينيات وظهر ذلك عندما تأخر أنيس منصور عن إرسال مقاله اليومى، الذي ينشر في الصفحة الأخيرة من «أخبار اليوم»، وقرر عبد القدوس - وهو رئيس تحرير المؤسسة العريقة آنذاك - تكليف هذا الصحفى الشاب بكتابة الصفحة الأخيرة وحده، كان عقابا لـ«منصور»، الذي تسبب تأخره المتكرر في عدم إرسال الجريدة للمطبعة في الوقت المحدد، وثقة من إحسان في الشاب الواعد، فكتب مقالا رائعا عن أم كلثوم أثار حفيظة وغيظ الكثيرين من أقرانه، فصار أنيس منصور يرسل مقاله قبل موعده بـ3 أيام، وأوكل إليه إحسان كتابة صفحة أسبوعية في «أخبار اليوم» بعنوان «شخصيات»، يحاور فيها رموز الفكر والثقافة والسياسة والدين والفن في مصر، بطريقته الخاصة وبشكل لم يعهدوه من قبل.
و عن هذه التجربة يحكى كاتبنا قائلا في كتابه (شخصيات) : " كان إحسان كبيرا في ثقته فنانا في أفكاره رقيقا في لهجته إنه لا يطلب ولكن يقترح لا يفرض ولكن يثير الحماس لا يقرر ولكن يوحى، هذا رجل فنان يريد منك أن تسمو وتكتشف!".
خلال مشواره الفنى اقترب من نجوم الفن والسينما بشكل أثار حوله الكثير من التساؤلات، حتى إن هؤلاء النجوم كانوا يتكالبون عليه ليكتب عنهم، وعندما طلبت أم كلثوم من مصطفى أمين أن يؤلف كتابا عنها، اعتذر ورشح لها عوض الذي لم تتفاءل كوكب الشرق بالعمل معه في البداية، وما إن قرأت كتابه «أم كلثوم التي لا يعرفها أحد» حتى أبدت إعجابا لافتا بهذا الشاب الواعد، الذي استطاع الغوص داخل تفاصيلها. وللتعرف على
أم كلثوم
حكاية رواها هو بنفسه فيما بعد، قال إنه حاول في البداية أن يجرى معها حواراً عبر التليفون، وبعد عدة مكالمات ظفر أخيراً بالحوار المنشود، وقبل أن ينشره سأله إحسان عبد القدوس، رئيس تحرير «أخبار اليوم» في ذلك الوقت: «هل أطلعت أم كلثوم على الحوار قبل نشره؟»، فردّ على الفور: «منذ متى نسمح لأحد بالتدخل في عملنا؟»، غير أن إحسان عاجله بسرعة: «إنها ليست أى أحد، إنها أم كلثوم». وافق عوض على عرض الحوار على أم كلثوم، وعندما زارها في منزلها أبدت اعتراضاً على جملة يفتتح بها مقدمة حواره معها، فغضب وسألها: «من منا يفهم في الغناء أكثر.. أنا أم أنت؟»، ردت أم كلثوم: «أنا طبعاً»، فقال بسرعة: «إذن فالكتابة هى عملى، وأنا أفهمه جيداً، ولن أغير المقدمة». تجاوزت أم كلثوم الموقف، ونشر الحوار بالطريقة التي كتبه بها عوض، ولم يكد الحوار ينشر حتى فاجأته أم كلثوم باتصال هاتفى تخبره فيه أن سعيد فريحة صاحب دار الصياد معجب بالحوار، ويطلب نشره في إحدى مطبوعاته، غير أنها أبلغته أن صاحب الحق الوحيد في الموافقة هو محمود عوض، لأنه صاحب الحوار، وليست هي. فهم عوض بالطبع الغرض من المكالمة، وهو أن أم كلثوم تسترضيه، وتحاول أن تعتذر عن موقفها الأول بطريقة «شيك»، وحتى عندما منح كتابه عنها عنوان «أم كلثوم التي لا يعرفها أحد»، وبلغه غضب بعض أقاربها من العنوان، جاء رضاها هي، كنوع من إعلان الاعتراف بكاتب متميز، حتى إن اختلف معه الآخرون.
ثم الف كتابه «عبد الوهاب