تشهد أروقة ميناء القاهرة الدولى هذه الأيام الكثير من الإجراءات الغير مفهومة مثل موافقة مسئوليه على شحن 6 أطنان من النقود الورقية الغير معروفة هويتها سواء كانت بالجنية المصرى أو
اليورو أو الدولار، إلى محافظتى الأقصر وأسوان، على 4 طائرات لكل محافظة طائرتين، خاصة وأن إجراءات شحن هذه الأموال على هذه الطائرات كما علم اليوم السابع تمت فى سرعة بالغة ورغم رفض أحد مسئولى الشحن الصغار، حيث أصر على معرفة ما تحتويه هذه الطرود وتحصيل رسوم الخدمات عليها، إلا أنه وبعد زيارة قصيرة من أحد رجال الأمن رفيعى المستوى تم إنهاء الإجراءات بسرعة ودون تحصيل رسوم خدمات، وهو ما أثار دهشة جميع العاملين المتابعين للموقف، والذين أكدوا لـ"اليوم السابع" أن هذا الموقف لم يكن الأول.
عمال الشحن والجمارك رووا لـ"اليوم السابع" أيضا أن يوم، الاثنين، قبل الماضى والموافق 8-2-2011، شهدت ساحة المطار أيضا واقعة غريبة، وهى هبوط طائرتين قادمتين من أسبانيا وألمانيا محملتان بـ 63 طردا محملين بالأموال، ومقسمين إلى 23 طردا على طائرة، و43 طردا على طائرة أخرى، وكما بدا لهم أن المسئولين فى المطار كانوا على علم بموعد قدوم هذه الطرود، حيث حضرت إلى أرض مهبط المطار بعض المدرعات الحربية وحملت الطرود كاملة ورحلت دون أن يعلم أحد ما هى وجهتها.
هاتان الواقعتان لم يكونا أول شىء فى مطار القاهرة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، حيث شهد المطار نفسه استقبال شحنة ذهب وزنها 503 كليو قادمة من مطار مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، تم استخراجها من منجم السكرى، ثم تبعها بيومين شحنه أخرى يصل وزنها إلى 900 كيلو، وهى الأوزان التى أثارت تساؤلات حول وجهتها وسبب خروجها من مصر، ورغم ما قاله صلاح عبد الهادى رئيس شعبة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بالغرفة التجارية بالقاهرة لـ"اليوم السابع" بأن هذه الكميات من الذهب تسافر إلى معامل لندن لتنقيتها ودمغ سبائكها بالدمغة الذهبية 999 لبيعها بالأسعار العالمية، إلا أن هناك بعض الأصوات من خبراء المعادن فى مصر تعارض هذا الرأى وتؤكد على وجود معامل وورش مصرية قادرة على القيام بمهام معامل وورش لندن، بل وتوفير تكلفة سفر هذه الكميات الضخمة من الذهب.
وفيما يتعلق بدخول وخروج الأموال والذهب من وإلى مطار القاهرة، رفض عادل محمد عبد المنعم مدير عام وارد مصر للطيران التعليق لـ"اليوم السابع" على الأمر، كما أنه لم ينفه أو يؤكده قائلا "هذا الأمر يخص اقتصاد البلد، ولا يجوز لأحد الإطلاع على تفاصيله سوى القادة فى وزارة الطيران"، وأوضح أن سبب كتمانه لهذه التفاصيل يعود إلى حرصه على مصلحة الوطن التى تتعلق بالمساعدات المالية التى تحصل عليها مصر ويمكن أن تتوقف إذا علمت إحدى الدول المساعدة تفاصيل كافة المساعدات.