"نعم !عرب ولا نخجل
ونعرف كيف نمسك قبضة المنجل
وكيف يقاوم الأعزل
ونعرف كيف نبني المصنع العصري
والمنزل..
ومستشفى
ومدرسة
وقنبلة
وصاروخًا
وموسيقا
ونكتب أجمل الأشعار".
نعم عزيزي القارئ، عرب، ولا نخجل، ولكن لماذا لا نخجل؟!
الغرب - كل الغرب - يعيش في وطنه، ويعتز بغربيته، يحمل قِيَمَه وأفكاره التي ابتدعها من بنات أفكاره، ثم جعلها في حياته يقينًا راسخًا، يعمل به وينفذه، ويطبقه بكل إتقان، وكأنها منزَّلة من لدن عليم حكيم، ونحن في الشرق جاءتنا القيم والمبادئ، وكُرِّمنا بها من لدن عليم حكيم؛ ولكننا للأسف أبيْنا إلا أن نعيش في إطار غربي غريب عنا، كرَّمَنا الله العلي، فأبينا إلا الذلةَ والاستحقار، حتى صرنا مضربَ المثل عند الغرب في كل شيء يستحيي منه الغربي، ويأنف من ذِكره، أبعد كل هذا ترانا لا نخجل؟!
في الماضي، كلمة واحدة أشعلت النخوةَ الإسلامية في نفس سامعها، فحرر أَمَةَ الإسلام وأنقذها، واليوم بالصوت والصورة آهات وأعراض، وبيوت وحرائر، تدنس بأذى الفحش والخنا، وبصلف الجبروت والطغيان، فلا جفن يرف، ولا عين تدمع، ولا صرخة غضب تُسمع، نتلقَّى الصفعة والصفعتين، واللكمة واللكمتين، لا؛ بل نُنسف من الجذور، ومن أصالة التاريخ، والكلُّ يضحك ويبارك، نَعَم، المجلود والجلاد، الكلُّ يضحك، والغريب أن الجلاد إذا ضحك، فعذرُه معلوم، أما أن ترى المجلود بعد كل تلك الإهانات واللكمات، يضحك! بالله عليك، مِمَّ تضحك؟! وعلامَ تبرز للعالم وبالخط العريض أنك: (غبي)؟! ألا تخجل؟!
عرب، ولكننا مُلئنا بالذل والصغار، نفس الكلمة التي كانت تملأ أجدادنا بالعزة والفخار، باتتْ تملأ نفوسَنا ذلاًّ ومهانة، وتكون في حناجرنا حشرجة، تهون أمامها حشرجةُ الموت، فإذا سألتَ المستغرب: لماذا استغربتَ، في حين أن كثيرًا من الغرب سلكوا طريق الاستشراق؟ يقول لك: "وهل يعجبك أن تكون عربيًّا، تحرر، انطلق يا رجل، دعك من الثقافات البالية التي جعلتنا في آخر الركب، استدرك ما فات من عمرك، والْحقْ بركب التطور والحضارة!".
ويحك أيها المخدوع، تنبَّه! استيقظ من هذه الغفلة! تتهم عروبتك بأنها سبب تخلفك وتأخرك؟!
أنسيتَ أن هذه العروبة هي التي جعلتْ مدينة الزهراء موئل الغرب كلهم لتلقي الطب، والهندسة، والفنون، وغيرها من علوم (العرب)، التي طبقت الآفاقَ شهرتُها، ودان لها القاصي والداني من عرب ومن عجم؟!
إن العروبة ليست بحاجة لشهادة من أمثالك، ومن غيرهم؛ لتثبت أنها الأقوى، والأشد، والأقدر على الصمود في وجه جميع التيارات، العيب ليس في العروبة؛ بل العيب كل العيب في مَن عجزتْ همتُهم عن أن يكونوا كمَن سلفوا من أهل العروبة الحقة، ولكننا قومٌ صَدَقَ في حقهم قولُ علي – رضي الله عنه -: "يا أشباه الرجال، ولا رجال، أحلام النساء وعقول ربات الحجال" - إلا من رحم الله - فنحن تبع لمن ضيع مملكتَه، فسلَّمها وبكى؛ فصدَقَ في حقِّه:
ابْكِ مِثْلَ النِّسَاءِ مُلْكًا مُضَاعًا لَمْ تُحَافِظْ عَلَيْهِ مِثْلَ الرِّجَالِ
أفبعد كل هذا، أليس يجدر بنا - نحن العرب - أن نخجل؟!
Mahmoud Darwish:
"Yes, Arabs do not shy away
And know how to grasp the grip of sickle
And how to resist the unarmed
We know how to build a modern factory
And home ..
Hospital
School
The bomb
Andmissile
And music
And write beautiful poems. "